-->

فخ المناظرة

دعا أحد أقطاب السياسة من المغرب الشقيق، السيد سعيد ايت ايدر، إلى عقد مناظرة حول الصحراء الغربية بمدينة مراكش المغربية. 
أسئلة عديدة تتبادر إلى الذهن، أولها مناظرة من أجل ماذا؟؟ و هل هناك تغير في موقف جبهة البوليساريو!!؟؟ ام يتوقع أن يكون هناك تغير في مواقف أحزاب القصر المغربية، و التي أصبح الحزب الداع إلى المناظرة أحدها!!؟؟ خصوصا بعد كلام رئيسه الذي اعتبر فيه ان "الصحراء الغربية مأزق لا يخدم الجزائر و المغرب" و أن "المستقبل سيكون لصالح الكتل"... كلامه الذي يستنتج منه ان الصحراويين ليسوا بالنسبة له إلا صفرا على يسار أي رقم او معادلة. و كيف يتوقع من احزاب، من يمينها إلى يسارها، ان استثنينا حزب النهج الديمقراطي المعارض، كلها تصطف وراء نظام المخزن فيما يخص قضية الصحراء، و التي شغل بها النظام الملكي الشعب المغربي عن معاناته مشاكله التي لا تنتهي ليستأثر بخيراته، القضية التي أصبحت أكثر تقديسا لديهم كشخص الملك و عائلته، أقول كل هذه الأحزاب التي تصطف وراء النظام الملكي فيما يخص قضية ما يسمونه "الوحدة الترابية للمملكة" كيف يتوقع منها ان تأتي بحل يخالف ما ظلت، و ستبقى، إلى أبد الآبدين!!؟؟ احزاب قياديوها أدوات في يد الملك لا حول لهم و لا ارادة، و ما هرولتهم اخيرا، و بأمر من سيدهم، إلى السويد لمنع اعترافها بالجمهورية بالبعيدة منا!!.
ثم و أن سلمنا بحدوث أمر مستحيل، و طالبت المناظرة بتنظيم استفتاء حر و نزيه في الصحراء الغربية فهل سيقبل النظام المغربي المحتل بذلك، و هو المصر على استمرار استعماره لارضنا!؟ و ما زيارة رأس النظام المغربي لمدننا المحتلة الجريحة إلا دليل على تحديه للمشروعية الدولية، و عدم قبوله لأي حل يتنافى مع اطماعه التوسعية.
سؤال آخر يفرض نفسه: لماذا تأتي المناظرة أياما قلائل قبل صدور قرار مجلس الأمن الدولي حول الصحراء الغربية!!؟؟ في الوقت الذي يحاول فيه المغرب جاهدا تأخير زيارة الأمين العام للامم المتحدة إلى ما بعد صدور القرار.
أسئلة حارقة لا تنتابني وحدي، بل تساور كل صحراوية و صحراوي، و الكل ينتظر إجابة شافية عليها من طرف القيادة الصحراوية قبل الاقدام على عمل ارى، من وجهة نظري المتواضعة جدا، أن سلبياته على القضية الوطنية أكثر من ايجابياته. 
فلنحذر من عسل مدسوس فيه سم زعاف.
الناجم الشيعة

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *