-->

اكديم ازيك: طريق الحرية والكرامة


ان الشعب الصحراوي، رغم قلة عدده، ظل كريما مسالما وبطلا باسلا في وجه الظلم والاستبداد على مر السنين. فمفاجآت العقل والحكمة والشجاعة التي يمتلكها هذا الشعب هي التي ارهبت اعدائه المتربصين به والحاسدين لان يتبوأ مكانته بين شعوب المعمورة.
فالملاحم التي سطرها الشعب الصحراوي واعطى من اجلها الغالي والنفيس لاتعد ولاتحصى، وكلما نظر نا اليها يتأكد لنا عظمة هذا الشعب وقدرته على مواصلة كفاحه حتى النصر.
فطريق الحرية والكرامة تتطلب تضحيات جسام وتدرك كل صحراوية وكل صحراوي انها ليست سهلة بل مليئة بالصعاب والاشواك، لكن كل تلك الصعاب والاشواك لاتساوي شئ امام ارادة وعزيمة شعب قرر ان يكون. وفعلا وجد الشعب الصحراوي نفسه واستطاع ان يتحدى الجهل والتخلف واتحد في وجه الاستعمار والاطماع التوسعية. فكانت انتفاضة 17 يونيو 1970 المعلم البارز في تاريخ الشعب الصحراوي المعاصر، شكلت نقطة تحول عميقة اسست لطريق بناء الكيان الصحراوي المستقل، والتي تلاها مباشرة اعلان الكفاح المسلح سنة 1973 الذي فرض على الاستعمار الاسباني انذاك الرحيل ليفسح المجال امام علان الدولة المنشودة، دولة كل الصحراويين، الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.
لقد كانت كل محطات كفاح الشعب الصحراوي زخمة بالانتصارات، والتي يعود الفضل في نجاحها الى ادراك هذا الشعب بالكيفية التي يوجه بها كل محطة من تلك المحطات. فإن كانت مرحلة الكفاح المسلح اثبتت استحالة هزيمة الصحراويين عسكريا، فان انتفاضة الاستقلال هي الاخرى اكدت فشل كل مخططات القمع والابتلاع والحصار والتضليل التي ينتهجها النظام المغربي الغازي ضد ابناء الشعب الصحراوي في المناطق المحتلة، بل ورسمت معركة جديدة حضارية تتمثل في عراك سلمي من اجل انتزاع الحقوق المشروعة للشعب الصحراوي ، هذا العراك الذي تعزز وشمخ باقامة مخيم اكديم ازيك التاريخي الذي اذهل الغزاة المغاربة واكد رفض الصحراويين للاحتلال المغربي وغير ميزان المعادلة التي كانت قائمة، كما انه اعطى بعدا جديدا للمعركة القانونية والحقوقية التي اصبحت في صالح الصحراويين لما تجلبه من دعم دولي واهتمام بحقوق الانسان في المناطق المحتلة وانعكاسات ذلك السلبية على تعاملات العدو وتعاونه الدولي اللاشرعي.
وبالرغم من ردة الفعل الهمجية التي تتعامل بها السلطات المغربية مع الصحراويين العزل، الا ان ذلك لايثني الصحراويين عن الاستمرار بقوة النضال من اجل انتزاع حقوقهم المشروعة في الحرية والاستقلال، وما يقومون به ابطال اكديم ازيك الآن وقبل الآن من اروع اشكال التضحية والفداء الا دليل على انها معركة محسوبة الخطوات وستنتهي بتحقيق الهدف المنشود، الا وهو الاستقلال الوطني ورحيل الغزاة المغاربة.
لقد حولوا هؤلاء وغيرهم من السجناء الصحراويين ، بفضل صمودهم، السجون المغربية الى مصدر آخر للقلق سيسلط الضوء على الجرائم ضد الانسانية التي قامت وتقوم بها الدولة المغربية. ان الاضراب الجماعي لمجموعة اكديم ازيك هو فصل من فصول هذه المعركة جاء في وقته ومكانه، علينا جميعا كصحراويين دعمه بكل ما نتملك لتحقيق النتائج المرجوة وهي اطلاق سراح تلك المجموعة المظلومة وغيرها من المعتقلين داخل السجون المغربية دون قيد ولا شرط.
إن الامم المتحدة، خاصة ونحن امام انعقاد الاجتماع السنوي لمجلس الامن ابريل القادم، مطالبة بفعل شئ ملموس اتجاه ما يعانيه ابناء شعبنا في المناطق المحتلة من ارضنا، وهذا لن يتأتى الا بتضامن قوي مع معتقلينا داخل المناطق المحتلة وفي مخيمات العزة والكرامة والمهجر وتكاثف جهود الجميع من اجل جمع ما امكن من عوامل الضغط لتوسيع صلاحيات المينورسو لتشمل مراقبة حقوق الانسان والتقرير عنها.
الحرية لابطال ملحمة اكديم ازيك وجميع المعتقلين الصحراويين
بقلم الديش محمد الصالح

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *