الإتحاد العام لعمال الساقية الحمراء و وادي الذهب وهو يعيد إلى الأذهان ذكرى عملية "السينتا" التاريخية (نص البيان)

الصحراء الغربية 20 اكتوبر2016 (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة)ـ في مثل هذا اليوم من سنة 1974 وجهت الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و وادي الذهب ضربة قاسية للمستعمر الإسباني عبر تنفيذ عملية فدائية نوعية ، حيث قامت خلية من ابناء شعبنا الأبطال العاملين انذاك بمنجم بوكراع بمخاطبة إسبانيا بلغة الحديد و النار وابلغت وبصوت مدوي رسالة من الشعب الصحراوي مفادها أن زمن الإستهتار بالمقدرات الوطنية و استباحة الأرض و خيراتها قد ولى ، فكانت العملية إحراق و تعطيل أهم الحلقات في الحزام الناقل للفوسفاط المعروف "بالسينتا ".

لقد مثلت تلك العملية تحولا هاما في مسار العمل النضالي و المواجهة الميدانية مع المستعمر، إذ شكلت الرد الفعلي و الملموس على تجاهل إسبانيا لمطالب شعبنا المشروعة و تماديها في نهب ثرواته ، كما تركت أصداءها الإيجابية على الصعيدين الوطني و الدولي أنذاك ، فشكلت سندا معنويا و تعزيزا هاما لإرادة و معنويات المناضلين و المناضلات في مختلف ربوع الوطن ، كما اكدت جدية الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب في مسعى تحرير الوطن و صيانة ثرواته.

إن استحضار العمال الصحراويين اليوم لهذا الحدث التاريخي يأتي موازاة مع الإستعدادات لعقد المؤتمر الثامن للإتحاد العام لعمال الحمراء ووادي الذهب ، هذين الحدثين الذين يضفيان قيما هامة في مقدمتها تجديد قسم الوفاء بالعهد بالمضي قدما بالكفاح الوطني حتى تطهير اخر شبر من براثين الغزاة المستعمرين والمحافظة و السهر على حماية وحدة شعبنا من عبث العابثين و مخططات المعتدين.

يأتي الحدث أيضا في وقت يتزايد فيه التسليم بالحقوق الوطنية للشعب الصحراوية على كافة المستويات من مجلس الأمن الدولي ، الجمعية العامة، الإتحاد الإفريقي، الهيئات التشريعية و القضائية الأوربية و غيرها ، الشئ الذي بات يدفع بالمحتل المغربي إلى ارتكاب حماقات وضعته في مواجهة علنية و صريحة مع المنتظم الدولي .

إن الإتحاد العام للعمال الصحراويين وهو يخلد مأثر و تضحيات العمال في معارك التحرير و البناء ليحي تلك العملية البطولية الشجاعة التي رسمت حدا فاصلا في التعامل مع الإستعمار و ادواته . كما يقف وقفة إكبار و إجلال أمام عظمة الإنجازات التي حققها العامل الصحراوي عبر مسيرته المظفرة و التي يقف الشعب الصحراوي في ظلها اليوم ، كما يشد على أيادي من لازالوا يصنعون الأحداث يوميا في مواجهة الإحتلال المغربي من عمال و نساء و شباب و طلبة في مختلف المواقع و في مقدمتهم السجناء السياسيين الصحراويين في سجون الإحتلال.

إن الإتحاد العام لعمال الساقية الحمراء و وادي الذهب وهو يعيد إلى الأذهان ذكرى عملية "السينتا" التاريخية ليدعو كل القوى الوطنية الصحراوية إلى استحضار كافة مميزات الظرف و ما تمليه من ضرورة للتجند و اليقظة لإسقاط رهانات العدو الذي بات يعد العدة لضرب صمود و مقاومة شعبنا و استهداف وحدة و تماسك صفوفنا بإعتبارها سر النجاح الأول الذي تحققت في ظله كل النجاحات في الماضي رغم القلة العددية وحداثة التجربة .

إن الإتحاد العام لعمال الساقية الحمراء ووادي الذهب ليحي و بحرارة ابطال جيش التحرير الشعبي الصحراوي الذين ما فتيئوا يصنعون الحدث في مواجهة إستفزازات قوات الإحتلال المغربي في مناطق التماس مع العدو، كما يعلن كامل إستعداده للمساهمة في أي رد يقتضيه الظرف .

إن الإتحاد العام لعمال الساقية الحمراء و وادي الذهب ليطالب المجتمع الدولي و في مقدمته الحركة النقابية الدولية بالوقوف في وجه عمليات النهب غير الشرعي التي تتعرض لها ثروات الشعب الصحراوي ، كما يحذر كافة الشركات الأجنبية من مغبة الإستمرار و التمادي في التعامل مع إدارة الإحتلال المغربي بخصوص عمليات البحث و التنقيب غير الشرعية في وطننا. كما يدين و بشدة كل العقود و الإتفاقيات المبرمة مع المملكة المغربية بشأن عمليات الصيد في المياه الإقليمية للصحراء الغربية.

إن الإتحاد العام لعمال الساقية الحمراء ووادي الذهب ليهنئ كافة العمال الصحراويين بمناسبة عيدهم الثاني و الأربعين و يتوجه بالتحية و التقدير إلى كل المجدين الذين ظلوا يؤدون واجبهم الوطني بكل إخلاص و صبر و تفان ، و يترحم على أرواح كافة شهداء شعبنا البررة . 

المجد و الخلود للشهداء