-->

قبـــــــــــــل أن ننشد’’فاقو‘‘


لم يشهد تاريخ الأمم المُتحدة نزاع حاد الى درجة التوتر التي وصل إليها سوء العلاقة بين المغرب والأمانة العامة للأمم المُتحدة.
تنتقد بعض الأصوات المنهجية التي اتبعها البوليساريو في التوقيع على اتفاقية السلام مع موريتانيا سنة 1979 و يُقال، مثلاُ، أنه كان من الأفضل استدعاء الأمم المُتحدة لتشرف على تلك العملية لتكون الهيئة الأممية هي التي تستلم الأراضي التي انسحبت منها موريتانيا. بعبارة أخرى، يعتبر البعض أن تهميش الأمم المُتحدة عن تلك الاتفاقية كان خطة غير مُوَفقة.
لابد من الإشارة هنا، أنه من الواضح ان تلك الاتفاقية مكنت الشعب الصحراوي من مكسب سياسي رفيع المستوى: الاصطدام بين الوحدة الافريقية والمغرب و بعد ذلك الحصول على صيفة العضوية في المنظمة الافريقية و عزل المغرب عنها. المهم أنه على مستوى القارة، حصل الشعب الصحراوي على أعلى ما يمكن الحصول عليه: دعم القارة الافريقية للقضية الصحراوية.
بعد التأكد من أن لب الموضوع يمكن تلخيصه في معادلة: ’’اصطدام بين قوة الحق و حق القوة‘‘، بداء التوجه نحو المنظمة الأممية.
و عكس ما جراء في سنة 1979، بداء البوليساريو يعمل على توريط الأمم المُتحدة اكثر و أكثر في تحمل مسؤولياتها في تمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير و الاستقلال.
اليوم، بعد تمكن البوليساريو من وضع الملف بين أيادي الأمم المُتحدة بدأت تظهر على السطح النتائج التي حتماً تترتب عن هذه الاستراتيجية: الاصطدام بين الأمانة العامة للأمم المتحدة و المغرب. و من حسن الحظ، الحبة التي بدأت هذه القُبة، في سنة 2016، هي نفسها التي بدأت القضية كلها في سبعينيات القرن الماضي:’’ الاحتلال‘‘.
و ها نحن اليوم نُشاهد التصادم بين مركز الحق الدولي (الأمانة العامة) و مركز القوة الدولية (المغرب و بعض حلفائه المخزيين في مجلس الأمن).
في هذه الاوضاع بالضبط، أليس من مصلحتنا ترك طبول ألرّزامْ و بت ’’فاقو‘‘ حتى ان يتضح لنا ما سيترتب عن تلك التصادم؟؟؟
أليس من الأفضل طلب المساعدة من حلفائنا في معركة الحق هذه قبل أن نطلبهم المساعدة في معركة القوة؟؟؟
هذا ليس موقف، مُجرد تساؤلات.

حدمين مولود سعيد

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *