-->

ملك المغرب في أدغال إفريقيا والجزائر ترد باقتحام الخليج


"حرب مواقع مستعرة" بين الجزائر والمغرب هذه الأيام.. هذا هو التوصيف المناسب للصراع الدائر بين دبلوماسية البلدين. ففي الوقت الذي قررت فيه المغرب اقتحام أدغال إفريقيا بحثا عن منفذ لاختراق الجدار الداعم للقضية الصحراوية، وجهت الجزائر جهودها نحو دول الخليج العربي، التي تعتبر بدورها إحدى القلاع الرئيسية لدعم المخزن في صراعه مع البوليزاريو.
العاهل المغربي قام خلال الشهر الجاري بجولتين نحو إفريقيا السوداء، الأولى كانت نحو رواندا وتنزانيا، ثم عاد إلى بلاده لترؤس قمة أشغال المناخ التي احتضنتها بلاده، ليباشر بعدها جولة جديدة زار خلالها أربع دول هي أثيوبيا ونيجيريا ومدغشقر وكينيا.
في الجهة المقابلة، شهدت وتيرة الزيارات بين الجزائر ودول الخليج العربي وتيرة غير مسبوقة خلال الأسابيع القليلة، ميزها زيارة الوزير الأول عبد المالك سلال للمملكة العربية السعودية، على رأس وفد كبير. وخلال الأسبوع المنصرم دشن وزير الشؤون الخارجية والتعاون، رمطان لعمامرة، جولة قادته إلى كل من الإمارات العربية وسلطنة عمان وقطر.
زيارات المسؤولين الجزائريين نحو الخليج تزامنت أيضا مع زيارات أخرى لمسؤولين خليجيين للجزائر، بينهم نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير شؤون الرئاسة الإماراتي، الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، الجزائر، وقبل ذلك حل بالجزائر وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، فضلا عن زيارات أخرى لمسؤولين عسكريين في كل من السعودية وقطر للجزائر.
ويأتي هذا الحراك في الوقت الذي شهدت فيه القمة العربية الإفريقية التي احتضنتها غينيا الاستوائية نهاية الأسبوع صراعا جزائريا ـ إفريقيا من جهة ومغربيا عربيا من جهة أخرى، بسبب مشاركة وفد عن جبهة البوليزاريو، أفضى لانسحاب المغرب ودول عربية خليجية متضامنة معها. وإن لم تحقق جولة العاهل المغربي الإفريقية لحد الآن، اختراقا على صعيد مساعي الرباط لإبعاد جبهة البوليزاريو من مؤسسات الاتحاد الإفريقي، في ظل التأييد المستمر للدول الإفريقية للجمهورية العربية الصحراوية، إلا أن جهود الجزائر عبر جبهة الخليج يبدو أنها حققت اختراقا لافتا، ميزه عتاب غير مسبوق للمغرب تجاه دولة الكويت بسبب عدم انسحاب وفدها من القمة العربية الإفريقية.
فقد عبرت المملكة المغربية عن امتعاضها من موقف دولة الكويت خلال القمة العربية الإفريقية الأخيرة، التي لم تنجر وراء دعوة الرباط للانسحاب من القمة احتجاجا على مشاركة وفد جبهة البوليزاريو، مثلما فعلت دول خليجية أخرى.
المصدر: الشروق الجزائري

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *