-->

مرة أخرى تعطي موريتانيا الفرصة للمغرب كي " يبهدلها"


لا احد، حتى الموريتانيين أنفسهم، يفهم لماذا تواصل الدولة الموريتانية خلق فرص منذ ذهب للمغرب كي يبهدلها. الاقتناع في المغرب عامة، خاصة ما يُسمى الممكلة وحزب "الاستقلال" التوسعي، وديناصورات المملكة الكبار، لازالوا على تمام "الاقتناع" أن موريتانيا هي " جزء تاريخي" من المغرب، وأنها ستعود إليه في يوم من الأيام، وأن الدولة الموريتانية هي دولة "فاشلة" وغير قابلة للحياة. قبل أتفاق مدريد كان المغرب، خاصة ملكه الحسن الثاني، يحتقر موريتانيا ولا يريد الاعتراف بها، وكان يرفض ان يصافح الرئيس الموريتاني ولد داده ولا يعتبره رئيسا، وإذا أتفق والتقيا في ملتقى يتجاهله الحسن الثاني ويترك يده في الهواء ويمر دون النظر إليه. لم يعترف الحسن الثاني بولد داداه إلا بعد ما اتفق معه على تقسيم الصحراء الغربية، ولو كان ولد داداه رفض التقسيم كان الحسن الثاني بقى يحتقر ولد داداه ويتعالى عليه.
في سنة 2008م، تم إعلان أن الملك المغربي سيزور موريتانيا، وقامت موريتانيا بواجب ترتيبات الاستقبال وشيت خيمتها الكبيرة التي تعدها للضيوف، لكن الملك المغربي لم يأت ولم يعتذر عن إلغاء الزيارة. حوالي ثلاث مرات تقوم موريتانيا بترتيبات الاستقبال فيخلفها الملك المغربي. التفسير السياسي لتلك الزيارة هي ان موريتانيا أعطت الفرصة للمغرب كي يبهدلها ويضحك ساخرا منها. في الخلفية الثقافية للملك وفي عقيدته أنه لا يعترف بموريتانيا كدولة، وبكل تأكيد أنه حين يسكر أو يستعمل المخدرات يقول أن موريتانيا هي أرض " مغربية".
الآن، ونحن في سنة 2016م، يبدو أن الأخوة في نواقشوط لم يتعلموا الدرس الذي أعيد عليهم أكثر من مرة وهي أنهم يخلقون الفرص للمغرب كي يضحك ساخرا منهم. مرة أخرى أعطوا الفرصة لملك المغرب كي يبهدلهم. فوزير خارجية موريتانيا يحل مرتين أو أكثر بالرباط يشحت لقاء العاهل المغربي، لكن هذا الأخير يتجاهله ويتركه يعود إلى عاصمته.
ما فعله الملك المغربي لوزير الدولة الموريتانيا للخارجية، وللدولة الموريتانية ذات السيادة لا يمكن تفسيره ما عدا أن الوزير الموريتاني وحكومته قبِلا ب"البهدلة". فلا يوجد أي شيء في العلاقات بين الدول يسمح بهذا ابداً: لا تسمح به عزة نفس موريتانيا، ولا تسمح به عزة نفس الوزير الموريتاني وحكومته، ولا تسمح به الأعراف السياسية ولا البرووكولات ولا يسمح به الله ولا الشيطان ولا أي شيء.. وإذا كان الإخوان في موريتانيا يعتقدون أنهم سيضحون ما أمكن، وبكل ما يستطيعون حتى يتم انعقاد القمة العربية، وسيقبلون البهدلة المغربية من أجل ذلك فهم مخطئون. فلتذهب الجامعة العربية والقمة العربية وكل القضايا الأخرى إذا كانت ستجر على دولة ذات سيادة مثل موريتانيا البهدلة من طرف مملكة تجاوزها التاريخ وتجاوتها الأعراف.
البعض في موريتانيا يعتقد أن سبب غضب الملك المغربي من موريتانيا راجع إلى أن الحكومة الموريتانية، باسم الشعب الموريتاني، بعثت وفدا للتعزية في وفاة الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز، لكن حسب أعتقادنا الموضوع هو أبعد من مجرد حدث بروتوكولي من هذا النوع. فسواء بعثت موريتانيا وفدا أو لم تبعثه لتعزية الصحراويين سيبقى المغرب يحتقرها ويتعامل معها على أساس أنها ولاية مغربية، وما لم تقف موريتانيا موقفا حازما وتقوم هي الأخرى بالرد بالمثل مثلما فعلت مع إسرائيل ستبقى تعطي للمغرب الفرصة تلو الفرصة كي يبالغ في بهدلتها. 
السيد حمدي يحظيه

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *