-->

مجلس الأمن: يعطي للمغرب ما هو مادي ويعطي للصحراويين ما هو معنوي

مجلس الأمن - بكل أعضائه الكبار- ضحك بصراحة مثل الشمس على الصحراويين. فهذا المجلس ذهب بوعي تام وبدون تحفظ في الاتجاه الذي رسمه المغرب للقرار المتوقع المقبل. فالمغرب وخوفا من أن يناقش المجلس "حلا" يتم بناؤه على أنقاض الحكم الذاتي الذي يبدو أنه في آخر مراحله، خلق مشكلة بسيطة للمجلس ليشتت انتباهه، وبدل ان يناقش هذا الأخير " حل" ما بعد الحكم الذاتي انشغل بنقاش المشكلة المفتعلة التكيتيكة الناجحة التي خلق المغرب على الأرض وهي طرد المينورصو، وعمليات باريس وبروكسل.
فطرد المينورصو جعل مجلس الأمن وتقرير الأمين العام ينصبان وينكبان بالنقطة والفاصلة على هذا الطرد، وتم تجاوز وتأجيل مناقشة " حل" ما بعد الحكم الذاتي إلى ما بعد مرحلة بان كي مون واوباما. أما عمليات باريس وبروكسل فجعلت المغرب يضمن وقوف فرنسا هولاند وأسبانيا الراخوي إلى جانبه. لكن كيف؟ القيام بعمليات في باريس والتأكيد ان عمليات بروكسل كانت تستهدف باريس، أيضا، جعل فرنسا هولاند تتأكد مرة أخرى ان المغرب قادر على تجنيد انتحاريين تحت اسم اعش لضرب باريس متى أراد، وهذا ينتزع من هولاند دعما قويا في مجلس الأمن للمغرب مقابل أن لا تحدث للعلميات.. نفس القاعدة تنطبق على أسبانيا. فبعد علميات باريس وبروكسل ظنت مدريد أن الدور آت عليها إن لم تقف إلى جانب المغرب بصراحة في قضية الصحراء الغربية. فالحزب الشعبي الأسباني المعروف منذ عهد اثنار بخلافه مع المغرب تحول إلى مدافع ذليل عن المغرب في مجلس الأمن أكثر من دفاع الحزب الاشتراكي عنه.
الآن مجلس الأمن يناقش في الغرف المغلقة قضية طرد المينورصو وقضية الخلاف مع بان كي مون ولا يناقش قضية الصحراء الغربية، وهو مختلف تمام الاختلاف. فالولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا تريد أن تعود المينورصو إلى مزاولة عملها مثل ما كانت، وفي حالة أن لا يتم ذلك يجب اجتماع مجلس الأمن في غضون شهرين- سيتم اعتبار هذا اجتماعا طارئا-. بالنسبة لفرنسا هي الآخرى تؤييد عودة المينورصو، لكن تريد ان تنزع من مشروع القرار الأمريكي مهلة الشهرين وتفضل أن يكون ذلك في خلال سنة مثلما جرت العادة..
حتى مشروع القرار الأمريكي لا يفعل أكثر من أن يعيد الوضع على الأرض إلى ما كان عليه: تعود المينورصو لثكناتها بدون صلاحيات؛ تبدأ " المفاوضات"، وبالتالي لم يتغير أي شيء وهذا هو الذي يريده المغرب، وهو الذي بسببه طرد المينورصو كي يفرض على مجلس الأمن عودتها.
وإذا كان المغرب ربح البقاء على الأرض ينهب الثروات ويسحل الصحراويين في الشوارع، وربح ان تبقى المينورصو تحرسه، وربح أن تتخطى فترة اوباما وروس وبان كي مون، فماذا ربح الصحراويون.؟
الصحراويون يظنون أنهم إذا ربح المغرب كل هذا الربح الملموس على الأرض، وربح سنة أخرى يتنفس فيها، فإنهم هم أيضا لا بد أن يشفق عليهم مجلس الأمن ويعطيهم حصتهم من الربح. وبما أننا نحن الصحراويين لسنا ماديين ونعيش بالكرامة أكثر مما نعيش على المادة فإننا ننتظر أن يعطينا مجلس الأمن حقنا من الربح، وطبعا نريده ربحا معنويا فقط، أو هذا ما سيعطينا مجلس الأمن سواء طالبنا بذلك أم لا. خلال هذه الفترة الطاحنة لم نفهم ماذا نريد من مجلس الأمن، ولم نعلن أننا نتمسك بشيء معين، ولم نعلن أننا سنعلن الحرب أو نتمسك بالمينورصو التي كان الجميع ينتظر ويتوقع أن نطردها نحن بدل ان يطردها المغرب.. الربح المعنوي الذي نتوقع نحن هو أن يذكر مجلس الأمن "تقرير المصير" في توصيته، وان لا يذكر الحكم الذاتي كحل موضوع على الطاولة. هذا أقصى ما نريد الآن، وطبعا، دائما طبقا لتكتيكنا سنؤجل ما كان يجب ان نحصل عليه هذه السنة إلى السنة القادمة.. لكن ما هو الشيء الذي سنؤجله نحن هذه السنة إلى السنة القادمة حسب تكتيكنا؟ نتصور ان المغرب، العام القادم، سيجد نفسه وظهره للحائط؛ أي انه سيجد نفسه في مواجهة مجلس الأمن وهو ليس لديه ما يقدمه كحل بعد القضاء على الحكم الذاتي بالوقت، وهذا- دائما طبقا لتكتيكنا- يفرض على المجلس ربما أن يعود إلى الحل الشرعي وهو تقرير المصير عن طريق الاستفتاء..
لكن مادام تكتيكنا نحن الصحراويين ينحو هذا المنحى فإنه يجب أن لا يغيب عن أذهاننا أشياء كثيرة يمكن ان تجعل تكتيكنا يتأجل أكثر من سنة. من هذه الأشياء مثلا ما هي أجندة الأمين العام الذي سيخلف بان كي مون، وهلا فعلا سيضع القطار على السكة في أربعة شهور؟ من سيفوز بالرئاسة في الولايات المتحدة الأمريكية وفي فرنسا. التوقعات تجعل أن تكتيكنا نحن يمكن أن يتأجل أكثر من سنة..
Blog-sahara.blogspot.com.es
السيد حمدي يحظيه

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *