بعد خيبته في مواقف سياسية تدعم ظلمه وجبروته محمد السادس بتعلم قرع الطبول في تنزانيا
حلت الصحافة المغربية بدول شرق افريقيا, وقد شحذت السنتها وبرت اقلامها مقتنعة
بسهولة انتزاع مواقف معلنة من قادتها في حضرة الملك, تدعم عودة المغرب المشروطة للاتحاد
الافريقي, لتكون مفتاحا لحملتها الاعلامية و الدعائية المعدة سلفا, للتهليل والتطبيل
والتزمير لفتوحات محمد السادس في شرق افريقيا بعد “نجاح” فتوحاته في غربها.
ولكنها اصيبت مبكرا بخيبة امل كبيرة, عندما وجدت ان روندا ليست هي السنغال وتنزانيا
ليست هي الكونكو, فالمواقف هنا مبدئية, لا تخضع للمساومة .
وجدوا ان موقف روندا الذي سبق و ان اعلنته بشان عودة المغرب الى كنف الاتحاد
الافريقي , بالترحيب بعودته دون شروط , موقف مبدئي لا رجعة فيه, مثلما وجدوا ايضا ان
فتح نقاش صريح مع المسؤولين الرونديين في هذا الاطار سيفضي بهم الى الخوض في مواضيع
تعد من المحظورات في مملكة محمد السادس , وبالتالي وجدوا ان الاسلم هو اقتصار التغطيات
عن الانشطة الملكية و عن الهبات والمشاريع والوعود.
اما في تنزانيا التي اعلنت قبل زيارة ملك المغرب ان موقفها من قضية الصحراء
الغربية هو موقف الاتحاد الافريقي, فلم يتم الحديث مطلقا خلال الزيارة عن عودة المغرب
الى كنف الاتحاد الافريقي مشروطة كانت او غير مشروطة.
الصحافة المغربية التي لا تتقن سوى فن التطبيل والتزمير, لم تجد بعد ان فقدت
مفتاح حملتها الاعلامية والدعائية منذ اليوم الاول سوى ما اسمته ب “جمالية خط” محمد
السادس , اثناء توقيعه على الدفتر الذهبي لنصب الابادة الجماعية لروندا, او قرعه للطبل
اثناء زيارته لتنزانيا ليشكلا ابرز حدثين ميزا زيارة محمد السادس « التاريخية » لدول
غرب افريقيا.
المصدر: صمود