-->

انضمام المغرب للاتحاد الافريقي او الإنتصار الدونكيشوتي


بعد قطيعة دامت اكثر من اثنين وثلاثين سنة انضم المغرب أخيرا الى الإتحاد الافريقي الذي هجره بعد اعتماده أوراق اعتماد الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية كدولة دائمة العضوية في منظمة الوحدة الإفريقية سنة 1984 وهو ما شكل ضربة قوية لسياسات الإحتلال الرامية الى ضم الصحراء الغربية عنوة وفشلا ذريعا لدبلوماسيته التي تتقن فن الكذب والدعاية وتزييف الحقائق التاريخية.
ولا بد من الاعتراف بأن بنادقنا التي هجرناها بعد وقف إطلاق النار كان لها الدور الفعال والأساسي في تحقيق انتصار بحجم ولوج الدولة الصحراوية منظمة الوحدة الإفريقية واعتراف عدد كبير من دول العالم بعدالة قضيتنا وشرعية كفاحنا،ولولا تلك التضحيات الجسام لأسود جيش التحرير الصحراوي البطل لما وصل صوتنا الى العالم برمته، وهذا ما يعزز دور الجبهة العسكرية في تحقيق المكاسب الدبلوماسية التي تحققت قبيل توقيع اتفاق وقف إطلاق النار سنة 1991.وبالعودة الى حدث انضمام المغرب الى الإتحاد الإفريقي وجدلية ˝عودة ˝ام ˝نضمام˝،لابد من الإشارة الى أنه مهما كانت التسمية أو المفهوم، فإن وجود المغرب في الاتحاد الإفريقي بعد قطيعة طويلة ينطبق عليه تماما المثل الشعبي القائل(صام عام وأفطر اعلى جرادة).فالمغرب الذي خرج من منظمة الوحدة الإفريقية في الثمانينات بسبب وجود الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ،هاهو ينضم اليوم الى الإتحاد الإفريقي والدولة الصحراوية ليست عضوا فيه فحسب،بل عضوا من الأعضاء المؤسسين لهذا الإتحاد،وبالتالي فإن مبررات خروج المغرب من المنظومة الإفريقية لازالت هي ذاتها،فما الذي تغيير حتى يهلل المخزن المغربي لهذه الخطوة ويعتبرها نصرا مبينا؟ويبدو أن المغرب قد قرأ مفهوم(تحويل الهزيمة الى نصر) بالمقلوب،فبدأت أبواق دعايته تهلل لنصر وهمي او كما يقو المثل الشعبي (برحي يالالة بشماتك)، فوجود المغرب في الإتحاد الإفريقي يمثل تناقضا صارخا مع مبادئ السياسة المغربية وثوابتها التي لا تعترف بالدولة الصحراوية،وبالتالي فكيف يقبل المغرب بالانضمام لهذا المنتطم الافريقي الذي يعترف بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية،أليس هذا هو التناقض في حد ذاته؟وتذكرني الحالة الهيسترية التي ميزت سلوك المغرب بعد انضمامه للإتحاد الإفريقي وإعلانه عن انتصاره في معركة الانضمام بقصة دونكيشوت وانتصاراته الوهمية في معركتي الطواحين الهوائية وقطيع الغنم التي لم يجني من ورائها سوى الجراح والكدمات،كذلك هو حال المغرب الذي خطى خطوة عملاقة في طريق اعترافه بالدولة الصحراوية،والتاريخ يؤكد أن المغرب الذي لم يكن يعترف بموريتانيا أبان تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية بحجة أنها جزء لا يتجزأ من الإمبراطورية المغربية الوهمية قد جلس مع بلاد شنقيط في تلك المنظمة قبل أن يعترف بها بعد ست سنوات من وجودهما معا في منظمة الوحدة الإفريقية،وهاهو التاريخ يعيد نفسه اليوم ،فالجمهورية الصحراوية والمغرب جنبا الى جنب في الإتحاد الإفريقي وما على الدبلوماسية الصحراوية سوى التشمير عن سواعدها من خلال التغلغل أكثر في العمق الإفريقي وخلق ساحات هجوم ضد المغرب في هذا المحفل الإفريقي بدل انتهاج سياسة الدفاع النفس التي أرغمنا عليها الاحتلال المغربي في السنوات الفارطة،فإنضمام المغرب للإتحاد الإفريقي ليس حبا في إفريقيا أوكما يقو المثل العربي(لأمر ما جدع قصير أنفه).
بقلم الأستاذ:التاقي مولاي ابراهيم

Contact Form

Name

Email *

Message *