-->

22 غشت في ذكرى ثورة ملكة الفن لشعب الحرية


بقلم: بوجمع خرج
يا مريم منت الحسن...
إليك من رياضياتي علمي فنان صحراوي من عمق النضال الصامت باقة من دعوات الرحمة محبة ورودا لونتها بدم الشهداء... وكنت رحلتي بغير وداع بعد أن بصمتي "كتابا لا يشبه الكتبا"، حروفه كتبها شعب الحرية بدماء شهدائه منذ الوالي وأطفال شعبه كــ "الكارحي"... ذلك الطفل شهيد الخيمة.
اسمحي لي أيتها الروح الشهيدة أن أرسم لروحك هذه الباقة مذكرا بها من أراد يوما أن يتصفح ذلك الكتاب أن يعلم أن كتابه أرضعتهم صحراء بنهدها التلال حليبه حرية و" تفكريشة."
يا مريم عذراء الصحراء...
كنت نغمة تروي جوارح متعطشين لرؤية غروب الشمس وراء بحر العيون وهم يغنون أهاليها أنهم عائدون منتصرين... تصرين على الأمانة فنيا في "كومو يا الفنانة" من منطلق الوفاء للمبدأ والقيم والهوية والكرامة التي كان لها في القدر صوتك حياة في"هول" يشهد ثورة خيام مرابطة ضد جبروت أزمنة الغدر، وقد اخترقت أمواجه جدار الخوف بقنابله لتحرر الإنسان الصحراوي داخليا ابتداء من واد نون - المستنزف- إلى الداخلة، إلى تيندوف العاصمة الرمزية لكل الصحراويين المنفيين سواء في وطنهم الصحراوي أو خارجه...
يا مريم صوت أفكاريش...
لقد وشمتي بصوتك على أديم الأرض الصحراوية وفي ذاكرة الخلود أن العروبة الحرة لم يبقى منها سوى قلة وكم منهم منفي إما في وطنه، فقط لأنه من أناس ليسوا للمتاجرة عرضا وكرامة، أو منفي خارجه كما أنت والآخرين، فقط لأنكم من تربية حرية الرحل فكرا وتوجها وكينونة، وقد هاجرتم حرصا عليها الأمانة الوجودية، لما أصبح العبث بالقرآن قيمة في سلب أراضي الغير بغير شرعية يتوحد حولها الوعي الإنساني.
يا مريم المحبة الطاهرة العذرية...
اسمحي لي كفنان قماش لوحاتي نعشي على كتفي...أمشي منتصب القامة...وقد تخلى عني الأهل (صحراويون) والصحب (مغاربة) في الشدة... أن أقف لروحك بصدق ترحما، وأهديك هذا "الرسم بالكلمات وشعوري أن الوصول ليس محال" ولو أني فوق برغماتيات دنيوية كالمناصب..."أجلس على سطح سفينتي" وقد اتهمت بشتى أنواع التشوه من " اللص" المرتزق إلى الأحمق المريض، وكل ذلك شرف لي غدا أمام الله لأني فقط كنت " أبحث عن طريق نجاة " لشعبي ولكل مغاربي، فأما النضال فلم يكن قط بريستيجا.
 فتذكري يا مريم أني أحببتك بغير علمك لأنت ثورة ملكة الفن لشعب الحرية.

بوجمع خرج/ رائد الفن التشكيلي الأكاديمي في كل الصحراء من الغربية إلى الشرقية ومؤسس لفن صحراوي محض/ كليميم واد نون

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *