الصحراويون لاجئون منسيون
أكتب .. وماذا أكتب ؟
أكتب عن معاناة..عن مأساة..عن تحديات أم أكتب عما فات أو ما هو آت ؟
صدقني فلا أدري ماذا أكتب في هذه الكلمات عن قصة شعب عربي منسي منذ عقود
تغيب العبارات وتتطاير الكلمات لتعود بنا الذكريات إلى زمن عشنا فيه الويلات
نعم هي ويلات الحرب التي رحنا ضحيتها
حرب لازالت ذكراها معنا.. ذكرى وأي ذكرى؟
حرب أخذت معها أناس أبرياء...أناس دافعوا عن حقهم في العيش الكريم على تراب الساقية الحمراء ووادي الذهب
أناس رحلوا... رحلوا تاركين وراءهم عهدهم الذي ورثناه
وياله من عهد... التضحية بالغالي والنفيس من أجل النصر والاستقلال التام على أرض الصحراء الغربية
أكتب .. وماذا أكتب ؟
أكتب لك عن خيمتي، عن جيراني، عن مدرستي، عن طفولتي، عن ذكرياتي...ماذا سأكتب ومن أين سأبدأ ؟
نعم ..أنا اللاجئ المنسي منذ عقود
أنا ذلك الطفل المناضل ..
أنا ذلك التلميذ المثابر ..
أنا ذلك المواطن الصابر ..
أنا من أنا ؟ .. أنا شخص يحلم بالحرية، يحلم بالعيش الكريم، يحلم بالسلام وهو لاينام
أنا ذلك الصبي الذي عاش في خيمة ويحلم بمنزل
أنا إنسان بلا عنوان .. بلا مكان .. أحلم بالأمان وآمل السلام بعيدا عن العدوان
أكتب .. وماذا سأكتب ؟
أكتب لك عن قصتي .. لا أدري هل ستفهم .. فالعالم لم يفهمني وأنا أعاني ..
قتلوا أبي .. ضربوا أمي .. حبسوا أخي ..لا شيء معي حتى لعبتي ضاعت من يدي
أتدري من فعلها ؟ .. أتدري .. إنه ذلك المغربي
أهانوني .. صادروا حقي .. ظلموني .. لزلت تسمعني ؟
نعم، ولكن أشك في أنك ستفهمني فالعالم لا يراني ..لا ينصت إلى صراخي .. إلى آلامي .. إلى نسياني .. ولا أدري هل فهمتني ؟
أكتب .. وماذا سأكتب ؟
أكتب لك عن تاريخي .. عن قضيتي، عن نضالي ..اسأل الأمم المتحدة فهي لا تبالي بما نعاني
اسأل نفسك عن حالي ..
اسأل .. من ستسأل ؟.. اسأل الله ربك وربي هو العالي ومدبر أحوالي
وحينها ستجد الإجابة عن سؤالك قبل سؤالي
ستفهمني .. ستجد أنني صحراوي لاجئ منسي يعاني.
بقلم: محسن أبا بداتي