-->

إبعـــــــاد قضية الصحراء من الطريق


في 29 من نيسان- ابريل وقبل يوم من انتهاء مهمتها صوت 10 من 15 عضوا في مجلس الامن على قرار تجديد ولاية بعثة الامم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية "مينورسو" .
وقبل التصويت ، طلبت انغولا العضو غير الدائم في المجلس من هذا الاخير عقد جلسة رسمية سرية خارج القاعة الرسمية وذلك للسماح لجواكيم شيسانو المبعوث الخاص للاتحاد الافريقي الى الصحراء الغربية لاحاطة المجلس بموقف الاتحاد .
منعت المنظمات الغير حكومية من حضور اللقاء ولم يوفر المجلس خدمة الترجمة . 
المغرب وهو الدولة الافريقية الوحيدة ليس عضوا في الاتحاد الافريقي يعتبر الاخير منحازا الى الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية اعترض على اللقاء مع شيسانو بدعوى ان الامم المتحدة هي المنظمة الدولية الوحيدة والشرعية المعنية بحل القضية .
قامت انغولا الى جانب كل من روسيا ونيوزيلندا بالامتناع عن التصويت بينما صوتت كلا من فنزويلا والاوروغواي ضد القرار .
على الرغم من استمرار دعم الولايات المتحدة لمشروع المغرب للحكم الذاتي في الصحراء الغربية فان الرباط اعربت عن استيائها من دور اميركا في قرار مجلس الامن ويظهر من خلال المسودة الاولى التي قدمتها الولايات المتحدة لغة اقوى بكثير من القرار الذي تبناه المجلس لاحقا
مر القرار 2285 ، يتضمن ضغطا خفيفا على الرباط وطالبها بالسماح بعودة بعثة الامم المتحدة كاملة وطالب الامين العام بانكيمون رفع تقرير حول المسالة في ظرف تسعين يوما ، على الرغم مما اعتبره المغرب قرارا لا رجعة فيه .
وقبل تصويت 28 نيسان –ابريل اوضحت جبهة بوليساريو (حركة التحرر الوطني الصحراوية) ان عودة مينورسو وان كانت ضرورية لكنها غير كافية لحفظ السلام في المنطقة وطالبت المجلس بالموافقة على تحديد روزنامة زمنية لتنظيم الاستفتاء ( يتضمن خيار تقرير المصير ) وان قرار العودة الى الحرب يبقى مفتوحا . وعقب مناورات اجراها جيش بوليساريو في "المناطق المحررة" في 23 نيسان-ابريل اكد وزير الدفاع الصحراوي عبد الله لحبيب البلال ان قواته لديها ما يلزم من موارد بشرية ومادية لمواجهة اي تصعيد من طرف المغرب .
ولضرورة ايجاد حل وسط ضغطت الامم المتحدة برفق على الرباط من اجل ان تسمح بعودة مينورسو . ولم تظهر المغرب اي نية للاستجابة للقرار . وتصر على رفضها لاستفتاء يتضمن خيار الاستقلال. حذرت جبهة بوليساريو من العودة الى الحرب في حال غياب خطة لتنظيم استفتاء يتضمن خيار الاستقلال وهو جهد قامت به الامم المتحدو منذ 1991 لكنه لم يحرز اي تقدم .
يسعى كلا من المغرب والجمهورية الصحراوية الى حلول معزولة الاول ينطلق من موقف قوة والاخرى من خيبة امل .
دخلت مخيمات اللاجئين في تندوف عقدها الخامس ، ويمكن ان تستمر الى الابد بناء على الامر الواقع لتبقى جرحا في وجه الامم المتحدة والامم المتحدة وبرميل بارود في شمال افريقيا . في الوقت الراهن لن يحدث اي شئ الى غاية تقديم الامين العام لتقريره المناسب والذي سيدفع بمجلس الامن في اعادة النظر في المسالة .
بقلم : جون كامبل

ترجمة : ايكيب ميديا

Contact Form

Name

Email *

Message *