-->

كلمة لابد ان تقال


لقد شاهدت وتابعت كغيري من الصحراويين مجريات واشغال المؤتمر الاستثنائي مؤتمر الشهيد محمد عبد العزيز الذي كان ناجحا الى ابعد الحدود بشهادة كل من حضروا الى ولاية الداخلة ولمسه غيرنا ممن لم يتمكن من ذلك و قد شبعنا قبله سيلا من الاشاعات والاكاذيب والمؤامرات التي ان كنا نتفهم توقيتها وموجباتها التي طالما رافقت محطات شعبنا المهمة الا اننا كنا لانعلم ما سيحصل بهذه المحطة الاستثنائية بكل امتياز وعشنا طيلة اربعين يوما من الحداد على اوتار عزفت على انغام التفرقة والتناطح على السلطة وتشتيت الصفوف سنفونية مع الاسف كادت ان تستميل الكثير من العامة والنخب المثقفة والاقلام الحرة التي كتبت اننا في مفترق طرق والسلطة تعيش الانقسامات الحادة ونحن الى اين .... حتى كادوا يتسابقون الى اقرار نمطية مجحفة في الوقت الذي كان على الجميع ان يكون التزامهم بدورهم التنويري حاثا على رفض الانصياع لمنطق الضياع ومافيه من زيف واجحاف واستغباء للناس .
فكانت المحطة مخالفة لكل توقعاتهم وعشنا لحمة وطنية قيادية وشعبية ربما لاتتكرر كثيرا في اماءة واضحة ان الصحراويين عند الشدائد يعرفون من اين تؤكل الكتف فقطعوا الشك باليقين فزفت الرسائل والبشائر من قاعة المؤتمر لتتطاير ويصل صداها قبل قلوب وعقول الصحراويين الى الاشقاء والاعداء على اننا قادرون على حسم المواقف وترتيب البيت وتمييز حساسية المرحلة التي قد لايتفطن البعض لقيمة ونتائج هذه الحصائل في هذا الوقت بالذات الذي ينظر العالم باسره نحونا خاصة ان وسائل الاعلام الدولية ومحلليها ومخابراتها الصديقة والعدوة ظلت على مدى الحداد الوطني تتناول القضية بإسهاب وتدلي بدولها تحت عنوان كبير هل سينجح الشعب الصحراوي في ايجاد خليفة للراحل الشهيد محمد عبد العزيز وهل سيكون هنالك اجماع على مرشح واحد فصدقت تنبؤات البعض وخابت الاخرى المزايدة والمتآمرة واخترنا الاجماع والوحدة فهلل الجميع بالنجاح وادركوا ان تجربة اربعين سنة من اللجوء هي دروس في الكفاح والسياسة تدرس في اعتى المؤسسات الاكاديمية والاستراتيجية .
لقد انجزنا هذه المحطة التي تنادى لها جميع الصحراويين من كل المشارب وفي عز الصيف الحارق وحضرها الاشقاء والاصدقاء ولم تختلف نسبة المشاركة بين المؤتمرين فكانت نقطة اضافية تسجل وبالتالي ندخل مرحلة جديدة ستكون حاسمة بلا شك فما علينا الا تقوية هذه اللحمة الوطنية المتفردة وتعزيزها والعمل على خلق الاجواء المناسبة لديمومتها وتمتين المؤسسات والابتعاد عن القبلية وترشيد الامكانيات وبعث روح جديدة في العدالة والمحافظة على الامن والسلم الوطني وضخ دماء جديدة في المؤسسة العسكرية ووضعها في الاستعداد الدائم والمطالبة بمراجعة العمل الدبلوماسي وتقييمه لنكون فعلا في مستوى التحديات .
لقد كانت هذه رسائل الكثير من حضر هذه المحطة ليس فقط من الصحراويين ولكن حتى من الاجانب الذين كانت علامات الرضى بادية على اوجوهم ولعلي هنا اقتبس من الرسالة المدوية للرئيس الموريتاني الاسبق محمد خونا ولد هيدالة الذي كان تمثيل بلاده وازنا في هذا المؤتمر حيث يقول ان من يملك جيشا متمرسا وشجاعا ورجاله لايخشونا الموت وقيادة وشعبا متبصرا وحليف كالجزائر مكة الثوار وارض الشهداء لانخاف عليه وماله النصر والاستقلال لامحالة .
لقد تحملت باصال هذه الرسائل الى الراي العام من كثير من المواطنيين البسطاء والنخب المتوسطة الذين حضروا الاشغال واخبروني انهم منزعجون للهالة الاعلامية والدعاية المغرضة التي رافقت هذه المرحلة مؤكدين اننا بألف خير اذا تعاونا جميعا على الاخذ بموجبات الحكمة والتبصر والنضال المستميت في مواجهة كافت الصعاب ووضع في الاعتبار تقييم الظرفية بكل موضوعية واخلاص حينها يتضح الاتجاه لمن يريد أن يسلك درب الشهداء واليتامى والثكالى والكادحين .
فكفوا رجاءا وارحمونا بأقلامكم وتحليلاتكم وتوقعاتكم وميزوا الاتجاه الصحيح للبوصلة الذي مفاده ان عدونا واحد ومطلبنا واضح واننا في رواق افضل وقضيتنا بخير فلننصهر جميعا خلف ممثلنا الشرعي والوحيد الجبهة الشعبية ونتجاوز التحديات والرهانات بالوحدة والتلاحم ونوجه سهامنا الى حيث يجب ان تكون حتى لا تضيع سنوات من المجد والكفاح قدمنا من اجله قوافل من الشهداء واللجوء والحرمان من الوطن المحتل مع انني مدرك تماما اننا لسنا الافضل وليس كل شيئ على مايرام ولكن نحتاج الى مزيد من العمل في هذا الاتجاه .
الصحفي : الرقيبي عبدالله

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *