-->

"إبَكِّينَ فَاسْوَاغَانَ"


بسم اللّٰه الرحمن الرحيم
اولا و قبل كل شيئ أقدم تعازي الحارة لكل شعبنا اثر الفاجعة الاليمة التي المت بنا عقب فقداننا لقائدنا الفذ الذي كان نبراسا يقتدى به في الشجاعة والصبر و السهر على الوحدة الوطنية ونكران الذات والاخلاص للوطن و التفاني في خدمته و الذي كان بمثابة الاب و الاخ و الابن و القائد و المعلم للجميع، اسكنه اللّٰه فسيح جنانه، تلك الفاجعة التي نتهيأ بموجبها الان لعقد مؤتمرنا الاستثنائي لسد الشغور الحاصل في منصب الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و وادي الذهب و رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، و لولا ان تنظيم الجبهة الشعبية هو السفينة التي تحملنا الى بر الامان و يعلق عليها شعبنا كل آماله لتحقيق اهدافه في الاستقلال و السيادة على كامل تراب الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، هذا التنظيم الذي يستحق تضحيتنا جميعا لتحقيق ذلكم المبتغى، مما يعطي لهذه المحطة اهمية الخاصة في مسيرة شعبنا المظفرة، لولا ذلك لكان الحديث عن هذا الامر ذا اهمية نسبية، لما للحدث من وقع أليم في انفسنا، في حين نرى البعض يتحين الفرص للطعن في الخطوات الاولى لتحضير هذا المؤتمر، لحاجة في نفس يعقوب و كأنه خارج التغطية لا يحز في نفسه ما ألَمَّ بنا، هل هو "دَيَارْ أجْمَلْ خَالْتُ إِلىَ جَبْرُ إِغَنِّي وِ إِلَى مَا جَبْرُ إِغَنِّي" حتى يخرج عن صفنا الحزين لينكأ جراحنا ام انه كان في سبات و استيقظ بعد ان فاتته حقبة أَليمة من مسيرتنا و راح يسبح عكس التيار ؟.
ومهما كان من امر ، فان المسؤولية الجسيمة و الامانة الثقيلة تقعان على عواتق الكل و على حد التساوي، و الظروف الداخلية و الجهوية و الدولية تفرض تحديات مصيرية "مَاهُ اصْدِيكْ الْمَا جَابُ ارْغَاهَا" هذا زمن علاج "الدَّبرةَ" و تضميد الجراح و ليس وقت قطف الثمار، حبذا لو سمعنا ألْفَالَّ، هذا زمن نسيان لَمَّاجَعْ و "جَحْدَانْ اظْلَاعْ". كان شيخ الشهداء محمد عبد العزيز تغمده اللّٰه برحمته يسد ثغرات لا تحصى و اصبحت "تَشَّاوَطْ أعْلٍينَ" و يتعين على كل مواطن و الاحرى كل مثقف ان يسد ما يليه من "فَجَّاجَة" بعيدا عن التشفي و البحث عن مكان للذات، حتى لا يجد شعبنا و وطننا "فَجَّاجَة" الشهيد كما حدث حين فقدنا بصيري حيث علت همة الوطنيين و تضاعفت عزائمهم مما نتج عنه تأسيس الجبهة الشعبية و تفجير الكفاح المسلح، مثل ما حدث ايضا عند استشهاد الولي حيث تم اعلان هجمة الشهيد الولي، والان يجب علينا ان نكون في مستوى التحدي و ما يطلبه منا وطننا وشعبنا و لنقف وقفة رجل واحد في خطوات ثابتة على عهد الشهيد محمد عبد العزيز وكل الشهداء و تطبيقا لوصاياهم الثمينة، و عيب الدار على من بقي في الدار، و على كل من تكون له مأرب خاصه يتوخى الحصول عليها من على ظهر السفينة ان يعلم انه عندما يخرقها يفقد الثامن و المثمون ان لم يكن "دَيَارْ اجْمَلْ خَالْتُ" و عندئذ، عند العصر اليرعاه.
غير انني التمس العذر من كل من فهم خطأ ما لا اقصد في هذا المقال، لانني لا أقصد سوى التنبيه الى دقة الظرف و حساسيته و ضرورة تكاتف الجهود لتخطي المحنة بعزيمة ثابتة و خشيت ان تقصر بعض البصائر عن رؤيتها او يغفل البعض الاخر عنها او يستهين بطبيعة الظرف ، كما انه ايضا تنبيه للجميع على اننا لازلنا في حداد نتألم فيه لفقداننا لقائد و اب و معلم و مؤسس لثورتنا و دولتنا ونحن الان نشد بايدينا على قلوبنا ونشد احزمتنا حتى لا نفقد توازن مركبنا الذي نحمل فيه ماضينا و حاضرنا و مستقبلنا و بفقداننا له نفقد كل شيئ ونصبح في خبر كان، لا اثر لنا، و هذه امانة لا يصح التفريط فيها و لا التهاون بها مهما كلف ذلك من ثمن.
كما أوجه من هذا المقام نداءا الى كل الوطنيين لاستنهاض هممهم واستحضار مشاعرهم الوطنية للترفع عن صغريات الامور"إبِكِّينَ فَاسْوَاغَانَ" حتى نكون في مستوى مهمتنا التاريخية و التحلي بروح الوطنية و التسامح و الوفاء لعهد الشهداء، فاعداؤنا كثر ماكرين، وشعبنا بطل كريم و سخي وسيعرف كيف يتحدى المحن و يحولها الى مكاسب باذن اللّٰه.
ان مكاسبنا سر استمراريتنا والوطن امانة في اعناقنا ، و الوحدة هي سر وجودنا ، صحيح اننا نختلف و الاختلاف الى حد ما و في ظروف ما امر صحي، و لكننا لا نختلف على ضرورة الوحدة من اجل تحرير الوطن , حينئذ يحق البحث عن الغايات في حدود الحفاظ على الوطن رأس المال. نحن لا نملك في "لحمادة" سوى زاد رحلتنا ("لعوين") و الزاد و سيلة و ليس غاية ، فالنحسن الظن ببعضنا و نتعفف عن ما لا يليق بنا و النبذل كل الجهد للحفاظ على المسيرة ، حتى نكون في مستوى الكريم الذي تصغر في عينه كبارها، و النضحي من اجل ذلك بكل شيئ من اجل اغلى شيئ و هو الوطن.
محمد فاضل محمد اسماعيل . Obrero .

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *