-->

الثروات ...سبب الاحتلال وخاصرته الرخوة



لا يخفى على ذي لب اليوم ان السبب الأهم الذي جعل المغرب يحتل الصحراء الغربية هو السعي للاستحواذ على ثرواتها وقد ساعده في ذلك الاستعمار الاسباني الذي سلمه الأرض مناصفة مع موريتانيا مقابل الإبقاء على حصة اقتصادية مهمة للملكة الاسبانية واليوم أيضا فرنسا تلعب نفس الدور بدعمها للمحتل مقابل تقاسم ثروات ارض الساقية الحمراء ووادي الذهب، هذا الوادي الذي أسال اسمه الذهبي لعاب الطامعين.
إذا فالمعركة هي معركة اقتصادية بالدرجة الأولى فالمغرب لم يهتم بهذه الأرض يوما ولا باهلها وانما بثرواتها فهو الذي رضي بتقاسمها مع موريتانيا وشرد أهلها ليخلو له المجال لينهب بدون رادع ولا وازع وهو كذلك الذي اقام الجدار ليعزل الأراضي التي تحتوي على الثروات المهمة كالفوسفاط والسمك ولم يتكلم يوما ولم يطالب بالأراضي المحررة لان اغلبها أراضي قاحلة لا ثروات مهمة بها.
على مر عقود الاستعمار المغربي كان موضوع الثروات أكثر ما يؤرق مضجع الاحتلال ويثير الرعب بين جنباته الهشة المرتعدة واكثر حتى من الشأن السياسي خاصة مع المنظومة الأممية المجحفة التي أعطت فرنسا الاستعمارية قوة الفيتو لتسلطه سيفا على رقاب الشعوب الطامحة للحرية والاستقلال فاصبحنا نشهد كل عام هذه الحلقة المعادة البائسة الإخراج للاتفاق الغير معلن بين فرنسا والمغرب حيث يتولى المغرب نهب الثروات وانتهاك حقوق الشعب الصحراوي في وضح النهار بينما تتولى فرنسا اجهاض كل محاولة لمحاكة المحتل المغربي او انتزاع حق من حقوق هذا الشعب المضطهد في استعراض لحق القوة وضرب بالأعراف الدولية عرض الحائط وذلك طبعا له مقابل كبير لفرنسا من أموال وثروات الشعب الصحراوي المنهوبة فالمغرب يعطي عطاء من لا يملك لمن لا يستحق.
الحظر على تصدير ثروات الصحراء الغربية:
مادامت الثروات هي الممول الرئيسي للمشاريع الاستعمارية للمغرب واستمرار نهبها يعني تغذية استمراره واستمرار سياساته المبنية على شراء الذمم والتي لها روادها ومستهلكيها في عالم اختار اغلبه المادة والمصالح على حساب المبادئ فانه من الواجب الإسراع في قطع هذا الحبل السري للاحتلال والمطالبة بحظر استخراج او تصدير الثروات الصحراوية وخاصة الفوسفاط والسمك والتفكير بكل الوسائل المتاحة لوقف الاشغال في منجم بوكراع وإيقاف السكة التي تنقله بعملية كعملية "السينتا" سواء كانت عبر متابعة قضائية او "بضربة ثورية".
يجب ان ننوه ان قرار المحكمة الاوربية الأخير فيه من الدهاء الكثير ومحاولة للعب على الحبلين وضمان المصالح الاوربية حيث اعطى لكل طرف الشيء الكفيل بإسكاته واطالة امد الصراع فالمغرب ما يهمه هو ان يستمر تصدير ثروات الصحراء ولو بالطرق الملتوية الى اوروبا وضمان المشترين وفرنسا ستتكفل بالجانب السياسي الذي يحتمل صولات وجولات وصدمات وصفعات وجه المغرب الخشن كفيل بتحملها لسنوات أخرى، في المقابل اعطى القرار للصحراويين مكسبا قانونيا هو الاعتراف باستقلالية الصحراء عن المغرب و بالبوليساريو كممثل وحيد للشعب الصحراوي وهو مكسب مهم فعلا ولكن استغلاله يحتاج لجولات أخرى في المحاكم وطعون في الاحكام قد تستمر لسنوات كثيرة او حتى لعقود.
ما حك جلدك مثل ظفرك وعلى الصحراويين اتخاذ كل الإجراءات الممكنة والامكانيات المتاحة لمحاصرة المحتل اقتصاديا واولها اغلاق معبر الكركرات او فرض غرامات مالية كبيرة على مستعمليه لإيقاف المنفذ الأهم للاحتلال للتصدير نحو افريقيا ليشكل بذلك ضغطا اقتصاديا على المحتل سيزيد من الاحتقان الشعبي في المغرب وقد يدفعه لارتكاب هفوة تعطي الذريعة للجيش الصحراوي للرد عليه للتعجيل بزواله.
زيني اعلي طالب

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *