-->

إرهاب الديستي


بقلم غرفة وموقع صوت الانتفاضة
بالتزامن مع الفعفعة التي احدثها نبأ زيارة بانكيمون الى المنطقة الشهر القادم ، خرج السيد الخيام بسيناريو جديد "تفكيك خلية ارهابية راسها ينحدر من العيون" ، ولان خلايا الديستي السابقة لم تحظ باهتمام الاعلام الدولي كان لزاما عليها وضع بعض البهارات المغربية الخالصة لتبرير عقد الخيام لمؤتمره الصحفي هذه المرة من بينها اكتساب الخلية اسلحة ليبية وتجنيدها لقاصرين وعلاقتها ببوليساريو قبل ان يختم ندوته بالتاكيد على استمرار يقظة جهازه واستمراره في تنفيذ عملياته الاستباقية ما يجعلنا ننتظر تفكيك خلايا ناعسة في الاسابيع او الاشهر المقبلة . 
ويبدو ان زيارة كيمون قد فعفعت الرباط فعلا فراسها في فرنسا , ووزير خارجيتها في واشنطن و الهمة في موسكو ووزيري الداخلية والاقتصاد في الرياض و بوريطا يجس النبض في اسبانيا علهم يحدون من باس القدر .
حالة الاستنفار هذه لها ارتباط ضمنية بتغييرات السياسة الدولية " تحسن العلاقات الاميركية الكوبية" + + ورطة تركيا وتقدم الاكراد + قرار ال سعود قطع مساعدات بمليارات الدولارات لشراء سلاح فرنسي للبنان -التغير الذي مس الموقف و الحكومة الفرنسية + فشل اتفاق الصخيرات كل ذلك خلق حالة من الارتباك لدى الساسة المغاربة و ادى الى الغاء لقاء الجامعة العربية بمراكش.
مبررات الغاء اللقاء كذلك تاتي في سياق تبني المغرب لمواقف تصعيد تجاه الغرب منذ خطاب الامير رشيد الثوري في الجمعية العامة .
ثمة تناقض في المواقف التي عبر عنها المغرب في الغاءه للقمة مع تلك التي ابرقها محمد السادس الى بوتفليقة بشان الاتحاد المغاربي لذلك لامجال لنقاش تلك المبررات فالحقيقة تبدأ بتمرد المخزن ضد حلفائه الخليجيين الذين تنصلوا من تعهداتهم بضمه لمجلس التعاون ودعمه ماديا قبل ان تغرقهم الاقدار في مستنقعات استنزفتهم ماديا وبشريا في حين وجدت القوى الصاعدة من يحارب عنها بالوكالة .
قبل سنتين استضفنا في غرفة صوت الانتفاضة غالي الزبير رئيس الهيئة الوطنية للتعدين بالجمهورية الصحراوية ابرز لنا صراعا جيوبوليتيكيا على المنطقة بين قوى مؤثرة في الساحة الدولية ، ومرد هذا الصراع بحسبه هو الطاقة والمعادن واكد بلغة الارقام والجغرافيا احتمال تواجد كميات هائلة من البترول والغاز والحديد والفوسفات واليورانيوم والكوارتز والنيكل والنحاس والذهب وغيرها في الصحراء ، لكن الاهم هو كشفه لاهتمام الموساد المتزايد بالالماس الصحراوي .
ولن نطيل في الموضوع الذي له تشعبات كي نعود الى ما يملكه المغرب ليقدمه الى العالم من تنازلات بعد ان اوصل القضية الى باب مسدود .
منذ سنوات اشتغلت مديرية التوثيق والمستندات في الساحة المالية والبوركينابية لجعلهما قاعدة لتهديد امن الجزائر والصحراويين ، خطة ببعد استراتيجي سعت الى استغلال ورقة الارهاب فزاعة للغرب من اجل ان يتماهى مع اطروحته لشرعنة احتلاله الصحراء . لكن حبل الكذب قصير مثلما يقال ، اذا كانت موريتانيا قد انتفضت على وصاية المغرب وسفيره الذي كان يشرف على عمليات لادجيد في المنطقة فان قوة الجزائر المفصلية تجلت في جهاز دياريس الذي افشل كل المؤامرات والعمليات المعقدة للمخزن زحلفائه في شمال مالي .
باع المغرب تحركاته وعلاقاته بمنظمات ارهابية صنعها او تعاون معها الى الغرب الا ان باتت حرفة يجني منها مكاسب سياسية ومالية ، لكن ذلك انقلب ذما عليه بقول زهير . فالارهاب الذي استشعر المغرب به العالم في المنطقة ضمنه كيمون في تقاريره ليحذر الامم من مخاطره ويدعو الى دعم جهود ومقترحات مبعوثه لوأد المحاولات الرامية الى افغنة المنطقة .
وبعد ان سدت الطرق في وجه الرباط ، وقطع الامداد عن صنيعاتها شمال مالي وفشل محاولات نقل المعركة الى بوركينا فاسو وتشديد الرقابة الموريتانية وتقنينها لعلاقاتها بها لم يعد بد امامها سوى كشف مهارات رجال مخابراتها في تفكيك خلايا الداخل الخطيرة . ولان احدث التقارير الاميركية تتحدث عن توسع داعش في تجنيد الأطفال كانت لكسالى الديستي فكرة من السماء فهم ينفذون سياسة الهجوم بغير استراتيجية هذه المرة .
يعي الساسة المغاربة انهم يلعبون في الوقت بدل الضائع في مباراة طرفها الاخر الامم المتحدة ، فهل سننتظر منها استماتة في الدفاع والهجوم ام ان ما قالته العرب عين الحكمة " ماحك جلد مثل ظفرك فتولى انت جميع امرك " .

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *