دعوات دولية الى احترام اختيار الشعب الغامبي بعد تراجع الرئيس جاميه عن الاعتراف بهزيمته في الرئاسيات
غامبيا11 ديسمبر 2016 (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة)ـ - بقي طيف أزمة سياسية في غامبيا يحوم يوم الأحد على خلفية تراجع الرئيس المنتهية عهدته يحيى جاميه عن اعترافه بهزيمته في الانتخابات الرئاسية, مما أثار جدلا حادا داخل البلاد وانتقادات دولية.
و تأتي هذه التطورات على الساحة السياسية في أعقاب تراجع يحيى جاميه عن اعترف بهزيمتة مباشرة بعد اعلان نتائج الانتخابات التي جرت في الفاتح ديسمبر وهنأ خصمه أداما بارو متمنيا له النجاح وتوجه بالخطاب الى الناخبين قائلا "انتم قلتم رأيكم وانا احترمه".
وقال جاميه في تصريحات له عقب الاعلان عن النتائج ان "الغامبيين قرروا أن أنسحب وصوتوا لشخص لقيادة البلاد (...) أتمنى لكم الافضل".
ودعا الرئيس المنتخب بارو جامع الى الاقرار بالهزيمة و"القبول بطيبة خاطر بحكم الشعب", مضيفا انه لا يملك الصلاحية الدستورية للدعوة الى استحقاق جديد. كما ناشد "جميع الغامبيين القيام باعمالهم المعتادة", داعيا انصاره الى توخي "الانضباط والرشد".
واعلن جاميه أمس رفضه التام لنتائج الانتخابات الرئاسية والتي فاز بها منافسه مرشح المعارضة أداما بارو متحدثا عن وجود "مخالفات في العملية الانتخابية" ودعا الى تنظيم اقتراع جديد.
وأضاف أن "التحقيقات كشفت أنه في بعض الحالات قيل للناخبين إن المعارضة فازت بالفعل فعادوا إلى ديارهم" لافتا إلى أن عدد البطاقات الانتخابية لا تتفق مع سجلات الناخبين في البلاد.
وغداة هذا التراجع انتشرت بكثافة قوات الامن الغامبية في العاصمة بانجول وأقامت الشرطة والجيش حواجز في جميع انحاء عاصمة هذا البلد . وتقول تقارير اعلامية انه حتى الآن يواصل أهل المدينة التوجه الى اعمالهم والتسوق بشكل طبيعي عشية عيد المولد النبوي.
المخاوف التي اثارها قرار الرئيس الغامبي المنتهية أثارت رد فعل مجلس الأمن الدولي الذي دعا جااميه الى تسليم السلطة الى الرئيس المنتخب.
وقال في بيان له أقر باجماع الدول الاعضاء انه يدعو يحيى جاميه الى "احترام خيار شعب غامبيا السيادي (...) ونقل السلطة بلا شروط او تأخير الى الرئيس المنتخب". وعبر المجلس عن "ادانته الشديدة" لقرار الرئيس المنتهية ولايته. ودعا جاميه الى "مواصلة عملية الانتقال سلميا وبشكل منضبط وضمان امن الرئيس المنتخب اداما بارو وكل المواطنين الغامبيين"
من جهته, انتقد الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون رفض يحيى جاميه الاعتراف بنتيجة الانتخابات وطلب منه "الاحترام الكامل لنتيجتها". كما دعا الاتحاد الافريقي والمجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا وممثل الامم المتحدة في غرب افريقيا في بيان مشترك الحكومة الغامبية الى "احترام حكم صناديق الاقتراع وضمان أمن الرئيس المنتخب اداما بارو وجميع المواطنين الغامبيين".
وناشدوا جميع مكونات المجتمع الامتناع عن أي عمل عنف ودعوا "قوات الدفاع والامن الى اتمام واجباتها الجمهورية". من جهتها أدانت واشنطن "بشدة" امس السبت عدول الرئيس جاميه عن الاعتراف بهزيمته الانتخابية متجاهلا الإدانات المحلية والدولية لتبديل موقفه. وقال المتحدث باسم المجلس الأمن القومي الأميركي نيد برايس في بيان إن "الولايات المتحدة تدين بشدة قرار رئيس غامبيا المنتهية ولايته تجاهل إرادة الشعب الغامبي ودعوته إلى إلغاء انتخابات الأول من ديسمبر".
وأضاف ان "الولايات المتحدة تدعو جميع الغامبيين إلى نبذ العنف والسعي إلى تسوية سلمية", آملا في أن تكون "غامبيا أكثر حرية وأكثر ديمقراطية وأكثر ازدهارا".
وحسب نتائج الاقتراع حصل جامح على 36,6 بالمئة من الاصوات مقابل 45,5 بالمئة لبارو. اما المرشح الثالث ماما كاندي فقد حصل على 17,8 بالمئة من الاصوات في وقت بلغت فيه نسبة المشاركة في الاقتراع 65 بالمئة.
و عقب الاعلان عن نتائج الانتخابات, خرج عدد من المواطنين إلى الشوارع احتفالا بفوز بارو, وهو رجل أعمال السابق, والذي ساندته ثمانية من أحزاب المعارضة.
يذكر أن جاميه حكم البلاد بعد انقلاب في عام 1994, واكتسح الانتخابات الرئاسية في أعوام 1996 و2001 و2006 و2011 , وذلك بعد تعديل الدستور , لإزالة الحد الأقصى للمدد الرئاسية, وهي الانتخابات التي كانت المعارضة تصفها بغير "'الحرة" و "غير النزيهة".