-->

روسيا تصفع ملك المغرب وتضعه في قدره الحقيقي


وصل يوم الاحد 13 مارس ملك المغرب محمد السادس الى العاصمة الروسية موسكو في زيارة هي الثانية له لهذا البلد منذ توليه العرش من ابيه الحسن الثاني قبل 17 سنة .
وقد كان مثيرا للاهتام مستوى الشخصية الروسية التي كلفها الرئيس فلاديمير بوتين لاستقباله في التراتبية الحكومية . ذلك ان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل يوغدانوف اي الصف الثالث في التراتبية الرسمية هو المكلف باستقبال ملك المغرب بكل "جلاله وزعامته وعظمته" لحظة وصوله للمطار وهو مايعني في البروتوكول الدبلوماسي نوع من استخفاف الكرملين بضيفه .

ولكي تغطي وكالة البروباغندا المخزنية على هذه الواقعة لتظهر العكس كتبت في تغطيتها للخبر مايلي : "وبعد تحية العلم على نغمات النشيدين الوطنيين للبلدين، استعرض جلالة الملك تشكيلة من الوحدات العسكرية الثلاثة (بر ، بحر، جو) مخصصة للضيوف المرموقين لفدرالية روسيا ."
وتاتي زيارة ملك المغرب الى روسيا في ظل أزمة دبلوماسية غير مسبوقة مع الاتحاد الأوروبي وصلت إلى حد تعليق المغرب للاتصال مع بروكسل على خلفية قرار قضائي أوروبي ضد اتفاق فلاحي مغربي أوروبي يشمل المناطق المحتلة من الصحراء الغربية ، وغضب مغربي من الأمين العام الأممي بان كي مون الذي وصف الصحراء الغربية بالأرض “المحتلة”، وتلويح جبهة البوليساريو بالعودة إلى “الحرب” بعد ربع قرن من انتظار الاستفتاء على تقرير المصير.
زيارة الملك المغربي إلى موسكو، وإن تم التأكيد على أنها كانت مبرمجة منذ فترة، وأنها ستركز على الجوانب الاقتصادية بالدرجة الأولى، إلا أنها تحمل في جوانبها أهدافا سياسية لكلا الطرفين بدأت باستقبال برتوكولي يقف على مسافة واحدة مع جبهة البوليساريو اين كان في استقبال محمد السادس نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوكدانوف الذي استقبل شهر فبراير الماضي وفدا صحراويا من قيادات البوليساريو وهي اشارة ذات دلالات سياسية مهمة قد تكبح رهان المخزن المغربي على روسيا الاتحادية. .
روسيا اليوم ليست الاتحاد السوفياتي، فهي تغلب المصالح على الإيديولوجيا، مستدلين في ذلك بموقف روسيا من الصحراء الغربية في مجلس الأمن، فهي ليست داعما كبيرا لقضية الصحراء الغربية في الأمم المتحدة، كما كان يفترض ذلك بحكم الروابط التاريخية وحتى الاقتصادية مع الجزائر، التي تعد من بين أكبر مستوردي السلاح الروسي في إفريقيا.

Contact Form

Name

Email *

Message *