-->

تبخر آمال المغرب في افريقيا.


في مسعاه، لإقناع الأفارقة بأحقية طرد الدولة الصحراوية من القمعة الافريقية العربية، يقول المغرب:
واحد. الأمم المتحدة لا تعترف بالدولة الصحراوية كبلد. لذلك لا يمكن حضورها في القمة الافريقية العربية.
اثنين. لا يمكن للمغرب الجلوس مع من يُهدد الوحدة الترابية للمملكة المغربية.
هنا، في هتين النقطتين، يكمن سر كل ما كان المغرب يسعى له من خلال مشاركته في القمة الافريقية العربية. إنتزاع إعتراف ضمني من الافارقة حول مغربية الصحراء الغربية.
فعلا ، بمقترحه الهادف الى نزع اليافطة الصحراوية، كان المغرب يُحاول وضع الافارقة في فخ : الاعتراف ضمنيًا بمغربية الصحراء الغربية.
فشل المغرب فشلا ذريعا و انتصر الحق على الباطل. انتصر الافارقة على تحالف بعض الممالك العربية الخبيثة.
يقول المغرب أن الأمم المتحدة لا تعترف بالجمهورية الصحراوية كبلد. و قصدًا يتناسى المغرب أن نفس تلك الأمم المتحدة لا تعترف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية.
و الأكثر من ذلك، تُصنّف الأمم المتحدة أرض الصحراء الغربية ضمن الأراضي الغير مستقلة و الخاضعة لتصفية الاستعمار، أين لابد من تطبيق القرار الاممي 1514.
يقول المغرب أيضا أن ليس بإمكانه الجلوس مع من يُهدد وحدته الترابية. و الخدعة هنا تكمن في أن الافارقة يقفون إلى جانبه مُعترفين ضمنيًا بأمرين خطيرين الاثنين: 
واحد. ان الوحدة الترابية المغربية تشمل ارض الصحراء الغربية، و
اثنين. أن الدولة الصحراوية تُهدد تلك الشمولية.
ولكن الافارقة يدركون جيدا ماهي الحدود الترابية المغربية المتعارف عليها دوليا و يحترمون و يُدافعون عن وحدته الترابية فقط فوق أراضيه المتعارف عليها دوليا، ليس بإحتواء بلد أخر تحت تلك الوحدة الترابية المزعومة. و الافارقة أيضا يعرفون أن لا الدولة الصحراوية و لا بلد آخر يُهدد وحدته الترابية على أراضيه المتعارف عليها دوليًا.
من جهة أخرى، غالبية البلدان الافريقية تعترف رسميا بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.
و لكن هناك أمر آخر له اكثر و أكثر أهمية و هو الذي أراد المغرب أن يتجاهله الافارقة: ليس الأغلبية فقط، بل جميع بلدان الاتحاد الافريقي يعترفون بعضوية الدولة الصحراوية في الاتحاد الافريقي. أو بعبارة أخرى، و لو أن هناك بلدان افريقية لا تعترف بالدولة الصحراوية، جميع تلك البلدان تعترف ان الدولة الصحراوية بلد عضو في الاتحاد الافريقي. بمعنى أن البلدان الافريقية تتصرف، خارج الإتحاد الافريقي، بطريقة مُختلفة عن داخله.
مثلا، دولة غينيا الاستوائية و هي أول بلد سحب اعترافه من الدولة الصحراوية و أحد كبار حلفاء المغرب، ليس بإمكانها منع حضور الدولة الصحراوية في القمم الافريقية المُنظمة في ملابو. و عادة تستقبل رسميا الوفد الصحراوي المشارك في تلك القمم و تمنحه جميع التسهيلات المقدمة لباقي الوفد، كالضيافة المجانية و السيارة و الامن و مشاركة التلفزة الوطنية...الخ.
هذه الازدواجية هي التي تُفسر، مثلا، مواقف بعض البلدان كمصر او تونس او غيرهم. مواقفهم، على حدى أو خارج الاتحاد الافريقي لا تميل للدولة الصحراوية و لكن، داخل أروقة الاتحاد الافريقي، هم يحترموا مبادئ الاتحاد و يتعاملوا مع الدولة الصحراوية كأي بلد عضو آخر. 
في هذا الصدد، إن صلابة الموقف الافريقي منعت جميع البلدان الافريقية، عربية كانت او عجمية، من إظهار أي ليونة او مرونة امام الموقف المغربي و بعض البراميل القادمة معه من الخليج.
في خاتمة القول، لابد من التذكير بأن المغرب تسارع جادًا مع الاحداث لنيل مواقف الافارقة، لذلك قام سلطانهم بجولات سريعة من خلال سبعة زيارات لبلدان افريقية، أين كان يهدف إلى تغيير مواقف الزعماء الافارقة قبل مُشاركتهم في القمة الافريقية العربية. مثلا، و لو أنه لم يتمكن من زيارة اثيوبيا في المحاولة الأولى، إضطر الى محاولة ثانية 18 يوما فقط بعد فشل المحاولة الأولى، و بحكم النتيجة و برودة الاستقبال في اديس ابابا، ممكن القول أنه لم يكن محظوظ حتى في محاولته الثانية.
حدمين مولود سعيد.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *