-->

في الذات الوطنية وعنفها الثوري


اذا كان صمود شعبنا لاربعين عاما ، وتشبثه بحقوقه والتصاقه بطليعة كفاحه انتصارا وحقيقة عصية على الفهم ، اذ ما اخذنا بالاعتبار كل المؤامرات العسكرية والامنية والسياسية والديبلوماسية ….، التي تزعمها المغرب لوأد حلم شعبنا في فرض سيادته على ارضه فان ذلك لايمكنه ان يقف مانعا امام وقفة تاملية تحتم وضع رؤية استراتيجية لتحقيق تقدم اكبر في مواجهة العدو وتفرض عليه تقديم تنازلات فعلية وعلى الميدان .
واذا كان موضوع العنف الثوري عفوا ، الكفاح المسلح ، سيفتح جدلا حاميا طرفاه العاطفة والمنطق فاننا سنتحاشاه نسبيا ونعود بالذاكرة الى السادس من سبتمبر 1991 ، حين تحقق حلم الحسن الثاني بوقف اطلاق النار وينفذ استراتيجته باغرق المنطقة بالمستوطنين ووضع اليات استنزاف ثرواتها ومواصلة قمع شعبها ، واخرى تستهدف بنية التنظيم حين الاستفادة من تناقضاته الداخلية واستقطاب قادة سياسيين وعسكريين على امل استنزافه بمرور الزمن .
كان واحدا من اكبر التحديات التي واجهت الحسن الثاني في حربه ضد الصحراويين على الرغم من بناء جداره الرملي هو الخوف الذي كان يسكن جنده و قادتهم ، وهو ما انعكس فعليا على عدم رغبتهم في استثمارهم لعطاياه على ارض الصحراء ، وكانت المواخير تعج بالعساكر الذين لاحول لهم ولاقدرة لزيارة ذويهم في الاجازات السنوية .
لكن وقف اطلاق النار غير من طبيعة المعادلة ، وطغى العسكر والشرطة والجندرمة والمستوطن وتجبر ، وسط لا مبالاة المواطن الصحراوي البسيط الذي تعلق برؤية حلمه يتحقق برابط وعد الامم المتحدة . وبطيبته جمع امتعته في صناديق العودة ومنه من اقترض الملايين من بنوك المحتل ظانا ان الاخير سينصرف وتلاحقه اللعنة .
و كان على الجبهة ويجب وفي اطار مسؤوليتها الطليعية ان تقدم على استراتيجة موازية لفرض امر واقع بارض سلطتها ، وتدير معركة موازية في الداخل المحتل .
وفي اطار تقييم لتلك المرحلة "مرحلة ما بعد 6 سبتمبر 91 " فانه يمكن ان نؤكد ان غياب استراتيجية كان مرده امل بوليساريو و تطلعها بل وثقتها في المنتظم الدولي تنفيذ تعهده باجراء استفتاء تقرير المصير واقدمت على الكثير من التنازلات الى حدود الاستفتاء .
واذا كان الفعل السياسي والديبلوماسي قد حقق الكثير من الانجازات والمكاسب فانها وللاسف تبقى نظرية باعتبار واقع التعنت المخزي للعدو وتنكره لكل التزاماته . فزيارة ملك المغرب وان كانت استفزازا للامم المتحدة وقراراتها المبهمة والشكلية فانها في الواقع تكرس لامر واقع لايهدده الا الكفاح ، مسلحا كان او في تجليات اخرى.
ان خطابا استجدائيا يروم تحقيق حلم الاخاء والسلام مع العدو ، يكشف بعدنا عن استراتيجية فعل وطني متكامل تبدا حتما باعمار المناطق المحررة ، ووضع استراتيجة عمل خارجي واخرى للانتفاضة وتطوير عملها والاهم تجديد الخطاب الاعلامي بما يزيل عنه الكثير من الشوائب والتطفل .
لايمكن ان نرهن مستقبل شعبنا برومنسية خطاباتنا ، فالاستقلال لاياتي من ود المغاربة ، ولا من عطف الغرب والشرق بل من انفسنا واعادة بنائها من جديد ، فلم يعد للعنف الثوري والتضحية والنقد والنقد الذاتي وغيرها مكانا في اجندتنا ، هل سقطت بكم التنازلات المقدمة ام هو الخوف من تصنيفنا ايدولوجيا . وفي الصرامة كرامة ايها السادة فهل ديست كرامتنا ؟
ان انتظار الزمن لحمل الحل مثل"سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا" ، فتصعيد لهجة الخطاب يجب ان يرتبط عضويا بتغييرات جوهرية بفرض امر واقع شرق الجدار و استراتيجية عمل للمقاومة الصحراوية غربه . لكن قبل هذا وذاك يجب اعادة بناء الانسان في المنظمة بروح المبادئ والقناعات .
ستظل انتصاراتنا جزئية ، ومرتبطة بارتباك العدو وستمتد جولات المعركة لسنوات اخرى ما لم نصعد ونهدد بعد ان نبني ونشيد في العمران والانسان .
بقلم غرفة وموقع صوت الانتفاضة 

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *