-->

تصعيد المواقف بين الأمم المتحدة والمغرب

في تقريره لسنة 2014، قال السيد بان كي مون أنه، في حالة عدم الحصول على تقدم ملحوظ، لابد من مُراجعة شاملة لمسار مُسلسل السلام برمته. و كان هذا الكلام بالضبط هو الذي أدى الى الحديث عن ’’سنة الحسم‘‘ المشهورة.
منذ بداية شهر ابريل الجاري جميع الأنظار تلتفت نحو الأمانة العامة للأمم المتحدة في إنتظار معرفة الطريقة او الكيفية التي سيتم بها صياغة وكشف و سرد الاحداث التي جرت في شهر مارس المنصرم و خاصة النقاط التالية:
أ. منع الأمين العام من زيارة المناطق المحتلة من الصحراء الغربية.
ب. زيارته الى الأراضي المحررة من الصحراء الغربية.
ج. مُظاهرة الرباط ضد الأمين العام.
د. طرد أعضاء من بعثة المينورصو في الصحراء الغربية من طرف المغرب.
ه. كيفية إحياء البعثة الأممية كي تصبح قادرة على المهام المُخولة لها.
هذه تقريبا هي النقاط الكبرى المُتعلقة بالأحداث الاخيرة التي من المنتظر أن يتطرق لها تقرير الأمين العام للأمم المتحدة.
إن عدم الاعلان عن التقرير في الوقت المُخصص له والاعلان عن تأجيل إصداره حتى وقت لاحق جعل الجميع يتساءل عن المُبررات التي تُفسر هذا التأخر.
من الواضح ان المغرب له رقبة شديدة في تمحيص كل عبارات التقرير و إلغاء تلك التي ليس في صالحه و بفضل علاقاته الحميمة مع فرنسا بإمكانه ان يعمل على ذلك.
مراجعة التقرير قبل صدوره من طرف بعض الأطراف، طبعاً، يفسر التأخير في الإعلان عنه.
ويزداد الطين بلة حين تصبح لدينا تسريبات من التقرير بدلا عن التقرير نفسه.
تتحدث هذه التسريبات عن عملية غش قام بها المغرب طيلة 25 سنة، مكنته من الاستيلاء على أموال ليست من حقه.
يبدو ان أمير المؤمنين له يد تُسبح و يد تُذبح و يد تسرق و يد في دولة بنما و لسان يلفظ بأحاديث نبوية ما انزل بها من سلطان.
طيلة ل 25 سنة ظل المغرب يتبجح بأنه يُقدم تبرعات للأمم المتحدة لصالح بعثة المينورصو و هي التبرعات التي أعلن عن سحبها، الشيء الذي أدى الى طرد عدد من أعضاء البعثة الأممية.
وعملية الغش هذه تكمن أنه، طيلة 25 سنة، ظل يُضيف وجبات غذائية وهمية على الكمية الإجمالية التي من شأنه نقصانها من تبرعاته تلك. استغل المغرب أن الموظفين يتركوا بطاقاتهم في فنادق إقامتهم ليقوم بإعداد فواتير وهمية عن وجبات غذائية على حساب الموظفين و هم يتمتعون بعطلهم في بلدانهم الاصلية او في مهام أخرى خارج الصحراء الغربية.
وزيادة على عملية الاحتيال هذه تُشير التسريبات الى أن المغرب يقوم بعمليات تجسس على أعضاء البعثة الأممية.
و السؤال هو إذا كانت هذه الأساليب معروفة منذ 20 سنة على الأقل لماذا تسطوا للعلن في هذه الوقت؟
أليس وجود هذه الأمور في تقرير بان كي مون يدل أن الرجل قام بمُراجعة شاملة لبعثة المينورصو على الأقل، كي لا نقول مُراجعة شاملة لمسار لمُسلسل السلام، كما كان يُهدد به في تقريره لسنة 2014؟
هل’’تفعفعات‘‘ المغرب الأخيرة أسقطته في فخ ما كان يُحاول تجنُبه؟
هل الحديث عن هذه الإشكالات تدل أن بان كي مون أدرج في تقريره جميع الأمور التي تعيق البعثة عن القيام باستفتاء تقرير المصير؟
وهل الإشارة الى أمور من هذا الشأن هي علامة تصعيد في موقف بان كي مون؟
يبدوا أن السيد بان كي مون تطرق في تقريره الى أمور مُختلفة عن تلك التي كنا في انتظارها.
http://www.innercitypress.com/wsahara4hotelfraud041416.html
حدمين مولود سعيد

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *