-->

لماذا يتخلى الصحراويين عن عروبتهم؟


زيني اعلي طالب
يحدثنا البعض عن تنكر بعض حكام العرب وعدم مساعدتهم لنا وضرورة استبدال اسم العربية من الاسم الرسمي للدولة الصحراوية، فليعلموا ان اعلانهم التخلي عن العروبة خيانة وغدر لها أيضا فلا تنهى عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم. هل العروبة ملك لحكام الخليج ام هي نزوة عابرة نتمسك بها متى احتجناها ونتركها إذا جار علينا بعض اشباه العرب في زمن اندثر اقحاح العرب إلا من بطون الكتب.
في قضيتنا الصحراوية اول من دعمنا حين كنا احوج ما نكون للدعم هي الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى بالسلاح والمال والغذاء ثم ان أكبر حليف لنا وأكبر داعم هي دولة الجزائر الشقيقة وهاتان الدولتان عضوان في جامعة الدول العربية ولم تتنكرا لعروبتهما رغم ما تلقوه من لدن أصدقائهم العرب بحلوه ومره.
لكل امة اقبال وادبار ولكل زمن رجاله، فذات يوم كان للعرب رجال ملئوا الدنى ونشروا الاسلام الذي اصطفاهم الله لتبليغه فبلغوه حتى وصل مشارق الارض ومغاربها واخرج الناس من عبادة العباد والاصنام الى عبادة رب العباد وهم من ادخلوه لإفريقيا فأصبحنا اليوم في شمال افريقيا في نعمة كان لهم كبير الفضل فيها.
فحضارة العرب المسلمين قد أدخلت الأمم الأوربية والافريقية الوحشية في عالم الإنسانية، فلقد كان العرب أساتذة لهم.. و جامعات الغرب لم تعرف مورداً علمياً سوى مؤلفات العرب، فهم الذين مدنوا أوروبا مادةً وعقلاً وأخلاقاً، والتاريخ لا يعرف أمة أنتجت ما أنتجوه.. إن أوروبا مَدينة للعرب بحضارتها.. وإن العرب هم أول من علم العالم كيف تتفق حرية الفكر مع استقامة الدين. فهم الذين علموا الشعوب النصرانية، وإن شئت فقل: حاولوا أن يعلموها التسامح الذي هو أثمن صفات الإنسان. ولقد كانت أخلاق المسلمين في أدوار الإسلام الأولى أرقى كثيراً من أخلاق أمم الأرض قاطبة.
وكان لنا نحن الصحراويين ايضا رجال اسسوا الدولة الصحراوية واضافوا اسم العربية لها اعتزازا وفخرا بتاريخنا ولغتنا الام التي منها لساننا وشعرنا ونثرنا واخلاقنا من شهامة وكرم ونصرة المظلوم واكرام الضيف وهي الصفات التي عرف بها العرب وعززها ديننا الحنيف.
ثم لماذا نغير هذا الاسم ونستبدله بالإفريقية او غيرها هل ارضاء للأفارقة؟ الأفارقة لم يطلبوا ذلك منا يوما ودعمونا لان معنا الحق ونتشبث بأرضنا، بتاريخنا، اصالتنا وبتقاليدنا أما إذا كنا اصحاب مصالح بلا هوية نميل حيث الرياح تميل ونغير اسم دولتنا مع كل دعم يأتينا ثم نحذفه إذا توقف هذا الدعم فانه لن يدعمنا أحد وسنخسر هويتنا وتميزنا وسنخسر حتى مشيتنا كما حصل مع الغراب المقلد لمشية الطاووس فلم يحسن تقليدها وحين اراد الرجوع لمشيته لم يستطع فقد نسيها.
إن وجود اسم العربية ليس هو المشكل كما ان نزعه لن يكون الحل فالصحراويين يفتخرون باختلاف اعراقهم من عرب وامازيغ او من أصول افريقية ولكن لغتنا واحدة ولساننا عربي منه نسجنا تقاليدنا وثقافتنا وعلاقاتنا مع دول الجوار. كما انه لأغلب الدول اسم طويل رسمي واسم مختصر هو ما تعرف به مثل الجزائر ومصر وليبيا وغيرها رغم ان لهم اسماء رسمية طويلة كل يختار ما يناسبه فالأمم المتحدة في تقاريرها تسمي دولتنا بالصحراء الغربية والبعض يسمينا جمهورية الصحراء فقط والبعض مثل الاتحاد الافريقي يختار الاسم الرسمي الكامل ولم يعترض أحد يوما على اسمنا ماعدا عدونا بل ان تغييره سيكلفنا أكثر مما سيكسبنا فنحن لأربعين سنة نبذل الغالي والنفيس لتثبيت هذا الاسم في الوثائق الدولية والمحاكم وحتى في اذهان البشر. والجدل في هذا الشأن يشتت الاذهان والجهود عن هدف الحرية والاستقلال الذي نسعى اليه ويدخلنا في صراعات جانبية لن تقدم او تؤخر من الامر شيء.
نحن شعب الببيظان اصحاب جدل وكثرة اخبار ننتقد كل شيء ولا نعطي البديل ونضيع وقتنا وجهدنا في الجدل حول سفاسف الامور وخير مثال هو ما يخوض فيه اخوتنا في الشطر الاخر من ارض البيظان من نقاشات وجدالات لتغيير علمهم الوطني ونشيدهم الوطني وكأنهم لم يبرحوا مرحلة تأسيس الدولة في القرن الواحد والعشرين وفي زمن التنافس التكنولوجي والوصول للفضاء والنقاشات التي تطور البلدان وتخدم التنمية. 
من سوء حظ اغلب الدول العربية والافريقية ابتلاءهم بزمان حكم الانذال فيهم وحين عرف أعداءهم مصدر عزتهم حاربوهم فيه وبثوا فيهم كره هويتهم فأصبحت العروبة والاسلام تخلفا بعد ان كانت علما وحداثة ولكن كما تكونوا يولى عليكم لان المنتسبون للعروبة في هذا الزمن اصحاب مصالح لا مبادئ الا من رحم ربي وسؤالهم الوحيد هو ماذا ربحنا من العروبة ولا يسألون أنفسهم ماذا قدموا هم للعروبة وماذا ربحت العروبة منهم بل وحتى ماذا ربحت الانسانية منهم في زمننا الحديث.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *