مسؤول أمانة التنظيم السياسي يؤكد أن جبهة البوليساريو لن تبقى مكتوفة الأيدي أمام التعنت المغربي (نص الكلمة)
مخيمات اللاجئين الصحراويين 19 ماي 2016 (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة)ـ أكد اليوم الخميس مسؤوول أمانة التنظيم السياسي لجبهة البوليساريو في الكلمة الرسمية لتخليد الذكرى ال 43 لاندلاع الكفاح المسلح أن جبهة البولساريو والمجتمع الدولي لن يبقيا مكتوفي الأيدي أمام التعنت المغربي ، مشيرا الى أن الظرف الحالي يتميز بإستنفار كل الطاقات الوطنية واستجماع القوة لمواجهة التحديات ةالدفاع عن المكاسب. .
وفيما يلي نص الكلمة:
نقف اليوم بعد 43 سنة عند دلالات ومغازي 20ماي 1973 تاريخ اندلاع الكفاح المسلح ضد الاستعمار الاسباني و دلالة التوقف تقتضي ان نعود بالذاكرة الى تلك الايام حيث تميزت الظروف بكثير من المصاعب و العقبات على المستويين الذاتي و الموضوعي: فقد تميز الوضع الداخلي في تلك الفترة بسيطرة الاستمعار الاسباني و قمعه البشع للحركة الوطنية واعتقاله قياداتها و عدد كبير من مناضليها، وعلى راسهم الفقيد محمد سيدي ابراهيم بصيري الى اليوم، اما على المستوى الاجتماعي فمجتمع قبلي كرس فيه الاستعمار سياسة (فرق تسد) و حالة من الجهل الممنهج و الفقر المدقع تلك هي ميزة الظروف انذاك على المستوى الداخلي.
اما على المستوى الاقليمي فقد تميزت ببروز الاطماع التوسعية المغربية في المنطقة، اضافة الى غموض في موقف النظام الداداهي.
اما الظروف الدولية في تلك الفترة فقد ميزتها الحرب الباردة بين الشرق و الغرب، و هي الظروف التي تاسست فيها الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و وادي الذهب و اعلن اثناءها الكفاح المسلح تيمنا بما حققته الثورة الجزائرية المجيدة وكذلك حركات التحرر الوطني في افريقيا و اسيا و امريكا الاتينية.
الاخوة و الاخوات الضيوف الكرام:
تلكم بايجاز هي الظروف التي ولدت فيها الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و وادي الذهب و اندلع خلالها الكفاح المسلح في 20 ماي 1973 من اجل تحرير الوطن و تحقيق الاستقلال و بناء الدولة الصحراوية، كانت اذن عملية الخنكة هي العملية العسكرية الاولى في تاريخ الجبهة الشعبية ، و التي جاءت عشرة ايام فقط بعد ميلادها و دشنت سلسلة من العمليات العسكرية ضد الاستعمار الاسباني في حاسي معطلى و اجديرية و اكجيجيمات و غيرها ، كما فتحت الباب للعمل الفدائي فكانت عملية نسف الحزام الناقل للفوسفاط في 20 اكتوبر 1974، ضمن سياق الكفاح المسلح الهادف الى طرد الاستعمار، وقد زعزعت تلك العمليات الوجود الاسباني خاصة بعد وقوع اسرى، مما ادى الى بروز الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و واد الذهب كقوة سياسية و عسكرية تسيطر على الساحة الوطنية و قد تجلى ذلك في المظاهرات التي نظمت اثناء زيارة البعثة الاممية لتقصي الحقائق خلال شهري ماي و جوان من سنة 1975 ، هذه الاحداث المتسارعة واكبها تسارع في سياسات الاطماع و التوسع من طرف الجيران في الشمال و الجنوب وهو ما ترتبت عنه مؤامرة الغزو و التقسيم في 14 نوفمبر 1975 بين كل من الاستعمار الاسباني الغادر ونظام التوسع المغربي و النظام الداداهي في موريتانيا، هذه المؤامرة اطالة عمر المعانات التي يعيشها شعبنا حتى اليوم.
الاخوة و الاخوات الضيوف الكرام
ان الوقوف مع التاريخ يقتضي التذكر و التامل و اخذ الزاد المعنوي و استخلاص العبر و الدروس من هذه الحقبة الزمنية الطويلة التي جمعت الكفاح المسلح بملاحمه و بطولاته و انتصاراته و تضحياته الى جانب البناء و الاستثمار في الانسان الصحراوي خاصة في مجالات الصحة و التعليم و التكاثر .....الخ.
فقد شهدت هذه الفترة تحولات سياسية و اجتماعية واقتصادية و ثقافية هائلة تعد طفرة مقارنة بما كانت عليه الظروف قبل 20 ماي 1973 كل ذلك تحقق رغم المصاعب و المخاطر و العقبات الكثيرة ، وتلك المكاسب هي ما نعيشه اليوم واقع ملموسا اليوم على مستوى صانع الامجاد و حامي الانتصارات جيش التحرير الشعبي الصحراوي، الذي نزف له باسمكم جميعا ارقى و انبل التحايا و اصدق الامنيات بالتوفيق و السداد لكل اولائك الاشاوس المرابطين على الخطوط الامامية في مقارعة للعدو و كذلك في مايادين بناء الانسان الصحراوي في التعليم و التكوين و الصحة و التغذية و مجمل الخدمات المقدمة للجميع المناضلين و المواطنين، و تتجلى تلك التحولات الجوهرية ايضا في السمعة و المكانة التي تحظى بهما القضية الوطنية عبر العالم اليوم من خلال كل تلك الانتصارات التي حققتها دبلوماسيتنا الفاعلة.
الاخوة و الاخوات الحضور الكريم
ان احياء عشرين ماي 1973 يقتضى تثمين المكاسب المحققة في كافة المجالات و تعزيزها و حمايتها و الدفاع عنها ، كما يقتضى العمل الجاد من اجل تحقيق المزيد من المكاسب و الانتصارات على طريق النصر و هزيمة الاحتلال المغربي و طرده من على ارض الوطن الطاهرة التي سقيت بدماء شهدائنا البررة و ذلك كله يوجب علينا، استنفار كل الطاقات الوطنية لربح المعركة المصرية.
الاخوة و الاخوات الحضور الكريم:
نحتفل بالذكرى الثالثة والاربعين لندلاع الكفاح المسلح (20ماي 2016) في ظل ظروف متميزة على مستوى تطور الكفاح الوطني الذي يخوضه شعبنا من اجل الحرية و الاستقلال فعلى المستوى الداخلي حالة من التاهب و الاستنفار و جمع عناصر القوة و الصمود تحسبا لكل الاحتمالات التي قد يفرضها التعنت المغربي و تمرضه على الشرعية الدولية، و التي لن تبقى الجبهة الشعبية والشعب الصحراوي مكتوفي الايدى امام مواصلة التعنت و عرقلة المساعي الاممية و الافريقية الرامية الى استكمال تصفية الاستعمار من اخر مستعمرة في قارتنا السمراء. اما على الجبهة الخارجية فان العزلة الدولية التي يعيشها المحتل المغربي، مطارد افريقيا و مرفوض دوليا ما دام لم يعترف بالحقوق المشروعة للشعب الصحراوي، و الانصياع للمشروعية الدولية
كل هذا يؤكد حقيقة راسخة ان الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و واد الذهب تنظيم وطني علمي قادر على التطور و التاقلم مع المستجدات المختلفة، و التعاطي مع الاحداث و التطورات بما تقتضيه.
الاخوة و الاخوات الحضور الكريم
ان الاحتفال بهذه المناسبة يوجب علينا جميعا ان نقف وقفة اجلال و اكبار و اكرام و تقديرا لارواح شهدائنا الابرار الذين سقطوا من اجل الحرية والاستقلال على مدى العقود الاربعة الماضية اولئك الذين ضحوا بكل شى من اجل عزة و كرامة شعبنا، و نتوقف كذلك لتحية جماهير شعبنا في الارض المحتلة وجنوب المغرب و المواقع الجامعية و من خلالهم نحيي صمود معتقلينا في سجون الاحتلال المغربي المظلمة و نؤكد لهم دعمنا و تضامننا المطلق معهم ، و ندعو في هذه المناسبة الى اطلاق سراحهم دون قيد او شرط، و خاصة جميع المعتقلين السياسيين و على راسهم معتقلي اقديم ازيك.
و قبل كل هذه المحطات الوضائة من تاريخ شعبنا المجيد لا يفتنا الى ان نتوقف عند الموقف التاريخي والشجاع و الثابت للحليف الاستراتيجي لشعبنا في كل الازمنة و في مختلف الظروف، لشقيقنا الشعب الجزائري منتهزين الفرصة لنمتنى له المزيد من الازدهار و الرقي في طريق بناء جزائر الشموخ و الاباء، تحت قيادة المجاهد الكبير، و القائد الحكيم، فخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.
كما نحيي حضور الوفد الكناري الكبير و الصديق في هذا اليوم الاغر.
و في الختام ندعو جماهير شعبنا في مختلف تواجداته الى وحدة الصف و التمسك بعهد الشهداء، و استحضار التحديات و المخاطر لمواجهة العدو و مكائده، وذلك لا يتم الا من خلال العمل و الصمود و وحدة الصف، والالتفاف حول رائدة كفاحنا الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و و وادي الذهب، حتى تحقيق الاهداف النبيلة في الحرية و الاستقلال.
قوة، تصميم و ارادة لفرض الاستقلال و السيادة