-->

(محـﯖن الرْوَايةَ) من نظرة اخرى


ظل المجتمع الصحراوي في كينونة التحركات السياسية والاجتماعية والفكرية في حراك دائم ، يعيش تغيرات تحدث في الزمن بصورة لا هي عارضة ولا هي مؤقتة تسير في أي وكل اتجاه قد تكون سلبية أو أجابية لكن لها تأثيرات كبيرة على البنية الاجتماعية التي أصبح يحكمها منطق عالم القرية الواحدة بفعل المعطيات الإعلامية والثقافية والاقتصادية ويشكل المثقفون أداة التواصل أو الاسمنت الذي يربط بين مختلف بنيات المجتمع المتكاملة في نسيج دقيق وحساس . 
وقد شكل المثقفون طيلة مراحل البناء المؤسساتي للدولة الصحراوية وسيلة البناء والهدم فلمشروع المؤسساتي لا يبنى في العادة على قاعدة الطاولة الفارغة وإنما هو مشروع فكري ذو أبعاد سياسية اجتماعية وثقافية .
وعند ما يتطرق احد المثقفين الأوفياء لشعبهم الحريصين على تخفيف معاناته لمفهوم (محـﯖن الرْوَايةَ) فأنه يدرك تمام الإدراك بأنه يركز على المفهوم السلبي للمحكن ونسى (الرواية) التي تكون في العادة على شكل قافلة من الدواب ( الجمال ، الحمير ) وسيارات في الوقت الحالي والتي بدونها ليس لمفهوم (محـﯖن الرْوَايةَ) معنى وهذا طبعا احساسا لمشاعر غير إنسانية .
حسب المفهوم الشعبي والنظرة السلبية (لمحـﯖن الرْوَايةَ) بأن هذه الوسيلة الخفيفة الظل يمكن وضعها في أي مكان من على ظهر الدابة ولا يمكن استعمالها كوسيلة للتوازن مما يعكس الآثار الناجمة عن ذلك في المخيلة الشعبية وانعكاساتها على العلاقات الإنسانية. 
ومع ذلك تبقى معاني ضمنية أجابية لمفهوم (محـﯖن الرْوَايةَ) على انه وسيلة خفيفة لا ترهق كاهل مستعملها ولا حاملها يتم من خلالها تحقيق غايات مهمة ترتبط بها حياة البشر ارتباطا وثيقا يأتي في مقدمتها الماء فبفضل هذه الوسيلة البسيطة المكونات يمكن تحويل المياه من الآبار إلى أمكان وسائل التخزين المختلفة .
وعند ما ينعكس مفهوم(محـﯖن الرْوَايةَ) على السلطة السياسية في الصحراء الغربية وكينونة المشهد السياسي الذي يخضع منذ مدة لشرعية الانتخاب رغم النقائص الموجودة ومحدودية التجربة يصبح هذا المفهوم لا معنى له لأنه يغرد خارج السرب الذي اختاره الصحراويون لأنفسهم .
علينا جميعا مثقفين وسياسيين أن نساهم في بناء الصرح المؤسساتي الصحراوي ونستشف الحقائق والعبر فالجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب والدولة الصحراوية لم ترتبط يوما بشخص ما وإنما حملتها الجماهير الشعبية من الرجال والنساء والأطفال على كواهلها وكان شعارها الخالد ( حرب التحرير تضمنها الجماهير).
أننا نؤمن بقضاء الله وقدره ونترحم على أبناء هذا الشعب البررة الذين قدموا أغلى ما يملكون من اجل حريته وكرامته ومن بين هؤلاء الشهداء من تقلدوا مهام في أعلى هرم السلطة أمثال الشهيد محمد سيد ابراهيم بصيري وشهيد الوالي مصطفى السيد والشهيد محمد عبد العزيز.
وعلينا كذلك كمثقفين وسياسين ووطنين صحراوين أن نساهم ونرشد القيادة السياسية الحالية بقيادة الأخ إبراهيم غالي إلى طريق السداد والإصلاح فإبراهيم غالي لم يختر نفسه لهذا المنصب وإنما زكاه الانتخاب وهو الرأي الغالب .
علينا كموطنين صحراويين أن نرتقي عن التجريح وأكل لحوم بعضنا البعض ولا نتنابز بالألقاب ونحتكم إلى شرع ديننا الحنيف الذي هو دليل ورشاد امتنا وترك التنابز بالألقاب الذي يعد من انكر المنكرات التي حرم الله سبحانه وتعالي في كتابه العزيز في قوله تعالى :﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) الحجرات: 11
محمد عالي لمن 
أستاذ باحث مختص في علم الاجتماع 

والانثربيلوجيا الثقافية

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *