رب ضارة نافعة
بدا؛ الموقف السويدي حيال الإعتراف بالجمهورية الذي كنا نتمناه محبطا ؛ حتى لانقول
مخيبا للآمال ، رغم ما أنطوى عليه من الإشارة لحقائق أخرى كالإحتلال ونهب الثروات ووصفهما باللاشرعيين وهذا ناتج ـ بإعنقادي ،طبعا ـ عن سوء التقدير والإتكالية في التعامل مع المضوع من أوجه عديدة ؛ خاصة وأن التجربة الد يبلوماسية الصحراوية حبلى بالتجارب المماثلة والشبيهة تعلق في حينها العمل بالجميع ولم يترك الإعداد له لشخص بعينه، بل كان على الكل جزء منه ؛ مثل ذلك : ـ تداعيات إعتراف منظمة الوحدة الإفريقية وقبول عضوية الجمهوية والبعثة الأممية التقنية 1987م ، إضافة إلى جنوب إفريقيا التي تكبر السويد ، جغرافيا ، بشريا وإقتصاديا ؛ فظل العمل بها متواصلا دون إنقطاع غير آبه بما أصابه من إخفاقات ،حتى تكلل في نهاية المطاف بالنجاح وأكتوى العدو بنار ذاك الإعتراف أيما إكتواء وأصابته نكسة ديبلوماسية ظل يتخبطك في إنعكاساتهاإلى الآن وهذه أباناما التي عادت إلى الرشد وجادة الصواب وأعتمدت السفير الصحراوي من جديد الذي ما إن وطأت أقدامه البلد، حتي حلت رسل العدو المغربي لتعيق النتائج ـ على الأقل ـ .
أمثلة أورد تها كمحاذير ينبغي تجنبها في كل الأشياء ، تلافيا للتساهل في بعض الخطوات والتأكيد ـ ثانية ـ على تحمل الإنعكاسات ومكابدتها ومضاعفة الجهد لإثبات العكس وإقناع الرأي العام الأوروبي بالحقيقة الوجودية للدولة الصحراوية ونقول كما قال المؤرخ ( فوتيي) بوجه آخر ، مستوحين منه المعنى التالي: الدولة الصحراوية حقيقة تاريخية ، جغرافية وثقافية ومن تسول له نفسه تجاهلها ؟ . ليس في ذلك لبس ولاغموض ، رغم أنف الإستعمار الماضي والحاضر، فالشعب الصحراوي وأرضه وسلطته وتا ريخه وهويته ؛ يكونون الحقيقة الجوهرية التي لايمكن جحودها أو إنكارها ؛ لامن السويد ولا من غيرها . والحقيقة التي يفترض أن تظل شاخصة أمام الأبصار وماثلة في البصيرة ، أن العدو المغربي وحلفاءه لن يألوا جهدا لإستبعاد هذه الحقيقة لدى دول أوروبا ،خاصة وأن المعطيات السياسية تؤكد تنام محسوس لدور أوروبي في القضية الصحراوية في المستقبل مما سيضيف ميزان قوة جديد يخشاه الإحتلال. ويؤثر بالتالي على شعورنا الوطني ويقوض من مكاسبنا الخارجية .
فالحالة ؛ لا تشبه إلا صيحة في واد سحيق أوعاصف إشتدت به الريح ،فالمقاومة الصحراوية مستمرة مابقي في الحياة نبض وبين غدر إسبانيا ونكثها لعهودها والتصريح السودي المخزي من التماثل ما يشد الأزر ويصلب العزيمة والإستقلال، الإستقلال سلما أوبالقتال.