-->

محاكمة معتقلي أكديم إزيك والإبداع الصحراوي المثير


بقلم :لحسن بولسان 
لقد أثبتت الأيام أن شعبنا يمكنه أن يبدع ليس فقط بتطوير الكفاح المسلح والعمليات العسكرية النوعية ،بل أيضا في اشكال المقاومة الشعبية السلمية ويجعل من المستحيل ممكنا ،ولا يفوت أية فرصة حتى يجسد ميدانيا قدرته على التحدّي والصمود. وقد ساهم الوعي المتطور لشعبنا بشكل لافت في لعب دور بارزفي تعميق وتجذر الحس الوطني ،ونرى اليوم كيف أن الوعي الجماعي لشعبنا وخاصة بساحة الارض المحتلة وجنوب المغرب والمواقع الجامعية ،شكل قاعدة في الوعي المتطور والمتجدد قد تمفصل مع هذه التجربة متحولا من شكله الحماسي إلى وعي مؤطر ومنظم قادر على تجديد نفسه في أطر وهياكل، مبدعا ومبتكرا أساليب مقاومة جديدة في كل مرحلة.ولا بد لنا في هذا المقام أن نشدد على حتمية الإهتمام اكثر بهذه الجوانب الإبداعية الناصعة في المقاومة الصحراوية وكيف إستطاع الإنسان الصحراوي منذ غزو وطننا التكييف مع الظروف الصعبة وشكل من حياته سواء تحت الإحتلال أو في السجون أكاديمية ً أعطت الكثير من حالات الابداع التي قهرت السجن والسجان سواء بقلعة مكونة او اكدز وتازمامارت أو سلا وغيرهم من سجون الاحتلال .وقد لا يسمح المجال حاليا أن نتحدث بإسهاب عن عديد التجاريب الصحراوية سواء بالسجن أو خارجه وكيف خاض الانسان الصحراوي إمتحان الذات في صراع الإرادات بين الإنسانية والوحشية وسلاحه :عشق الحرية والإنعتاق .لقد تجسدت تلك الإرادة اليوم من جديد من خلال أطوار محاكمة أبطال ملحمة أكديم إزيك التي إعتمدت على وحدة الموقف ،وإستندت لمساندة ودعم حماهيري تاريخي.فسواء بقاعة المحكمة أو بخارجها أبدع الجميع في المرافعة عن قضية شعبنا بأساليب حضارية راقية نوعية أربكت أجهزة الاحتلال كانت قضائية أو أمنية لتبرهن جماهيرنا من قلب عاصمة المحتل أن النجاح الصحراوي لا ينتهي وليس له حدود:فكل معتقل وهو يرافع إلا ويصيب القضاة والحضور بالدهشة ،مرافعة فيها من الإبداع والحمولة السياسية والحقوقية التي ربما تتجاوز فهم من يدعي القضاء والحكم بالعدل .أما خارج القاعة فالجميع عاين كيف أن إبداع الجماهير في خلق أساليب نوعية من التعبير كسرت كل الحواجز والقيود .بخلاصة إنه "الإبداع في حضرة الألم " فترى كيف تحيط بهم كل اجهزة القمع المغربية المدعومة بالبلطجية ، إلا أن صوتهم القوي ، الهادر وحده كفيل بأن يفشل كل محاولات التأثير على هذا الصوت الصحراوي المجلجل الجارف بعاصمة المحتل .فمن رحم المعاناة يولد الإبداع ،ورغم الصعاب ومعاناة السفر إلا أن جماهير شعبنا أثبتت أنها على قدر التحدي والمسؤولية رغم ما تواجهه من حصار و قيود، ،جماهير قسمت ان لا تخمد لها نار حتى التحرير ، فترى علامة النصر تعلو في سماء عاصمة الاحتلال مجسدين مقولة الشهيد الولي سننتصر عندما ننقل الحرب الى قلب عاصمة العدو ،هي لوحات جديدة نوعية يبدعها الصحراويون تحمل رسائل تنقل آلام شعبهم ومعاناتهم للعالم ، ولكن كذالك إصرارهم كسر محاولات إقتلاع الإنسان الصحراوي أو تفكيك أنتفاضته أو التغلب على إرادته والحد من عزيمته ،فتحية تقدير لكل مناضلينا من أباء وأمهات وإخوان وأ خوات وحقوقيين وإعلاميين ومتضامنين وطلبة صحراويين يخلقون جيل التحدي والابداع يوفق بين واجبه الوطني وحقه في اكتساب العلم والثقافة ،مع إيمانهم أن ساعة النصر أتية ،وسيبزغ فجر الحرية لهذا الشعب الصامد الذي رغم المحن والشدائد يصنع من صموده إبداعا ونورا يضىء الطريق نحو التحرير والإستقلال الكامل.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *