-->

الاحتلال المغربي والرهان الخليجي الخاسر

في وقت تشهد أروقة الامم المتحدة نقاش القضية الصحراوية وبعد طرده من الاتحاد الاوروبي والجولات المكوكية التي قادته الى عواصم عديدة، حل ملك الاحتلال المغربي في زيارة هي الثانية من نوعها في أقل من سنة بمملكة الظلام السعودية، أين أستقبل من طرف أمير منطقة الرياض، وهو ما يفسر التوتر السعودي المغربي بعد الزيارة الفاشلة لملك الاحتلال التي قادته الى روسيا في قمة الصراع السعودي الروسي والتدخل في سوريا.
قبل ذلك كان النظام الوهابي السعودي ومملكة ال سعود المبنية على جثث ودماء الابرياء قد أعلنت عن استثمارات في الجزء المحتل من الصحراء الغربية.
مغامرات السعودية الصبيانية والرهان المغربي الخاسر على حلف الخليج الذي بدأ يتفكك من الداخل بفعل التنافس والصراع وغطرسة أل سعود ودفع دويلات الخليج الى تبني السياسة الوهابية العمياء، ينذر بتصدع في مجلس التآمر الخليجي الذي يعيش أخر أيامه بفعل الازمات الداخلية التي كان أخرها التذمر الاماراتي، والصراع السعودي القطري الذي خرج عن السيطرة بعد تصريحات رئيس الوزراء القطري تجاه السعودية التي انقلبت على بلاده في الازمة السورية، كل ذلك يجعل الرهان المغربي مجرد فزاعة إعلامية لا تسمن ولا تغني من جوع .
مملكة الظلم والارهاب التي لم تستوعب الدرس، بعد تورطها في عاصفة الدمار وجر ذيول الهزيمة في اليمن وسوريا وتكبدها الخسائر الفادحة، تعود كعادتها عكس التيار لتزيد الطين بلة بدعمها للاستعمار في الصحراء الغربية، وتجر دول الخليج وراء سياساتها الإجرامية الفاشلة والعبثية، ضد شعوب الامة العربية والاسلامية.
المغرب إذا يعود الى أحضان السعودية التي يعتبرها الغرب مصدرا لكل مشاكله ولم يعد العالم بحاجة الى نفطها في ظل التطور التكنولوجي الحاصل وتنوع مصادر الاقتصاد العالمي.
الى جانب تدهور علاقاتها مع الغرب ومطالبته بفسخ عقود الشراكة المهتزة منذ أثبت أنها تنفق أكثر من 10 بليون دولار على السلفية الوهابية وصناعة الارهاب وتصديره الى العالم وهو ما يهدد الامن والاستقرار في العالم خاصة الدول الغربية التي لم تعد تتحفظ في الاعلان عن ذلك من خلال الوثائق المسربة او عبر مراكز الدراسات والتقارير الاعلامية.
الى ذلك رجع الملك بخفي حنين وهو يغادر الرياض بعد اقل من 24 ساعة، بخيبة امل ظلت تلاحقه في كل زياراته، ذلك انه لا أحد يعترف له بالسيادة على الصحراء الغربية.
عدم الاهتمام الخليجي بقدوم ملك الاحتلال، رغم الكلمات الباطلة التي اشير لها في بيان مشترك، يعكس رفض السعودية محاولة المغرب الخروج عن بيت الطاعة حتى وإن اظهر في خطابه أكذوبة ان "المغرب حر في قراراته" في إشارة واضحة الى التوتر الحاصل الذي عجل برحيل ملك الاحتلال.
وعبر التاريخ نجد الاحتلال المغربي كلما أشتد عليه الحصار سارع الى دول الخليج خاصة السعودية لطلب الحماية من ال سعود كما فعل اجداده مع الفرنسيين ودعم مخططاته الاستعمارية.
إذ لم يكن دعم مملكة الظلم للنظام المغربي وليد اليوم بل منذ أن اجتاح الغزاة المغاربة الصحراء الغربية عندما شارك الالاف من السعوديين في المسيرة السوداء، واستمر الدعم خلال الحرب ثم تشييد الجدار العنصري الفاصل بين الاراضي المحررة والمحتلة من الصحراء الغربية.
وعندما وضعت الحرب أوزارها بتوقيع اتفاق وقف اطلاق النار بين الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب والاحتلال المغربي برعاية أممية، ظلت السعودية الى جانب المغرب بدعمها المالي والإعلامي والعسكري بكل سخاء، وغنائم جيش التحرير الشعبي الصحراوي لاتزال شاهدة على ذلك.
كل ذلك الترنح والانزعاج المغربي من الغرب وبحثه عن البديل مع عدو الامس روسيا والصين، يظهر حجم الحصار الذي يعيشه وفشل أطروحاته الاستعمارية وينذر بعزلة أكبر في قادم الايام، بينما تحقق البوليساريو الكثير من المكاسب بفضل صمود الشعب الصحراوي وعزمه على مواصلة الكفاح حتى نيل الحرية والاستقلال.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *