-->

اخر اوراق المغرب


قبل حوالي الأربعة أشهر وفي ذروة الأزمة بين المغرب وأمين عام الأمم المتحدة استيقظت العيون المحتلة على مخلفات مواجهات بين عصابتين إجراميتين كانت إحداهما تستعد لشحن أطنان من الحشيش المعالج إلى إحدى السفن التجارية بالاطلنتي قبل أن تغير عليها الأخرى في محاولة للاستيلاء على البضاعة التي تصل قيمتها إلى ملايين الدراهم 
كان المشهد دراميا، بحيث أودى بحياة شاب صحراوي رميا بالرصاص ، وكان رسالة مشفرة تنضاف إليها فقرات أخرى تؤكد أن المغرب بدأ عدا عكسيا لحسم النزاع حول الصحراء الغربية حين بدأ يشهر أوراقه الأخيرة التى توعدنا بها الحسن الثاني .
لم يكن مشهدا مألوفا ذاك الذي عاشته ساحة الوفاق ، بلطجية في مقتبل العمر يقودون سيارات فارهة يطاردون بعضهم البعض مدججين بسيوف وأسلحة ، وأمام مرأى شرطة الاحتلال وأجهزته انقض بعضهم على بعض بشراسة ودون أدنى رحمة
كان هؤلاء تحت تأثير أقراص هلوسة ، وكان الحدث فصلا من فصول معركة تشرف عليها الأجهزة الأمنية والاستخباراتية المخزنية بعد أن اشتد الخناق على المغرب وعزل عن محيطه الإقليمي ، وكادت منتجاته من الحشيش بكل أنواعها أن تبور فزاد من تعقيد شبكاته المعقدة أصلا وأصبح جنوب الجنوب سبيلا لتصدير سمومه إلى شمال الشمال .
لم تغفل المغرب عن مخاطر تنامي تهديد استمرار احتلالها للصحراء الغربية ، و بالتزامن مع حراك المقاومة في الأرض المحتلة كانت الديستي تنسج شبكات مهربين وتربطها بمن يسمون أنفسهم أعيانا وهي بهذا تزيد من طمأنة كيانها بتوريط هؤلاء وربط مصيرهم باستمرار احتلالها الصحراء
فترى شبكات منتسبيها في عقدهم الثالث يملكون عقارات و سيارات فارهة وأخرى ممن يدعون أنهم أتباع السلف ممن شرعت لهم الوهابية بيع المسكرات لغير المسلمين ، وعندما تنتهي الأمم من رسم تصورها النهائي للحل تكون الرباط قد استنفرت قواها وأشهرت كل أوراقها في لعبة تنتهي بوصف البريطاني توبي شيلي غير الذي تشتهيه الرباط
بعد أربعة أشهر من الحدث المؤسف استدعت الرباط أعوانها عفوا ، أعيانها لعقد ما أسمته صلحا بين قبيلتين ، قيل وان في حديث ضعيف أن امة محمد لا تجتمع على ضلالة ، فكيف لشيوخ في أرذل العمر أن يجتمعوا عليها ، كيف لمن ورثوا الورع والتقوى وعزة النفس والمكابرة وغيرها من الخصال عن أسلافهم أن يدعموا ملأ أفعالهم وأقوالهم ثلة من المهربين والحشاشين إن لم يقاسمونهم المصالح .
إن العزلة التي تعيشها الرباط جعلت من الأخيرة «مسخرة" بوصف إخواننا المصريين فاخر "قفشاتها" إنفاق ملايين الدولارات من اجل مواقف بلدان تعرض خدماتها بالمقابل ، وما تحركات وفد السادس إلى صانعي القرار الإفريقي إلا نقشا على الماء وان كان المراد بهرجة إعلامية للتشويش على أشهر عجاف لامناص ولا مفر له منها .
إن الورقة الأخيرة التي آخرها الاحتلال ردحا ويسعى اليوم إلى إخراجها بعد أن ضاقت به السبل لشرعنة احتلاله هي التشويش على وحدة الصف الوطني ، وهنا ومن باب الثقة في النفس نؤكد أن وحدتنا وحدة من حديد وحدة جسدتها تضحيات شعبنا الجسام ، معينها من دم شهداء لا ينضب
وحدة ليست موضع ابتزاز آو مساومة، جسدت الدولة وفرضتها وليست مشروعا ولا مخططا بل واقع وحقيقة لا تراجع عنها ولا استسلام .
بقلم : غرفة وموقع صوت الانتفاضة

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *