-->

دراسة : مساحة المناطق الصحراوية المحررة، أكبر من 90 دولة معترف بها عالمياً


اعداد : سعيد زروال .
في ظل إستمرار الامر الواقع القائم على بقاء الاحتلال المغربي في المناطق الصحراوية المحتلة، وبقاء نصف الشعب الصحراوي مشتت بين مخيمات اللاجئين الصحراويين والمهجر، وأمام عجز الهيئة الأممية لأكثر من 26 سنة عن تنظيم إستفتاء في الصحراء الغربية بسبب العراقيل المغربية، أصبح من الضروري التفكير في تغيير معطيات الأمر الواقع لإثبات سيادة الدولة الصحراوية على مناطقها المحررة، ولاختبار مدى جدية المغرب في الالتزام بالميثاق التأسيسي للاتحاد الافريقي، و لفتح مجالات جديدة أمام اللاجئين الصحراويين، وتحقيق موارد مالية لدعم خزينة الدولة الصحراوية وعدم بقائها رهينة للهبات الخارجية من مساعدات و إعانات .

وقد يتفاجأ القاريء أن مساحة المناطق المحررة من الصحراء الغربية تبلغ أكثر من 71.000 كلم مربع، وهي اكبر من مساحة الكثير من البلدان ذات السيادة منها على سبيل المثال لا الحصر : ايرلندا التي تبلغ مساحتها 70.280 كلم مربع اضافة الى أكثر من 90 دولة معترف بها رسميا من قبل منظمة الامم المتحدة.
و إضافة لشساعة الاراضي المحررة تتوفر هذه المناطق على إطلالة على المحيط الاطلسي تمتد من حدود جدار الذل والعار المغربي الى غاية مدينة لكويرة وتبلغ 61 كلم. اي انها اطول مرتين ونصف من شواطيء دولة الاردن المطلة على خليج العقبة، ماقد يشكل بيئة ملائمة للتفكير في إقامة مشاريع سياحية أو قرى للصيد البحري سيكون لها أهمية كبيرة في إمتصاص نسبة البطالة في صفوف اللاجئين الصحراويين.
صورة بالاقمار الاصطناعية لشاطيء العقبة الاردني، وللشواطيء الصحراوية الممتدة من الكركرات الى لكويرة.

كيفية تمويل مشاريع إعمار المناطق المحررة؟.
لا يشكل موضوع تمويل المشاريع التنموية في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية عقبة كبيرة في ظل إستعداد بعض البلدان الداعمة للشعب الصحراوي خاصة جنوب افريقيا والجزائر وفنزويلا، لتمويل بعض المشاريع الانمائية في المنطقة، إضافة الى ضرورة التفكير في عقد مؤتمر دولي للمانحين كما جرى في الكثير من مناطق النزاعات التي دمرتها الحروب، وتقديم مشاريع من أجل النهوض بالبنية التحتية في المناطق الصحراوية المحررة، وقد تلعب منظمة الامم المتحدة دور الراعي لهذا المؤتمر لأهميته في التخفيف مستقبلا من معاناة اللاجئين الصحراويين.
التأثيرات السياسية لمشروع إعمار المناطق المحررة :
إن إعلان السيطرة الصحراوية الفعلية على المناطق المحررة يعني في نظر المنتظم الدولي اكتمال اركان قيام الدولة الصحراوية ماقد يدفع الكثير من البلدان الى الاعتراف بها بصفة رسمية، لكن هذا لا يعني التخلي عن تحرير بقية المناطق التي يحتلها العدو المغربي، بل بامكان الدولة الصحراوية وبعد اعمارها للمناطق المحررة ان تعمل على استكمال السيادة الوطنية وعلى دعم اكبر لانتفاضة الاستقلال في المناطق المحتلة.
كما ان إعمار هذه المناطق قد يؤثر على التعامل العالمي مع اللاجئين الصحراويين لدى المنظمات الدولية، لانهم قد يصبحون في نظرها  نازحين وليسوا لاجئين، لكن الوضع الاستثنائي للصحراء الغربية قد يدفع المنظمات الدولية الى الاستمرار في دعمها للصحراويين كلاجئين رغم تواجدهم على المناطق المحررة من الصحراء الغربية.
المشاكل التي ستواجه اعمار المناطق الصحراوية المحررة :
ندرة المياه الجوفية.
تثير ندرة المياه الجوفية في المناطق الصحراوية المحررة مخاوف كبيرة أمام أي خطط مستقبلية لإعمار هذه المناطق، نظراً للارتباط الكبير بين وجود المياه والاستقرار الدائم للسكان، الا ان خرائط المياه الجوفية العالمية، تثبت ان المنطقة الممتدة من لكويرة الى المناطق المحاذية للكركرات هي مناطق غنية بالمياه الجوفية، ولا تبعد هذه المنطقة إلا 70 كلم  عن بحيرة بولنوار، التي تعتمد عليها مدينة نواذبو الموريتانية كمصدر للمياه الصالحة للشرب.
والخريطة ادناه هي لمصادر المياه الجوفية في العالم، وتوضح ان المناطق القريبة من الكركرات بها احتياطات كبيرة للمياه الجوفية.
مصدر الخريطة : موقع البي بي سي.

التواصل بين أجزاء المناطق المحررة :
يشكل جدار الذل والعار المغربي مشكلة كبيرة في التواطل بين مختلف المناطق الصحراوية المحررة وهذا بسبب تداخل الجدار مع الحدود الموريتانية في أكثر من منطقة خاصة المناطق القريبة من منطقة بير امكرين الموريتانية، والمناطق القريبة من الكركرات، ما سيفرض على الطرف الصحراوي ضرورة التنسيق مع الجانب الموريتاني لضمان تواصل مباشر بين المناطق المحررة، ويمكن اللجؤ الى حل مؤقت لحل هذه الاشكال وهو إبرام اتفاق لتبادل بعض المناطق مما يسمح بضمان تواصل مباشر بين مخلف المناطق الصحراوية المحررة الممتدة من شمال منطقة المحبس الى شواطيء الاطلسي.
ينضاف الى هذا صعوبة التواصل مع مخيمات اللاجئين الصحراويين ومع الحليف الجزائري قبل إكمال طريق تندوف-شوم.
تلوث المنطقة بالالغام :
تشكل الألغام التي زرعها المغرب في مختلف المناطق الصحراوية خطرا كبيراً على أي إستقرار سكاني في هذه المناطق، مما يفرض ضرورة إدماج برامج لتنظيف المناطق المحررة في أي برامج مستقبلية لتنمية المنطقة ، وهناك بعض المنظمات غير الحكومية التي تتولى عملية تنظيف المنطقة من الالغام والأجسام المتفجرة التي خلفتها المواجهة العسكرية بين الجيش الصحراوي وقوات الاحتلال المغربية، الا ان النسبة الكبيرة من الالغام توجد بالمناطق المحاذية للجدار المغربي، لكن هذا لا يقلل من خطورتها على أي تواجد سكاني بسبب التقلبات المناخية التي شهدتها المنطقة خاصة الامطار والسيول الجارفة التي تعتبر أهم العوامل القادرة على تغيير أماكن تواجد الالغام الأرضية.
الا ان تلوث المنطقة بالألغام لا يعد مانعا من إعمارها، لان هناك الكثير من البلدان المستقلة التي تعاني من نفس المشكلة ومنها مصر التي يوجد بها ملايين الالغام من مخلفات الحرب العالمية الثانية وحروبها مع اسرائيل، إضافة الى دول اخرى مثل : إيران وانغولا والعراق.
صعوبات تتعلق بمواقف بلدان المنطقة من عملية إعمار المناطق الصحراوية المحررة.
تتطلب عملية إعمار المناطق الصحراوية المحررة تنسيقا دائماً مع الطرف الموريتاني إضافة الى الحليف الجزائري بسبب تواجد مخيمات اللاجئين على الأراضي الجزائرية،  وهو تنسيق ضروري بسبب الحدود التي فرضها الجدار المغربي، ماقد يعني ان عملية الاعمار والإستقرار بالمناطق المحررة ستبقى رهينة بمواقف النظام الموريتاني من قضية الصحراء الغربية، وبطبيعة علاقاته مع الرباط، ينضاف الى هذا  توجسه من أي تأثير اقتصادي مستقبلي على الاقتصاد الموريتاني خاصة في حال الشروع في إقامة ميناء صحراوي على الشواطيء الاطلسية ما قد يؤثر على الملاحة والتبادل التجاري بميناء مدينة نواذيبو العاصمة الاقتصادية لموريتانيا.
كما أن الوضع السياسي المترتب عن إعمار المناطق الصحراوية المحررة سينجم عنه معارضة من قبل الاحتلال المغربي، باعتبار ان عملية الاعمار قد تهدد إتفاق وقف اطلاق النار الذي وقع عليه الطرفان قبل 26 سنة، كما قد يطالب المغرب بضمانات من جهات خارجية لضمان سلامة حركة المرور بمنطقة الكركرات.
قائمة الدول التي تقل مساحتها عن مساحة المناطق المحررة من الصحراء الغربية :
ايرلندا ، جورجيا ، سريلانكا، ليتوانيا، لاتفيا، توغو، كرواتيا، البوسنة والهرسك، كوستاريكا ، سلوفاكيا ، جمهورية الدومينيكان، بوتان، إستونيا ، الدنمارك، هولندا ، سويسرا، غينيا بيساو، مولدافيا، بلجيكا ،ليسوتو ، أرمينيا ، ألبانيا ، جزر سليمان، غينيا الاستوائية، بوروندي ، هايتي، فلسطين ، رواندا ، مقدونيا، جيبوتي ، بليز، السلفادور  ، سلوفينيا، كاليدونيا الجديدة، فيجي، الكويت، سوازيلاند ، تيمور الشرقية، باهاماس، فانواتو، جزر فوكلاند، قطر ، غامبيا، جامايكا، لبنان، قبرص، بورتوريكو، بروناي، ترينيداد وتوباغو ، الرأس الأخضر ، ساموا ، لوكسمبورغ، جزر القمر، موريشيوس، هونغ كونغ، ساو تومي وبرينسيب، الأنتيل الهولندية، كيريباتي، دومينيكا، تونغا، ميكرونيسيا ، سنغافورة ، البحرين، سانت لوسيا، أندورا، بالاو، سيشل، أنتيغوا وباربودا ، باربادوس، سانت فينسنت، جزر العذراء الأمريكية ، غرينادا، مالطا، جزر المالديف، سانت كيتس ونيفيس، جزر مارشال، ليختنشتاين، جزر العذراء البريطانية، جزيرة عيد الميلاد، أكروتيري ودكليا، جيرزي، أنغويلا، سان مارينو ، مقاطعة المحيط الهندي البريطانية ، برمودا، توفالو، ماكاو، ناورو ، جزر كوكوس، جزر الميدواي، جزيرة نافاسا، موناكو، الفاتيكان.
خريطة المناطق المحررة :
تم إعداد هذه الخرائط  إستناداً الى دراسة دقيقة لحدود المناطق الصحراوية المحررة، بدأ من جدار الذل والعار المغربي وصولا الى الحدود الجزائرية الموريتانية.
و إعتمدت الدراسة على تتبع دقيق لمسار الجدار المغربي من الشاطيء المحاذي لمنطقة الكركرات جنوب الصحراء الغربية الى غاية شمال منطقة المحبس على الحدود الصحراوية المغربية.

المراجع :
خرائط قوقل :
https://maps.google.com
موقع بي بي سي.
http://www.bbc.com/mundo/noticias/2012/04/120420_ciencia_africa_recursos_hidricos.shtml
موسوعة ويكيبيديا :
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%82%D8%A7%D8%A6%D9%85%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84_%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A8%D8%B9%D9%8A%D8%A7%D8%AA_%D8%AD%D8%B3%D8%A8_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%AD%D8%A9

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *