-->

انبوب الغاز الرابط بين نيجيريا والمغرب بين الواقع والخيال


اعداد : سعيد زروال.
تناقلت مختلف المواقع والجرائد المغربية قبل ايام خبر توقيع اتفاق بين نيجيريا والمغرب، سيتم بموجبه استراد الغاز من نيجيريا الى المملكة المغرب عبر شبكة انابيب سيتم تشييدها لانجاز هذا المشروع الذي وصف بالعملاق والأكبر في القارة الافريقية، لكن للاسف ان ملك المغرب ومعه خبراء التنظير في البلاط الملكي تجاهلوا الكثير من العوامل التي ستقف في وجه انجاح هذا المشروع.
الكلفة الضخمة لانجاز المشروع .
تكلف مشاريع تشييد الانابيب الناقلة للنفظ والغاز ميزانيات كبيرة، لذلك تلجأ الكثير من البلدان الى استراد النفظ والغاز بعد عجزها عن تشييد مشاريع انابيب قد تصل الى ملايير الدولارات، وحسب مانشرته  بعض المواقع العالمية التي تقدم معلومات عن مشاريع انجاز انابيب نقل البترول والمياه فقد بلغت تكلفة تشييد انبوب لنقل البترول في الاسكا الامريكية 8 ملايير دولار لمسافة تبلغ 1200 كلم وهي اقل بكثير من مسافة خط انبوب الغاز الذي سيربط بين نيجيريا والمغرب، كما كلف مشروع النهر الصناعي العظيم الذي شيده الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي رحمه الله، اكثر من 14 مليار دولار.
وبمقارنة بسيطة بين هذه المشاريع والمشروع الذي يبدو خياليا لنقل الغاز النيجيري الى المغرب فان تكلفة هذا المشروع لن تقل عن 20 مليار دولار.
عبور الانابيب لمناطق غير مستقرة.
من الاخطار التي تواجه مشاريع انجاز الانابيب عبر العالم هي خطر تعرضها للتخريب من قبل شبكات الاجرام الدولية او التنظيمات الارهابية، وبنظرة بسيطة على الدول التي سيمر بها انبوب الغاز الذي سيربط بين نيجيريا والمغرب يتضح لاي متابع انها منطقة غير مستقرة مما سيرفع من احتمال تعرض الانبوب الى التخريب خاصة من قبل الجماهات الاسلامية المتشددة التي تنشط في شمال دولة مالي، ويمتد تأثيرثها الى مختلف ارجاء البلاد. اضافة الى حركة بوكو حرام التي تنشط في شمال نيجيريا.
وفي حال تشييد المشروع وهو امر مستبعد، ستصبح المملكة المغربية مجبرة على التعاقد مع  شركة تأمين دولية لتأمين هذا المشروع، وبحساب تكلفة المشروع وكلفة تأمينه يبدو ان تكلفة استراد الغاز من بلدان اخرى ستكون ارخص للمغرب. وهو ما قد يدفعه في الاخير الى التراجع عنه بسبب استحالة تأمينه في وقت توجد فيه مناطق بشمال نيجيريا وشمال دولة مالي خارج عن سيطرة الدولة المركزية.
البوليساريو هي من له الحق في الترخيص لاي انبوب سيصل الى الاراضي المغربية.
بنظرة خاطفة على الخريطة الجغرافية لشمال غرب افريقيا يتضح انه يستحيل مرور اي انبوب من نيجيريا الى المملكة المغربية دون المرور على المناطق الصحراوية المحررة والمحتلة، مايعني ان اقامة مثل هذا المشروع تعني اعادة اجواء التوتر الى المنطقة بعد رفض الطرف الصحراوي لمرور هذا الانبوب الذي سيعتبره تغييرا للخريطة المتفق عليها في الاتفاق رقم 1 الموقع عليه عام 1991. مايعني ان البوليساريو ستكون لها الكلمة الفصل في اعطاء الضوء الاخضر لاي مشروع لانجاز انبوب سيربط بين المغرب واي دولة افريقية.
ما الذي يدفع المغرب الى الاستثمار في افريقيا؟.
من المفارقات العجيبة ان تجد بلد مثل المغرب يعاني شعبه من الفقر والامية ويعتمد في ميزانيته على الهبات المالية الخارجية خاصة من اوروبا وبلدان الخليج، ومع ذلك يعلن عن مشاريع بملايير الدولارات في البلدان الافريقية مثل مشروع الفوسفاط في اثيوبيا، وانبوب الغاز بنيجيريا، في الوقت الذي يعاني فيه الاقتصاد المغربي من حالة ركود، ما يعني ان الهدف الرئيس للممكلة المغربية هو  محاولة التغلغل الى بلدان القارة الافريقية خاصة للبلدان التي لها علاقات قوية مع الدولة الصحراوية من اجل التأثير على قراراتها السياسية باستخدام المشاريع الاقتصادية، لكن هذه الورقة يبدو تأثيرها ضعيفا امام تعدد العروض الاستثمارية في البلدان الافريقية خاصة من التنين الصيني.
وامام استحالة التأثير على القرارات السياسية للدول الافريقية المتعلقة بقضية الصحراء الغربية، فان المملكة المغربية قد تلجأ مستقبلا الى الاعلان عن الغاء هذه المشاريع او تجميدها تحت مبرر التكلفة الكبيرة لهذه المشاريع الاقتصادية  التي يهدف المغرب من ورائها الى تحقيق مكاسب سياسية دون ألاء اهمية لمدى واقعيتها وللفائدة الاقتصادية التي ستجنيها البلدان الافريقية.

Contact Form

Name

Email *

Message *