القمة الخليجية: أسوأ خطاب للملك محمد السادس

شكل خطاب الملك المغربي محمد السادس الأخير بالسعودية, صدمة و ذهول الحاضرين, الذين عبرت حركاتهم و نظراتهم عن قلق و إستغراب مما سمعوه.

و الخطاب مرشح, لأن يكون الأسوأ للملك محمد السادس منذ 17 سنة. و هذا في حد ذاته مؤشر قوي على التقهقر والعزلة التي يمر بها المغرب, لكون خطاب "ماذا يريدون منا؟" هو أمام منافسة شرسة, بين خطاب إكتشاف البترول بتالسينت و خطاب "أتسائل بإستغراب أين هي هذه الثروة؟" و خطاب "اللهم كثر حسادنا!"

و لاشك في أن جل البعثات الدبلوماسية في المغرب, و رغم تعودها على قراءة و سماع العجائب في خطابات الملك محمد السادس, ستكون هي الأخرى تجاوبت مع الخطاب بنفس طريقة الحاضرين; أي أكف على الخدود و ضرب أخماس بأسداس و تبادل نظرات الإستغراب و القلق.

و جاء الخطاب مليئا بالتناقضات و العبارات الغير-موزونة, و غير الدقيقة و الطائشة في بعض الأحيان. و هذا ما يدل على أن الخطاب لم يكن متوقعا و قد صيغ بسرعة ربما من الملك نفسه بتشاور مع الهمة مباشرة, ودون أن يمر عبر تمحيص أشخاص أكثر إطلاعا و إلماما بالأمور في جهاز المخابرات "لادجيد", الذي كان لاشك قادرا على فبركة مضامين اخرى.

و كان للخطاب أسوأ بداية ممكنة, حين إختار الملك المغربي أن يبني كل شيء على أساس "الشكر على الدعم المادي"...("أعرب لكم عن إعتزازي و تقديري للدعم المادي الذي تقدمونه", عبارة ممكن تجاوزها أو الإشارة إليها بطريقة أكثر لباقة تفاديا للإحراج و عملا بمدأ: "لقد جنت براقش على أهلها".

وفي موضوع احتلاله للصحراء الغربيةيتناقض ملك المغرب مرة أخرى مع نفسه حين يتحدث عن مؤامرة غربية لتمزيق و تدمير دول المشرق العربي و تنتقل للمغرب العربي و تحاول تعزيز خيار الإستقلال و أطروحة الإنفصال أو إضعاف مبادرة الحكم الذاتي....و لكن. و في نفس الوقت! المجتمع الدولي يشهد لمبادرة الحكم الذاتي بجديتها و مصداقيتها...

إذا كانت كل الدول الغربية تشيد بمبادرة الحكم الذاتي (بما فيها أمريكا فرنسا إلخ وهو ما تنقله بفخر وكالة الأنباء المغربية في كل مرة) فمن يتآمر؟ روسيا؟ الصين؟...الملك سيُحدد هؤلاء المتآمرين الخطيرين في الفقرة التالية:

"[مشكل المغرب ليس مع الأمم المتحدة أو مجلس الأمن] وإنما مع الأمين العام , وخاصة بعض مساعديه,بسبب مواقفهم المعادية للمغرب "
خطاب ملك المغرب كان اقرب الى الهذيان منه الى انسان يتحدث في كامل قواه العقلية والنفسية، وقد تعود المغاربة على خرجات ملكهم غير الموفقة والتي زادت من عزلة المغرب في الساحة الدولية بسبب اطماع النظام الملكي الاستبدادي في المغرب.