-->

أفابريديسا تصف الانتهاكات المغربية المتواصلة في الصحراء الغربية بـ"الإبادة الجماعية"


جوهانسبورغ (جنوب أفريقيا): وصفَ رئيس جمعية أولياء المعتقلين والمفقودين الصحراويين، عبد السلام عمر، في خطاب له أمام أعضاء البرلمان الأفريقي، اليوم الخميس، بميدرند الجنوب أفريقية، الانتهاكات المغربية المتواصلة في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية، بالإبادة الجماعية، حيث أعطى الحضور فكرة عامة عن نوعية هذه الانتهاكات وآخر تطوراتها.
وذكر الحقوقي الصحراوي خلال مداخلته بالحكم الذي أصدرته المحكمة الوطنية الإسبانية بتاريخ الـ09 أبريل 2015 والذي اعترفت فيه بهذه الحقيقة، حيث تتابع حاليا قضية تتهم فيها 12 مسؤولا أمنيا مغربيا متورطين في هذه الإنتهاكات والإبادة.
واعتبر عبد السلام عمر، هذه القضية القانونية في المحكمة الاسبانية خطوة جبارة من أجل وضع حد للهروب من المسؤولية والمساءلة من قبل المجرمين المغاربة.
وفي هذا الصدد، ذكّر بأن المملكة المغربية، ورغم اعترافها في 2010 بمسؤوليتها عن قتل 351 معتقلا صحراويا في سجونها السرية، إلا أنها لم تقدم حتى الساعة أية معلومات، أو أدلة حول مزاعمها، ولم تكشف عن حقيقة ما جرى لهؤلاء الضحايا.
من جهة أخرى ذكّر بأن الدولة المغربية، التي تدعي قطعها مع ممارسات الماضي، ما تزال تعتقل عشرات المعتقلين السياسيين الصحراويين بسجون مغربية مختلفة، ما يعد في حد ذاته انتهاكا للقانون الدولي، الذي يحرم اعتقال مواطني بلد محتل في سجون سلطات الاحتلال بعيدا عن ديارهم.
كما أشار أن النقطة الثانية التي تجعل من الأمر انتهاكا للقانون الدولي تتمثل في كون هؤلاء المعتقلين معتقلين لأسباب سياسية، ومعتقلون بسبب مشاركتهم في مظاهرات سلمية ضد احتلال وطنهم، كما أن بعضهم حوكم أمام محاكم عسكرية مغربية مثل مجموعة "أكديم إزيك"، ما يُعتبر أكبر انتهاك لحقوقهم.
ولم يفوت رئيس أفابريديسا، إثارة موضوع الاغتيال السياسي، والقتل للمناضلين الصحراويين، مُشيرا إلى أن أحد أحدث هذه الحالات تمثلت في استشهاد النقابي الصحراوي، إبراهيم صيكا، الذي اعتقل ظلما، وحُرم من الحق في التطبيب، ليلقى عليه في المستشفى معتقلا بها.
وأشار أيضا إلى حالة الراعي الصحراوي، حامد باد حمادي، المعروف باسم أشماد باد جولي، الذي قتل رميا برصاص الجيش المغربي في شهر فبراير 2016، قرب جدار العار المغربي في حين أنه لم يكن يشكل أي خطر، بل كان يبحث عن بعض من إبله.
من جهة أخرى، أثار الحقوقي الصحراوي أيضا قضية اكتشاف مقتل الطالب عدنان الرحّالي، قرب جامعة أكادير، وهو الذي تم اختطافه من قبل عناصر أمنية مغربية خمسة أشهر قبل ذلك.
كما أشار إلى أن الصحراء الغربية تعاني من مشكلة الألغام، حيث تم تسجيل أزيد من 2500 ضحية ألغام طيلة فترة إقامة الجدار المغربي بالصحراء الغربية.
وأشار إلى أن كل هذه الانتهاكات تجري أمام أنظار المنتظم الدولي، الذي تعجز بعثته الأممية، المينورسو، عن مراقبة حقوق الإنسان، مضيفا أن نظام الاحتلال يرفض التعامل مع المنظمات الحقوقية الدولية، بما فيها اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان، وَطَرَدَ هذه السنة فقط ما يفوق 120 مراقبا، وصحفيا دوليا.
ومن الناحية الأخرى، أشار عبد السلام عمر إلى أنه بالمقابل، لم تسجل المنظمة الصحراوية في الجهة الخاضعة لسلطة الجمهورية الصحراوية أية حالة اعتقال سياسي، أو انتهاك جسيم يمكن اعتباره انتهاكا ممنهج، رغم صعوبة الظروف المعيشية للاجئين الصحراويين.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *