-->

الكركرات ورسائل الميدان


مهما تكن الخيارات أو الإحتمالات القائمة للتعاطي مع تطورات موضوع الكركرات ، فإن ما جرى ويجري قد حسم الكثير من العناوين الرئيسة ، وإن بقيت هناك عناوين أخرى تائهة بين ما يمكن أن يقع وبين إستحالة حدوثه ، بحكم أن المسألة ليست مجردة من العديد من الإعتبارات . ولسنا هنا في سياق البت أو الحسم في مسائل حسمتها معطيات الميدان ، لكن قد يكون من المهم إعادة التصويب باتجاه الإستنتاجات المستخلصة من صور وجود الرئيس الصحراوي بين مقاتلي جيش التحرير الشعبي بالأمس القريب ،وممارسة المقاتين لمهامهم اليوم وبكل صرامة وخاصة بعد حادثة إعادة بعض الشاحنات التي تحاول أن تستفز مقاتلينا بخرائط وهمية.
هي رسائل الميدان إذا ، بعيدا عن الغي ،التي أثارت الرعب في اجهزة الإحتلال الذي طالما حاول بيع الوهم للشعب المغربي ،هي رسائل الميدان التي خيبت الكثير من التقديرات وأفسدت الكثير من الدعايات .هي رسائل الميدان التي فرضت على المحتل صاغرا الجلوس معنا اليوم بقاعة جلسات الاتحاد الافريقي هي رسائل الميدان التي يبعثها معتقلينا من زنازن الإحتلال وتكرسها يوميا جماهيرنا في مواجهة مباشرة بصدور عارية مع اجهزة القمع ,هي رسائل الميدان التي تصل الرباط من كل الهيئات الدولية المجمعة على ان حق الشعب الصحراوي لا يزول بالتقادم ,و بالتالي هي ساحات عدة نجابه فيها اليوم الاحتلال بشكل مباشر وقد يكون ذالك ربما امتحاناً لمدى قدرتنا على المواجهة في جبهات عدة مفتوحة على كل الاحتمالات، ومتعددة في الجغرافيا، والتي أفضت إلى الجزم بأنّ المهادنة في الدبلوماسية لا تعني ذاتها في الميدان.
هي إذن الكركرات التي كرست صدق الإرادة وقوة العزيمة وعكست مبدأ وسيادة القرار لشعبنا الذي عادة لم ينتظر أحداً في صموده ولا في بطولاته، ولم يستأذن أحداً أيضاً في مواجهته للإحتلال ، وهو يمضي في استعادة ارضه ، ويبسط سيادته على جغرافيتها حيث يخطو جيش التحرير الشعبي الصحراوي البطل . صحيح أن كل الأنظار مشدودة إلى منطقة الكركرات والكل اليوم ينتظر ويترقب ما سترسمه من أحداث ،ولكن بالاكيد أن الذي حُسم اليوم هو الفارق بين ما قبل الكركرات وما بعدها ، وأن ما يصلح في الماضي لم يعد جائزاً في الحاضر، ولن يكون بأي حال من الأحوال مستقبلاً.‏
بقلم: لحسن بولسان

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *