-->

الســــــويد ترفع من معنويات الاحتلال المغربي


حين أعترفت السويد، من جانب واحد، سنة 2014م بدولة فلسطين، أثار قرارها ذلك الأحادي غضب كبير في البيت الأوروبي، وبدأت المانيا وفرنسا وبلجيكا تزمجران كالضباع في السر متهمة السويد بتخطي وتحدي الاتحاد الأوروبي، وأنها تغني وترقص خارج السرب في حين أن مصالحها، مرتبطة كلية بقرارات الاتحاد الأوروبي.. أعتراف السويد، بعد دراسة قانوينة وتاريخية معمقة، بالدولة الفلسطينية فرض على بقية السرب الأوربي ان يعطي الضوء الأخضر لدوله غير الخائفة من العقاب الاسرائيلي، كل على حدة، أن تعترف، إذا شاءات، بالدولة الفلسطنية، وهو ما حدث فعلا.. تلقت السويد عتابا كبيرا من طرف المانيا بعد أعترافها الأحادي بالدولة الفلسطينية، وهجمت عليها إسرائيل وحلفاؤها بشراسة وحشروها في خانة ضيقة، لكن، مضت في سياستها، ومن جانب آخر، تلقت الكثير من الدعم السياسي من طرف الدول العربية والإفريقية التي تساند الشعب الفلسطيني.

ورغم ان السويد كانت قد درست في برلمانها قضية الاعتراف بالدولة الصحراوية- سنة 2012م- قبل دراسة الاعتراف بالدولة الفلسطينية- 2014م- إلا أنها بدأت مرتبكة وغير متأكدة مما تقوم به سياسيا اتجاه الدولة الصحراوية.. فحين قررت السويد دراسة الاعتراف بالدولة الصحراوية سنة 2012م، تعرضت للكثير من الانتقادات من طرف اللوبي العربي المؤيد للمغرب. من بين الانتقادات التي تم توجيهها من طرف اللوبي العربي للسويد، حين ناقش برلمانها قضية الاعتراف بالدولة الصحراوية، هو لماذا لا تناقش قضية الاعتراف بالدولة الفلسطينية التي سبقت إلى الوجود، كحركة تحرير، الدولة الصحراوية؟. وحتى تمتن مصداقيتها أكثر ولا يتم النظر لموقفها أتجاه الدولة الصحراوية أنه موقف عاطفي، جمدت السويد قضية الاعتراف بالدولة الفلسطيينة، وبدأت إجراءات الاعتراف بالدولة الفلسطينية.. إجراءات الاعتراف بالدولة الفلسطنية، رغم شراسة إسرائيل والولايات المتحدة وحتى المانيا لم تدوم كثيرا: سنة تقريبا وحدث الاعتراف بعد استفاء كل الشروط القانونية والتاريخية. أعتراف السويد العلني بدولة فلسطين جعلها تظهر في عيون العالم دولة قوية ذات سيادة تقف إلى جانب الحق، تتحدى الضغوطات حتى لو كانت من أمريكا وإسرائيل.. الجميع انبهر بالموقف السويدي، وتنبأ لها الكثيرون أن تكون دولة رائدة في مقدمة الدول التي تدافع عن القضايا العادلة وتقف مع القانون الدولي.. قد يكون تصفيق العالم الحر للسويد غداة أعترافها بدولة فلسطين جعلها تتصور أنها فعلا دولة قوية في العالم.. وحتى تمضي أكثر في تحدى الدول الخارجة عن القانون مثل المغرب، أستخرجت السويد ملف الدولة الصحراوية من الدرج الذي كان موضوعا فيه من سنة 2012م، وبدأت تدرسه من جديد.. والمشكلة أنها قالت أنها ستتبع نفس الخطوات التي اتبعتها في قضية الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وستطبق نفس القواعد القانونية والتاريخية.. لو لم تكن السويد أعنلت أنها ستشكل لجنة قانونية لدارسة الموضوع، وأنها ستسقط دراسة الاعتراف بدولة فلسطين على الدولة الصحراوية كان سيكون أسلم..
ورغم هجوم المغرب الشرس عليها إلا أنها أظهرت مناعة سيادية وتحدي كبيرين.. لم يستطيع المغرب أن ينتزع منها شعرة واحدة ومضت في سبيلها.. خلال المدة التي كانت فيها السويد تدرس قضية الاعتراف بالدولة الصحراوية بدأت تتعرض للصدمات من طرف المغرب وحلفائه، خاصة العالم العربي القوي ماليا، والذي تربطه بالسويد علاقات اقتصادية قوية .. ولم تتعرض السويد فقط للضغط العربي، لكن تعرضت للضغط من طرف الاتحاد الاوروبي، خاصة من طرف الدول الداعمة للمغرب مثل فرنسا والمانيا.. تم أتهام السويد أنها خارجة عن قواعد اللعبة التي يمارسها الاتحاد ككتلة، وانها ستحاول فرض سياسة على الاتحاد الاوروبي هو في غنى عنها..
في الأخير أعنلت السويد أنها لا تستطيع الاعتراف بالدولة الصحراوية، وأنها ستنتظر الخطوات والمساعي التي تقوم بها الأمم المتحدة كي تبني على أساسها الاعتراف من عدمه.. هنا ظهر أن السويد، رغم الخطوات الذكية التي قامت بها في البداية، كانت مترددة كثيرا في سياستها، وانه كان من الاسلم لها السكوت ومواصلة دعم الشعب الصحراوي في حقه في تقرير المصير مثلما كانت تفعل من سنة 1975م.. فتصريحها أنها لا تستطيع أن الاعتراف بالدولة الصحراوية، وأنها ستتنظر مساعي الامم المتحدة لحل القضية، أظهر أنها غير متأكدة مما تقوم به، وانها، بدل أن تدعم قضية الشعب الصحراوي، قوت الموقف المغربي، الذي نجحت مساعيه في جعل السويد تقعى على رجليها. هناك عاملان مهمان في تراجع السويد: الأول هو ضغط المانيا ومن ورائها فرنسا التي تريد المغرب أن يبقى كما هو مستقرا، والتي ترى أن استقراره مرتبط باحتفاظه بالصحراء الغربية، وانه في حالة خسرانها سيسقط، ولن يوفر الحماية لأوروبا من الإرهاب والهجرة.
العامل الثاني هو ضغط الدول العربية التي لها علاقات تجارية قوية مع السويد وخاصة السعودية، الكويت قطر وبقية الدول.. وبالإضافة إلى الضغط الاقتصادي ضغطت الدول العربية، وهددت أنها لن تقف معها في ترشحها لعضوية في مجلس الأمن. تراجع السويد جعلها تبدو في أعين العالم أنها دولة متذبذبة، وانها مترددة، خاصة ان الدولة الصحراوية تتوفر على كل الشروط التاريخية والقانونية التي تتوفر عليها الدولة الفلسطينية. تُرى لم تم انتخاب السويد في مجلس الأمن هل ستدافع عن تقرير مصير الشعب الصحراوي الذي تعتبر الدولة الصحراوية أهم مكوناته.؟ موقف السويد وخضوعها أعطى دفعا قويا للاحتلال المغربي كان في غنى عنه. قرار السويد خاطئ، ولم يفعل أكثر من أن رفع معنويات المحتل المغربي، وثبيط معنويات الصحراويين.. 
السيد حمدي يحظيه

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *