هل تنجح البوليساريو في استثمار زيارة بانكيمون للمناطق المحررة من الجمهورية الصحراوية؟
الصحراء الغربية 03 مارس 2016 (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة)ـ في اعتراف ضمني بالدولة الصحراوية قرر الامين العام للامم المتحدة زيارة منطقة بئر لحلو المحررة بالجمهورية الصحراوية، وهي المنطقة التي تحرر فيها جبهة البوليساريو كافة رسائلها الدبلوماسية وبياناتها السياسية, وتعتبر مركز القرار السياسي الذي يجسد سيادة الدولة الصحراوية المعترف بها من قبل الاتحاد الافريقي والمنظمات الدولية.
وتاتي زيارة بانكيمون الى المناطق المحررة من الجمهورية الصحراوية بعد التوتر الكبير بين الأمم المتحدة والمغرب حول هذه الزيارة، وقد تعمّد المغرب عدم استقباله كاحتجاج على ما يعتبره بانحياز الأمم المتحدة لصالح الشرعية الدولية ودعم جبهة البوليساريو في تصفية الاستعمار من اخر مستعمرة في افريقيا، بعدما تم التماطل في الرد عليه بشأن زيارة مدينة العيون المحتلة العاصمة السياسية للصحراء الغربية، فهل تستثمر جبهة البوليساريو هذا المكسب السياسي الذي ياتي في وقت تمر فيه القضية الصحراوية بمخاض عسير بعد فشل الجولات المكوكية التي يقودها السفير روس لتحريك المياه الراكدة في ظل تنكر الرباط لالتزاماتها الاممية ورفضها التجاوب مع المبعوثين الامميين الى النزاع.
وتحضر جبهة البوليساريو لاستعراضات عسكرية واخرى مدنية لاستقبال الامين العام الاممي الذي يزور المنطقة لاول مرة للتعرف عن كثب للوضعية التي يعيشها الشعب الصحراوي مقسما بين المناطق المحتلة والمحررة ومخيمات اللاجئين الصحراويين.
وبدأ الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون جولته حول الصحراء الغربية من العاصمة مدريد وأجرى يوم الثلاثاء من الأسبوع الجاري مباحثات مع وزير الخارجية الإسباني مانويل غارسيا مارغايو حول ملفات متعددة منها نزاعات مثل ليبيا وكولومبيا ولكن جرى التركيز أساسا على ملف الصحراء الغربية المستعمرة الاسبانية السابقة الذي يعتبر الموضوع الرئيسي لزيارة بان الأمين العام.
وبهذه الزيارة، يؤكد بان كيمون الموقع المركزي لمدريد في البحث عن حل لنزاع الصحراء الغربية بصفتها قوة استعمارية سابقة ، حيث تستمر الأمم المتحدة في الأخذ بعين الاعتبار برأيها. وتجدد مدريد على موقفها من النزاع وهو حل متفق عليه بين الطرفين يضمن تقرير مصير الشعب الصحراوي.
وقال الامين العام في الندوة الصحفية أنه كان يرغب في بدء الزيارة من العاصمة المغربية الرباط وزيارة لعاصمة الصحراء الغربية العيون ولكن لم يتوصل الى اتفاق مع المغاربة بسبب اختلاف الأجندة مع أجندة الملك الذي يوجد في الخارج. وبالتالي أرجأ زيارته الى الرباط والعيون الى تاريخ لاحق دون تحديد أي تاريخ حتى الآن.
وكشف أن الهدف من الزيارة هو تسريع مفاوضات البحث عن حل لنزاع الصحراء الغربية الذي استغرق كثيرا، ومشيرا الى أن التقرير المقبل الذي سيرفعه الى مجلس الأمن يتضمن نتائج هذه المشاورات والمباحثات التي سيجريها خل جولته.
والى جانب زيارة بوركينا فاسو الأربعاء والخميس من الأسبوع الجاري حول السلام في منطقة الساحل،وتشمل الجولة كل من اسبانيا وموريتانيا والمناطق المحررة من الصحراء الغربية ومخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف والجزائر لأن الجولة تهتم أساسا بملف الصحراء الغربية.