-->

الخبر الجزائري: ڤايد صالح ولعمامرة يجتمعان بقيادات البوليساريو الجزائر تنذر المغرب


اجتمع كبار المسؤولين الجزائريين، مدنيين وعسكريين، أمس، مع أبرز مسؤولي حكومة الصحراء الغربية، لبحث “المسائل الدبلوماسية والأمنية والإنسانية ذات الاهتمام المشترك”، حسب بيان للوزارة الأولى. ويحمل الاجتماع، في حد ذاته، بصرف النظر عما نوقش فيه من مواضيع، شكل رسائل تحذير سياسية للمغرب، الذي يمارس التصعيد منذ زيارة أمين عام الأمم المتحدة إلى مخيمات تندوف، الشهر الجاري.
ذكر بيان الوزارة الأولى أن الاجتماع الذي وصفه بـ«رفيع المستوى”، ضم الوزير الأول، عبد المالك سلال، ورئيس وزراء الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، عبد القادر الطالب عمر. وأدرج البيان اللقاء في إطار “المشاورات الجزائرية الصحراوية”، مشيرا إلى حضور وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، رمطان لعمامرة، ونائب وزير الدفاع الوطني قائد أركان الجيش، الفريق أحمد ڤايد صالح، ووزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية، عبد القادر مساهل.
وأوضح البيان أن أعضاء من الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو والحكومة الصحراوية، حضروا الاجتماع، من دون ذكر أسمائهم ومناصبهم. ويلاحظ أنه من النادر أن تعلن السلطات الجزائرية عن اجتماعاتها مع مسؤولي البوليساريو، هذا إن حدثت هذه الاجتماعات على هذا المستوى في السابق.
ولم يخض بيان الوزارة الأولى في تفاصيل ما جرى في الاجتماع، عدا الحديث عن “مشاورات حول المسائل الدبلوماسية والأمنية والإنسانية”. ومن عناوين هذه المواضيع الثلاثة، يتبين أن مسؤولي الجزائر وجمهورية الصحراء الغربية تناولوا الأزمة الدبلوماسية بين الرباط والأمم المتحدة، بعد ردة الفعل الحادة للمغاربة على زيارة الأمين العام الأممي، بان كي مون، إلى الجزائر في 6 مارس الجاري، والموقف الذي عبر عنه بخصوص “الاحتلال المغربي للصحراء”. وقد ثارت ثائرة المسؤولين المغاربة، الذين اتهموا الدبلوماسي الكوري الجنوبي بـ«الانحياز للخصوم”. وترجموا فورتهم بتقليص تشكيلة بعثة الأمم المتحدة حول الصحراء الغربية (مينورسو). ونظمت أحزاب وجمعيات مسيرة كبيرة بالرباط، بإيعاز من الحكومة، استهدفت كي مون شخصيا. وأعرب الأمين العام الأممي عن استنكاره الشديد لما اعتبره “نقص لياقة” من جانب الحكومة المغربية، وأكد أنه لم يخرج عن إطار مهامه الأممية عندما وصف وضع الصحراء بـ«الاحتلال”. واجتماع، أمس، في شقه الدبلوماسي، رسالة مفادها أن الجزائريين غير مستعدين للتخلي عن الصحراويين في نضالهم من أجل إنهاء الطابع الاستعماري للصحراء، وفي إطار لا يخرج عن الأمم المتحدة.
وأمنيا، يرجح أن اجتماع أمس بحث تهديدات الإرهاب وظاهرة التهريب بالحدود الغربية. وهما مسألتان وضعتهما الجزائر، دائما، كشرط لفتح الحدود المغلقة منذ قرابة 22 سنة. بمعنى، مطلوب من المغرب أن يتعاون بجدية في الملفين قبل أي حديث عن العودة إلى وضعية ما قبل صائفة 1994. ولكن لا يمكن فصل الملف الأمني الذي تمت مناقشته في الاجتماع، عن الاتهامات المغربية بتورط عناصر من البوليساريو في الإرهاب. وعلى هذا الصعيد، يعد اجتماع أمس رسالة مزدوجة من الجزائر إلى المغرب، معناها أن شبهة الإرهاب بعيدة عن البوليساريو، وأن الجزائر تظل قوة لا يمكن تجاوزها في المعادلة الأمنية بالمنطقة.
أما إنسانيا، فيبدو الاجتماع مرتبطا بتحذيرات أطلقتها عائلات صحراويين معتقلين في السجون المغربية، المعروفة بـ«مجموعة أكديم إزيك”. فقد أعلنت عن تنظيم احتجاج غدا بالرباط، للمطالبة بإطلاق سراحهم، وقد ذكرت أن الموت يتربص بهم بسبب تدهور حالتهم الصحية جراء إضرابهم عن الطعام. واجتماع أمس رسالة أخرى من الجزائر إلى المغرب، تعني أن الشق الإنساني في أزمة الصحراء يعد من أولوياتها. 

المصدر: الخبر الجزائري

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *