-->

لقد تبين أن إسرائيل في اللعبة والحرب الإقليمية الخفية ستستمر .


بقلم : مبارك الفهيمي
بعدما نشرت مقال قبل أيام بعنوان "رأي : هل لإسرائيل دور في دخول المغرب للإتحاد الإفريقي ؟ " والذي نشر في مجموعة من المواقع الصحراوية واخرى جزائرية , خرج علينا البعض من الأزقة الخلفية ليقول أن ربط انضمام المغرب للإتحاد بالتأثير الإسرائيلي يعد تخريفيا , بحجة أن بعض الدول التي عارضت دخول المغرب للمنظمة القارية تتواجد في عواصمها السفارة الإسرائيلية . ورغم أني مطلع على هذا المعطى بشكل جيد لكنه لا يعني أبدا إلغاء الدور الإسرائيلي في التحركات المغربية الأخيرة بتنسيق مع الفرنسيين كون إفريقيا هو الحلم الإقتصادي الإستراتيجي للعالم . ومع ذلك تقبلت هذا في إطار إثراء النقاش و الكتابات بهدف إيجاد مجموعة من الإجابات المنطقية و الموضوعية عن الكواليس السياسية الأخيرة داخل القارة السمراء . ولم تمر سوى أيام قليلة حتى بدأ الرأي العام الإفريقي يتابع مجموعة نصوص وجمل تتناول العلاقات الإسرائيلية الإفريقية التي تسير في تطور وتصاعد , حيث لم تخفي تلك الكتابات التأثير الإسرائيلي في القارة السمراء , و الدور الإقتصادي الكبير الذي تقوم به إسرائيل في بلدان القارة , والمساعدات المالية و العسكرية ومدى عمق العلاقات تاريخيا وحاضرا وهو ما تحدثت عنه في مقالي السابق . فإثارة الموضوع الإسرائيلي وعلاقته بالقارة السمراء يأتي في التزامن مع انضمام المغرب للإتحاد الإفريقي مؤخرا , نتممنى أن لا تقولوا صدفة ! .فمقال نشره الإعلام الإثيوبي ل "جوزيف رواغاتار " والذي تناولته وسائل إعلام جزائرية عكس طبيعة العلاقات الإفريقية الإسرائلية ودور هذه الأخيرة في مجموعة بلدان إفريقية وتوغلها في أغلب مؤسسات" الماما أفريكا ", متحدثا عن " تجذّر عبري في الأدغال " متسائلا "ماذا جنت إفريقيا من قطع العلاقات مع إسرائيل؟" , ولكن أهم ما جاء في مقاله في تصوري هو أن " 3 رؤساء حكومات و 40 وزيرا و150 من أعضاء البرلمانات و100 محاضر في الجامعات و400 من مدراء التعاونيات و350 من رؤساء النقابات العمالية و37 من أمناء الاتحادات النقابية في إفريقيا ممن درسوا في إسرائيل وأصبحوا من أكثر المؤيدين لها." . ونقولها مرة أخرى أن إثارة الرأي العام لهذه المواضيع يأتي في التزامن مع دخول المغرب .الان لن يُجَادِلُنَا أحد عندما نقول أن بعض البلدان الإفريقية أصبحت قاعدة انطلاق لجهاز الموساد الإسرائيلي في عملياته الإستخباراتية لحماية ما يعرف بالأمن القومي الإسرائيلي , وضرب ما تراه إسرائيل تهديدا لأمنها القومي , وهنا حينما يتحدث ضباط الموساد عن الأمن القومي فجميع النقاط العربية و الغير عربية مستهدفة , ونخص بالذكر دولة في المغرب العربي والتي تقود حروب استخبارتية على جميع الأصعدة ضد الأجهزة الإسرائلية فوق التراب الإفريقي , في مقابل انبطاح عربي وتحالف مخزي مع الإسرائليين من جيرانها , بل وغض الطرف عن الطائرات التابعة للموساد المنطلقة من تونس والتي حلقت ولا زالت لرصد المنشآت العسكرية الجزائرية بحجة مراقبة الجماعات الإرهابية في ليبيا وجبل الشعانبي التونسي, دون أن ننسى تسلل جنسيات إفريقية وعربية لداخل الجنوب الجزائري والعمل في خلية أستخبارتية إسرائلية دولية وباليات تكنولوجية حديثة , والأكيد أن هذه الحرب الخفية التي يحارب فيها الناطق بالعبرية على الحدود العربية و الإفريقية ستنعكس على سياسات الدول وستكون محددا حاسما في استراتيجيتها الخارجية دوليا وإقليميا . من ناحية المبدئ فموقفنا هو موقف المقاومة و التصدي لمخططات الإسرائيلية في المنطقة إلى جانب الجزائر , وهو موقف نتاقطع فيه مع دولة الممانعة في المغرب العربي ونحن نفتخر بذلك , والإحتلال المغربي لا يقلقني تحركه في القارة ذهابا وإيابا بقدر ما تقلقني التحركات الإسرائلية التي تتحرك على ظلها الأجهزة المغربية لاستهداف التوجهات المناهضة للإستعمار في القارة ,والقضية ستكون في مقدمة هذا الإستهداف وهو ما ينذر بدخول القضية الصحراوية مواجهة سياسية مع قوى مغروسة في الشرق الأوسط ــ إسرائيل ــ راكمت حروب عسكرية و استخباراتية و سياسية لا يستهان بها , مما يطرح مجموعة تساؤلات عريضة هل الأدمغة الصحراوية اليوم وهنا لا أتحدث عن الديبلومسي و الامني فقط قادرة على مواجهة هذه التحديات ؟ هل الذين يضيعون الوقت في متابعة " التفيتيت العيان " من النخبة الصحراوية و المثقفين ستكون لهم القدرة على مواجهة التحديات القادمة ؟ . على العموم نتمنى ذلك .

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *