-->

معركة الموصل تدخل يومها الثالث وتواجه تحديات صعبة على ارض الميدان في ظل تحذيرات من عواقب وخيمة تتربص بالمدنيين


الموصل 19 اكتوبر2016 (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة)-أكد المسؤولون في بغداد وواشنطن أن معركة استعادة الموصل بمحافظة نينوى شمالي العراق ستكون طويلة، رغم البداية الجيدة على الأرض منذ انطلاقها فجر الاثنين.
وكان سلاح المدفعية التابع للجيش الأميركي قد افتتح معركة الموصل بقصف مواقع تنظيم “داعش” قرب المدينة لأول مرة، مساء السبت.
وقال قائد قوات البيشمركة، عمر حسين، المنتشرة على محور معسكر بعشيقة، الذي يبعد 20 كيلومتراً عن مركز الموصل، إن جنوداً أميركيين أقاموا معسكراً على محور بعشيقة قبل مدة قصيرة، مشيراً إلى أن المدفعية الأميركية ستواصل قصفها لمواقع “داعش”.
من جانبه، قال رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود بارزاني، في مؤتمر صحافي، إن المعارك حققت نتائج جيدة، معلناً عن تطهير 200 كلم مربع بالمرحلة الأولى، لافتاً إلى أنه “من الصعب تحديد وقت لمعركة الموصل”.
وأضاف بارزاني أن المعارك تجري وفق المخطط لها وتوجيه ضربات لداعش، مؤكداً وجود تنسيق عالٍ بين الجيش العراقي والبيشمركة .
من جهته، أعلن متحدث باسم البنتاغون، الاثنين، أن معركة الموصل للتخلص من “داعش” تحتاج إلى بعض الوقت وأنها ستطول، قائلاً: “نسعى لهزيمة داعش في الموصل، وسنعمل على مساعدة العراقيين لتحقيق ذلك”. كما شدد على أن المعركة يقودها وينفذها عراقيون، موضحاً أن المشاركين في معركة الموصل هم قوات عراقية ضخمة والبيشمركة والعشائر السنية.
بدوره، أوضح المتحدث باسم التحالف الدولي، الكولونيل جون دوريان، أن “داعش” عزز دفاعاته بصورة كبيرة في الموصل، لافتاً إلى أن المعركة لاستعادة المدينة ستكون صعبة.
كما حذر وزير الدفاع الفرنسي، جان-إيف لودريان، أمس الثلاثاء، من أن معركة استعادة الموصل من أيدي “داعش” يمكن أن تستمر “أسابيع عدة أو حتى أشهراً”.
وقال لودريان “ستكون معركة طويلة، ليست حرباً خاطفة. ستستمر لفترة طويلة، أسابيع عدة أو حتى لأشهر”.
وشهد اليوم الأول من المعارك في الموصل تقدماً كبيراً للقوات المشتركة وتراجعاً لتنظيم “داعش” إلى مناطق قرب مركز المدينة إثر تدمير دفاعاته جنوب وشرق الموصل، وفق المصادر العسكرية.
كما بدأ اليوم الثاني بتقدم لعمليات نينوى استعادت خلالها الوحدات المقاتلة قريتي الحود ولزاك اللتين كان التنظيم يتخذهما معقلين مهمين بعد خسارته مدينة القيارة.
وأعلن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أمس الثلاثاء، أنه رغم صعوبة القتال إلا أنه واثق في أن القوات العراقية التي تقود عمليات عسكرية ضد تنظيم “داعش” ستهزمه.
وقال أوباما في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض مع رئيس الوزراء الإيطالي، ماتيو رينتسي، إن “بدء العمليات العراقية لتحرير الموصل خطوة كبيرة أخرى إلى الأمام”.
وأضاف: “داعش سيهزم في الموصل”، كما نبه إلى أن الهجوم سيكون “صعباً”.
كذلك تدارك الرئيس الأميركي أنه “لا يزال هناك ربما مليون شخص يعيشون هناك. إضافة إلى القضاء على تنظيم داعش، نركز على الامن والمساعدة الإنسانية للمدنيين الذين يفرون من المعارك. سيكون ذلك أولوية مطلقة لحكومتينا”.
من جهته قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس الثلاثاء، إن من واجب التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة منع إرهابيي “داعش” من الهروب إلى سوريا من مدينة الموصل بشمال العراق.
ويقدم التحالف دعما جويا وبريا لقوات الحكومة العراقية والقوات الكردية التي بدأت هجوما أول أمس الاثنين لاستعادة الموصل.
ونقل التلفزيون الرسمي عن العبادي قوله إن من مسؤولية التحالف قطع الطريق على تنظيم “داعش” إلى سوريا.
وفي سياق آخر، كشف أن السلطات العراقية حددت ممرات آمنة لخروج المدنيين من الموصل. وتابع: “نتحرى الدقة في القصف الجوي لتفادي خسائر بين المدنيين في الموصل”.
وكشف أنه “لا يوجد سقف زمني للمعركة وقواتنا جاهزة للاستمرار في القتال”.
وعن العلاقات التركية العراقية، قال: “نرحب بتدريب تركيا لقواتنا لكن نرفض وجود القوات التركية على أراضينا”.
قال مسؤولون أميركيون إن الولايات المتحدة تتوقع أن يستخدم تنظيم “داعش” أسلحة كيمياوية بدائية وهو يحاول صد هجوم بقيادة العراق في مدينة الموصل على الرغم من أنهم قالوا إن قدرة التنظيم الفنية على تطوير مثل هذه الأسلحة محدودة للغاية.
وقال أحد المسؤولين إن القوات الأميركية بدأت بانتظام في جمع شظايا القذائف لإجراء اختبار لاحتمال وجود مواد كيمياوية، نظراً لاستخدام “داعش” لغاز الخردل في الأشهر التي سبقت هجوم الموصل الذي بدأ يوم الاثنين.
وقال مسؤول ثان إن القوات الأميركية أكدت وجود غاز الخردل على شظايا ذخائر لـ”داعش” في الخامس من أكتوبر خلال واقعة لم يتم الكشف عنها في السابق. وكان “داعش” تستهدف قوات محلية وليس القوات الأميركية أو قوات التحالف.
ويمكن أن يسبب غاز الخردل تقرحات على الجلد المكشوف والرئتين، لكن الجرعات القليلة منه ليست فتاكة.
تتواصل معركة الموصل على كافة المحاور، بدخولها، الأربعاء، يومها الثالث، حيث أعن الجيش العراقي أنه أصبح على مرمى مركز المدينة بعد دخول قضاء الحمدانية.
لكن المحور الأصعب في المعركة على ما يبدو، هو وجود 1.5 مليون مدني محاصرين، وسط مخاوف حقيقية من أن يستخدمهم تنظيم داعش كدروع بشرية.
يأتي هذا بينما تواصل قوات البشمركة تقدمها بالسيطرة على مزيد من القرى المحيطة بالموصل، تحت غطاء جوي مكثف من طيران التحالف بمشاركة فاعلة من تركيا.
بدوره، أعرب الرئيس الأميركي، باراك أوباما، عن ثقته في إلحاق الهزيمة بداعش في الموصل، مشيراً إلى تجهيزات لمواجهة الأزمة التي ستنشأ عن طرد داعش من المدينة.
البنتاغون: المعركة قاسية
من جانبه، أعلن متحدث باسم البنتاغون أمس الثلاثاء أن سكان الموصل “محتجزون رغماً عنهم”، من جانب عناصر تنظيم داعش الذين يستخدمونهم “دروعاً بشرية” على وقع الهجوم الذي تشنه القوات العراقية.
وقال جيف ديفيس إن المدنيين محتجزون في المدينة “منذ أسابيع عدة، ولم نشهد تغييراً” في هذا الوضع منذ بدء الهجوم الاثنين.
وأضاف “ليس هناك نزوح كبير للمدنيين، والسبب هو احتجازهم بالقوة”.
وثمة مخاوف كبيرة على مصير مليون ونصف مليون شخص يعيشون في الموصل خلال المعركة.
وطالبت منظمات إنسانية عدة بإقامة ممرات آمنة تتيح للمدنيين الفرار من المعارك، وخصوصاً أن القوات العراقية تحاصر المدينة.
وأوضح ديفيس أن “هناك تحركاً كبيراً يجب القيام به قبل دخول” المدينة، مضيفاً “لا نزال في البداية. هذا الأمر سيستغرق وقتاً. المعركة قد تكون قاسية وطويلة”.
ولفت ديفيس إلى أن مئة مستشار عسكري أميركي موجودون حالياً على مقربة من خط الجبهة، يقدمون المشورة إلى القوات الخاصة العراقية أو يساعدون القوات العراقية في توجيه الضربات الجوية التي ينفذها التحالف.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *