أماوصل إنتظارنا حد السذاجة؟
ويزيد من قيمة ودلالة هذا الإعتقاد أن جهودا جبارة ، مادية ومعنوية بذلت خلال الأشهر الأربعة الماضية للسير في سبيل تحقيق مكاسب على الصعيد الوطني والدولي لصالح القضية الوطنية وقطع الطريق على دعاية العدو وإثارة شبهاته وأكاذيبه لتستبين أمام العالم و مراكزقراره الدولي والدفع به إلى إرتكاب حمقات سياسية لتخفق محاولاته الجهنمية المدعومة فيما تهدف إليه من الإجهاز على كفاحنا ووحدتنا الوطنيين وبالتالي حقوقنا المشروعة... وبالفعل تم العمل الوطني بتوفيق ونجاح وهو ما دلت عليه التقييمات السياسية الأولية للرباعي الفارط من سنة 2016م ؛ على حين تظهر مواطن ضعف موجه في الوسط السياسي والإجتماعي ، لانجد لها قبولا ، بل رفضا ونبذا من لدن العامة والخاصة ، فهذا ما نسر إليه ونحمده ـ تعالى عليه ـ .
فعلا؛ هو إجماع على الحصيلة الإيجابية يجب أن نتلقاه بالثناء، كون معناه أن الجماهير الصحراوية قاطبة لاتزال بخير ومصممة على مزيدات من البذل والسخاء في سبيل تحرير الوطن وإنتزاع النصر والإستقلال وطرد الإحتلال المغربي عن الساقية الحمراء ووادي الذهب ، مهما بعدت الشقة وبهظ الثمن.
ومما يثلج الصدور أن غالبية المجتمع الصحراوي مدرك تمام الإدراك أن المواصلة ـ مواصلة الكفاح الوطني ـ خيار إستراتيجي لابديل عنه ولكن وفق مقاربات ورؤى جديدة تؤدي إلى الرحيل التدريجي السليم عما عهدناه قبيل المؤتمر الرابع عشر، كي ننجح في السقل السياسي لتنظيمنا وإرجاع الحيوية والنشاط إلى وطنيتنا وتجربتنا الثورية وإعادة الثقة لشعبنا في مصيره وإمكانيات مسؤوليه ؛ فلا التأسف يواسينا عما ضاع منا والنعد إلى ذواتناونترك البحث عما يمكن أن نعزي له ضعفنا ورداءة فعلنا ، فإمكانيات إصلاح المؤسسات والأطر التنظيمية لازالت متوفرة بقوة وكثرة ، بادية في خصال التفاني في الأداء وإبراز محاسنه التي تقود شعبنا بقناعة وإجماع وتمكنه من الإحتماء ضد الخفي من أعمال العدو الي تستهدفه من الداخل مستغلة على الدوام نقاط ضعفه التي من المعتقد أن الأوان حان لأخذها في الإعتبار ـ إذا كنا فعلا ـ نود مراقبة ما يجري من حولنا والعودة إلى الجادة السوية الضامنة لحقوق شعبنا ومستقبل أجياله.
إن الكل يعي ـ بالضرورة ـ أن الضعف الذي نشكوه جميعا بطرق مختلفة هو محصلة حتمية للذي لم نستطع الكشف عنه في وقته وتفادي معيقاته ، زيادة على المتناقضات الواقعة على الأرض والتي لم نتمكن أو لم نرد التخفيف منها على الأقل، للحيلولة دون الخطر الكامن فيها على مستقبل مشروعنا لوطني .