-->

الگرگارت في حاجة الى رصاصات


كتب أحد الأصدقاء في العالمين الواقعي والافتراضي في صفحته الزرقاء: ( لم نسمع رأي الأستاذ التاقي في موضوع احتلال الگرگارات وتعبيد الطريق البالغ طوله سبعة كيلو متر الرابط بين الگرگارات إلي الحدود الموريتانية).
وعلقت على تدوينه هذه بتعليق كان كفيلا بتفجير مكبوتاتي الحبيسة في اللاشعور الفرويدي تجاه هذه المساءلة التي تتعلق بشرف وعزة كل صحراوي غيور وإن لم يشفي غليلي: (في الحقيقة هذا الموضوع يحتاج إلى كلاشنكوف أكثر من الحاجة إلى مقال)
ولعل الدافع الذي دفعني إلى كتابة هذا التعليق هو أن الصبر الشعبي(ولا أقول الرسمي)قد نضب،فإلى متى ونحن مكتوفي الأيدي أمام عدو لا هم له سوى التنكيل بنا من خلال سياسة القمع المنتهجة ضد أهالينا في المناطق المحتلة وجنوب المغرب؟ومن منا لم يتألم لمشاهد السحل والعنف الممنهج ضد حرائر وطننا هناك؟ومن منا لا يغض مضجعه جبروت الاحتلال المغربي البغيض الذي استباح الأرض والعرض أمام صمت دولي مريب؟ومن منا لا يحمل في قلبه أمالا وأحلاما وردية بتحرير الوطن لنعيش في كنف الحرية والعزة والنخوة؟
إن الحديث عن الگرگارات في الوقت الراهن وهي تشهد تعبيد طريق مغربي الى النقطة الحدودية الموريتانية هو حديث ذو شجون،حديث أولى به جلسات الشاي وفضاءات الدردشة عبر وسائل التواصل الاجتماعي من مقالات وكتابات قد لا تجد أذانا صاغية على حد تعبير الفنان الكوميدي عادل إمام (متعودة)،كما أن الميدان المعني بهذا الحديث تحول دونه خمسة نواحي عسكرية مجهزة عدة وعتادا وفي حالة استرخاء جيو عسكرية منذ قرار وقف إطلاق النار في شهر سبتمبر من سنة 1991،ولا يمكن لأي منا أن يبادر بإطلاق رصاصة واحدة صوب تلك الحشود العسكرية المغربية التي تشرف على عملية تعبيد هذا الطريق مادام هذا السلوك يمثل تجاوزا قانونيا وشرعيا وعرفيا لإرادة ولاة أمورنا بالرغم من جميع الخيبات والآلام التي لحقتنا نتيجة لثقتهم المفرطة في الأمم المتحدة وترددهم تجاه مطالب الشعب في مواقف كبرى كان خيار العودة للحرب فيها أمرا واقعيا ومقبولا إلى ابعد الحدود،ولازال الجميع يتذكر وبأسى عميق ضياع فرصتي ملحمة أگديم ايزيك ورالي باريس دكار في العودة الى حمل السلاح كسبيل كفيل بنهاية الاحتلال الاممي ـ المغربي لوطننا.
وكما يقول المثل العربي(الثالثة ثابتة) فإن أي تقاعس صحراوي هذه المرة عن استرجاع الگرگارات سيمنح الانطباع داخليا وخارجيا بأن جبهة البوليساريو ومن ورائها الدولة الصحراوية أصبحت رهينة حل سياسي فقط لنيل حقوقها المشروعة،وإن التهديدات بالعودة إلى الحرب التي تصدر بين الفينة والأخرى على ألسنة بعض القادة الصحراويين في إطار سياسة لتلميع صورهم في الأوساط الشعبية من أجل الحفاظ على مناصبهم القيادية تبقى مجرد تصريحات للاستهلاك الإعلامي فقط تذهب أدراج الرياح في أفضل الأحوال.
إن مساءلة الگرگارات تمثل رسالة صريحة للشعب الصحراوي بأن المغرب لن يهدأ له بال حتى يستولى على كل شبر من الصحراء الغربية،وما يشجع المغرب في المضي قدما على هذا النهج هي سياسة المهادنة التي واجهه بها نظامنا لأكثر من 25 سنة بالرغم من جميع الخروقات السافرة لوقف إطلاق النار وحقوق الإنسان والنهب المستمر للثروات الصحراوية،وفي ظل غياب ما يسمى برجال الدولة الذين يقودون الشعوب(دون الرجوع للسلطة) من الظروف الحالكة إلى بر الأمان يبقى الأمل في الشعب الصحراوي بجميع تواجداته من أجل الضغط على صناع القرار حتى نخرج من حالة الارتباك التي لازمتنا منذ سنوات، وكما قال الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي:
إذا الشعب يوما أراد الحياة......فلا بد أن يستجيب القدر
ولا بد لليل أن ينجلي..........ولا بد للقيد أن ينكسر
وأعود لأكرر مرة أخرى تعليقي على تدوينة صديقي حول الگرگارات: 
(في الحقيقة هذا الموضوع يحتاج إلى كلاشنكوف أكثر من الحاجة إلى مقال)
بقلم الأستاذ:التاقي مولاي إبراهيم

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *