-->

ابوالولــيد الصحراوي كما عرفته ـ الجزء الاول ـ

في أواخر سنة 1991 تم توجيهي من قبل وزارة التعليم والتربية الى مدرسة 12 اكتوبر
الوطنية للعمل كمدرس هناك؛ولإستغلال هذه الفرصة لتعزيز مكتسباتي في اللغة الإنجليزية على أمل مزاولة دراستي الجامعية الموسم المقبل في دولة الهند؛أين أعطوني رفقة أحد الأصدقاء الناجحين في الباكالوريا تلك السنة إستمارات بيانات خاصة بالجامعات الهندية والتخصصات الموجودة بها؛ومن شدة فرحتنا بهذا العرض المغري لم نحتج على تخصيصنا نحن الاثنان فقط بسنة بيضاء من بين جميع الرفاق الناجحين في تلك السنة ولو أن القائمين على المنظومة التربوية في تلك الفترة أكدوا لنا بأن نتائجنا الجيدة هي التي أهلتنا للظفر بمنح هندية.

وكانت الهند ولاتزال تمثل نموذجا سينمائيا لتحقيق السعادة المنشودة من خلال أفلامها الرومانسية الرائعة التي تجعلك نهاياتها المحبوكة تعيش في عالم جميل جدا لايمكن أن تتذوق متعته إلا في موطنه الأصلي؛وها قد لاحت الفرصة لدخول هذا العالم بدون شراء تأشيرة ولا بد من إستغلالها أحسن إستغلال ولو كلف ذلك سنوات بيضاء أخرى.
وبعد أيام تعرفت على المدعو اليوم عدنان أبو الوليد الصحراوي الذي إلتحق تلك الأيام بمخيمات العزة والكرامة؛حيث كان يدرس في السنة الثالثة ثانوي شعبة أداب في أول وأخر تجربة وطنية لباكالوريا بإمكانيات وأدوات صحراوية صرفة؛ومن خلاله تعرفت على عدد من أصدقائه الذين كانوا يسمون أنذاك بالشباب المهجر والذين أصبحوا أصدقاء لي في مابعد ولازالت علاقتي وطيدة بالكثير منهم إلى اليوم.
تقوت علاقتي بأبو الوليد الصحراوي خاصة بعد أن وجدنا أنفسنا مولعين بكرة القدم أيما ولع؛ولو أنه كان مهاري أكثر مني إلا أني كنت أتميز عنه بحس تهديفي عالي دفعه لتشبيهي بأيان روش اللاعب الويلزي الذي كان يلعب كقلب هجوم لفريق لفربول في الثمانينات.
كما أن دراسته لشعبة أداب دفعتني الى مساعدته في التحضير للباكالوريا بإعتباري حاصل عليها في نفس الشعبة؛فأعطيته دفاتري الخاصة بالمواد الاساسية والمراجع التي كنت أستعملها في تحضيراتي للباكالوريا؛وقد أكدت له على أهمية إعطاء عناية بالغة بمادة الفلسفة التي كان معاملها ستة في ذلك الوقت.
وبفضل مثابرته واجتهاده وذكائه كان الناجح الوحيد في أول وأخر تجربة وطنية لباكالوريا بإمكانيات وأدوات صحراوية صرفة.
بقلم الاستاذ:التاقي مولاي ابراهيم.

Contact Form

Name

Email *

Message *