-->

ثلاثية عهد الشهيد




"إن عدم الوفاء للشهداء هو بداية الهزيمة الحقيقة لأي أمة" 
تبدا حكاية الشهيد بعطاأته السخية و بفعله الجميل في كنف المبادئ و الأسس التي آمن بها و جعل من مشروع حياته أقود تحترق من أجل إنارة مبادئ و أهداف واضحة المعالم الديه لكي ينير درب الرفاق و الأمم نحو التحرر و الإنعتاق و العمل الدوؤب من أجل أن تبزق شمس الحريق و ينكسر لليل و ظلمات الجهل و العبودية.
هكذا حدثنا التاريخ و حكت لنا الاممُ قصص شهدائها الابرار و زعمائها العِظام
و لنا نحن الصحراويين ألف حكاية و حكاية أبطالها شهداء رحلوا إلى جوار ربهم فهم عنده أحياء يرزقون ، تركوا خلفهم تلك الأسس و المبادئ التي عاشوا يؤمنون بها و عمِلو في حياتهم من أجل تأسيس مشروع وطني شامل لكل الصحراويين فكان لهم ذالك قبل رحيلهم ، لتتجذر تلك المبادئ في قلوب كل الصحراويين المؤمنيين بمبدا حق الشعب في الحرية و الاستقلال 
ترحل هذه النفوس الغالية و الثمينة عند ربها إلى جواره منها من يرحل بدون سابق إنذار فيترك بعد حياته ذالك الأثر الجميل و الذكر النضالي و الفكر الثوري الرافض للأستسلام و مسيرة مشرفة تستحق منا جميعاً ضرورة مواصلتها حتى تحقيق أهدافها النبيلة و أخرون و كأن القدر أبلغهم بقرب الرحيل فكانت لهم الفرصة لترك وصايا لأمة جعلوا من حياتهم أقودها الذي تُحرق لكي تسير نحوا الأمام فكانت تلك الوصايات بمثابة الميراث الثقيل لجيل أفرزته مرحلة حرب التحرير
ميراث سيحمله لا محالة جيل من أبناء و بنات هذا الوطن الجريح منذُ عقود ليسير به في إتجاه التطبيق الفعلي للوصية رافعين الرؤوس و ثابتين على عهد من سقطوا من أجل لملمت جرح الشعب و الوطن و من أجل مستقبل زاهر لكل الصحراويين
وصية اليوم و التي فرضت علي الكتابة هي وصية الشهيد محمد عبد العزيز حين يقول
أوصيكم 
ـ بالوحدة الوطنية 
ـ الإلتفاف حول الجبهة الشعبية
ـ المحاظة على التحالف الإستراتيجي مع الجزائر
ثلاثة وصايا لشهيد أمة و رئيس جمهورية و أمين عام لجبهتها الشعبية و زعيمها لعقود من الزمن و الأب الروحي لجل مناضليها كانت كافية و شاملة لقواعد و أسس و مبادئ ثورة شعب رفض الإذلال و وقف أربعيين سنة في وجه الطغاة
ف الوحدة الوطنية التي جاءت على رأس وصايا الشهيد هي ذالك السلاح الذي أنتجته البصيرة الصحراوية و الظل الذي يحتمي الشعب العربي المسلم في الساقية الحمراء و وادي الذهب تحت ظله و الدفئ الذي يحتضنه أمام عواصف الفتن و التفرقة و الشتات و لم يكن مجيء الوحدة الوطنية على رأس وصايا الشهيد بمحط الصدفة بل إيماناً منه بقوة هذا السلاح و ضرورة المحافظة عليه
ليوصينا الشهيد أيضاً بالإلتفاف حول الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و وادي الذهب كرائدة لكفاحنا الوطني و ممثلة شرعية و وحيدة لقضية شعبنا المكافح و ناطقة بإسمه في جميع بقاع العالم 
إيمانه الراسخ في وحدة الصف الوطني خلف الجبهة الشعبية - البوليساريو - جعله يوصينا بمواصلة الإلتفاف حولها و محاربة أي تشتت للمنظمة التحريرية و القلب النابض للكيان الصحراوي
بعد الوحدة الوطنية و الجبهة الشعبية ياتي التحالف الذي ما فتيء الشهيد رحمة الله إلا و أن أشاد به أيما إشادة رافعاً رأسه عالياً و واصفاً أيها بتحالف الإستراتيجي مع الحليف كما يحلو له تسمية الجزائر 
هو إذأ ذالك التحالف الإستراتيجي حقاً و الذي رسمتهُ عقول الزعماء و نفذته سواعد رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا .
هو ذالك التحالف الذي أفرزته مبادئ ثورة المليون و نصف مليون شهيد في الجزائر و عزيمة شعب رفض الإذلال في الصحراء الغربية ليمتزج حق الشعوب بمبادئ الثورة العظيمة و المواقف الثابتة ثبات الحق.
لم يخفي الشهيد يوماً رغبته في تطوير التحالف مع الجزائر و لن تخلف أجيال الشعب العربي المسلم في الساقية الحمراء و وادي الذهب وصية الشهيد بالمحافظة على هذا التحالف الإستراتيجي الواعد بإذن الله.
ثلاثة وصايا تحدث عنها الشهيد في أكثر من مناسبة مؤكداً على أنها أسلحة ضرورية لمقارعة الأعداء و مواصلة مسيرة التحرر تحت لواء الجبهة الشعبية و في ظل كنف مؤسسات دولة صحراوية قائمة تجمع كل أطياف الشعب الصحراوي .
هكذا ترحل العظماء من على منصة الشرف و المبادئ الثابتة تكافح من أجل الحق الثابت لشعوبها و تتقدم الجماهير في أبهى المعاني الثورية في القرن الواحد و العشرين , رحل محمد . رحل الرئيس , رحل الأمين العام . رحل القائد و الزعيم , رحل الوالد و الأب الروحي و القدوة النضالية و الثورية الفذة محمد عبد العزيز و بقيت بصماته منقوشة في تاريخ شعب الصحراء الغربية لترث أجيال هذا الشعب العظيم تاريخ حافل لرجل من خيرت أبناء هذا الوطن كرس حياته من أجل كرامة و شرف و حرية شعبه و وطنه و عندما همست الأقدار في أذنه بقرب الرحيل فضل أن لا يرحل بصمت فكرر الوصايا لشعبه و لأبنائه من أجيال الجبهة الشعبية لكن قليلون من تفطنوا بقرب رحيل الرجل , فكان ذالك في يوم معدود .
رحم الله معشر شهداء ثورة العشرين من ماي و جزاهم الله عنا خير الجزاء
أسلوت أمحمد سيد أحمد
تقبلوا تحياتي

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *