-->

المعطل ، وملاعب القرب...!

بقلم : مبارك الفهيمي 
لا أزال أتذكر الأيام التي تزامنت مع حملة التدشينات التي قامت بها السلطات المغربية بالعديد من أحياء المدن المحتلة في الأشهر الماضية ، حيث تم فتح " ملاعب القرب " وساحات وكذا تم تعبيد طرق بعض المناطق ، وحينما قلنا وجهة نظرنــا في الموضوع والتي تمثلت في كون هذه التدشينات تدخل في إطار سياسة الإحتلال تجاه الشباب الصحراوي التي أسميها " ألعب وهنينا يــا صحراوي" ولا تخفف من ما يعانيه الشعب الصحراوي ، خرج علينا البعض من الأزقة الخلفية ليحدثونــا عن بطولات اللإدارة المغربية , وحاول هؤلاء تصوير الإحتلال أنه يقدم خدمات جليلة للمنطقة لسواد عيون الصحراويين .
الغريب في الأمر أن هؤلاء الذين وصفوا ما قامت به الإدارة المغربية أنه يخدم الصالح العام ،رغم أن ما أنفق على تلك الخطوات كافي لتشغيل الصحراويين وإنقاذ الكثير من الأسر الصحراوية التي لا تجد ما تسد به جوعها , والأكيد أن تلك الخطوات الفاشلة كان لها هدفان الاول الاستهلاك والثاني إلهاء الشارع في أمور هامشية عن الهدف الأساسي والمعركة الميدانية ، كل هذا يحدث في الوقت التي تعاني فئات عريضة من الشعب الصحراوي الفقر و البطالة رغم ما يزخر به الإقليم من ثروات طبيعية ، والغريب أيضا أن الذين أشادوا بما قامت به السلطات المغربية حينها بعضهم معطل واخرون يعلمون جيدا ما يعانيه الشباب ولكنهم تجاهلوا كل شيء سوى ملاعب القرب و الساحات ، وقد ينطبق على هذا الوضع مقولة كان يرددها المعلم في الصف الابتدائي على مسامعنا " لعكر على لخنونة " .
مرت الأيام وها نحن اليوم نعيش على واقع مأساة يعانيها المعطلون الصحراويون الذين يقودون معركة الأمعاء الخاوية ، من أجل انتزاع حقهم الإجتماعي المتمثل في الإستفادة من الثروات الطبيعية التي تزخر بها منطقة الصحراء الغربية المحتلة من طرف المملكة المغربية التوسعية ، فماذا يقول من صدعوا رؤوسنا بملاعب القرب هل يقولوا للمعطل المضرب عن الطعام أو للفقير الذي لا يجد ما يأكل " كل عشب ملاعب القرب " ، أو " ضع القليل من " الزفت " في خبز وكله " ، أو " اشرب ماء " النافورة " " .
وقد تجد الكثير من أصحاب ملاعب القرب ، والمطبلين للسياسة الإستعمارية في الصحراء الغربية يبدي تضامنه مع المعطل وهو ما يظهر التناقض الحاصل عند هؤلاء ، وما يثير الإنتباه أيضا أن الإدارة المغربية تبعث بعملائها لزيارة مكان اعتصام المعطلين منهم ممثل جهاز لادجيد في الصحراء صاحب النظارات و الشعر الأبيض والبطن الكبير الذي يعرف الجميع كواليس لقاءاته واجتماعته السرية بموريتانيا.
إذن فمعركة المعطل الصحراوي كشفت تناقض الكثير من المزمرين للنظام و موظفي الإحتلال الذين يطبقون سياسة الرباط دون زيادة أو نقصان ، ولا بد أن أشير أنه يجب على الإعلام الصحراوي المقاوم الرسمي و البديل مواكبة تطورات نضال المعطل الصحراوي المشروع ، الذي يعتبر ضحية للسياسة الإقصائية للعنصر الصحراوي التي يطبقها النظام القائم في المغرب ، مع كشف جميع التناقضات الموجودة لدى الكثير من "عشاق التنزه في الساحات " وأمثالهم الذين يتاجرون بملف المعطل الصحراوي.
فمزيد من النضال أيها المعطل ولا مساومة على المطالب السياسية للشعب الصحراوي ، ويــا أيها المطبلين للنظام المغربي كلوا " أرصفة الطرق " و اشربو ماء " نافوراتكم " وتركوا المعطل يقاوم ضد المخزن وعملائه .

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *