-->

يحكى أن... !!!


يحكى في زمن قريب أن طلابا شبانا كانوا يدرسون بموقع جامعي يسمى أكادير زهدوا في رغد حياتهم المتواضعة..في دراستهم..في مايملكون ... وانبعثوا في لحظة حاسمة على هيئة رجل واحد ليخلصوا جسدا طلابيا صحراويا متهالكا بعدما كان مفتول العضلات..جسدا شوهته أيادي متسخة اتساخ انتهازيتها ووقاحة "بولستها"، جعلت من الساحة الجامعية شباكا أوتوماتيكيا لسحب النقود مقابل الوشاية بأبناء الجلدة الواحدة..
كانوا ثلة من الطلبة الذين أطعموا من وقتهم، من أجسادهم لفعل تصحيحي ينظف هذا الموقع الجامعي من هذه الوجوه المكفهرة كوجوه الشياطين التي مافتئت تواصل تدمير صرح الطلبة الصحراويين الذي بنوه بدماء أجيال متلاحقة....كانت أضوائهم الثورية المستندة على القيم والمبادئ النبيلة تضيء على الآخرين لتفضح انتهازيتهم وعمالتهم... كان بإمكانهم أن يحصلوا على أي مآرب شخصية، بإمكانهم أن يبيعوا بضعة أشهر من فعلهم النضالي بأثمان خيالية لكنهم لم يفعلوا لأن ثروتهم كانت تلك المبادئ السامية والقيم النبيلة التي ورثوها من فكر الشهيد الولي..كانوا رفاقا مولعين بالنضال حد الجوع والظمأ يتهافتون على أي مائدة تطرح فيها أطباق من الفعل الوطني التحرري الممزوج بتوابيل الصمود والتحدي ..أعادوا في بضعة أشهر وأيام معدودات للجسد الطلابي هيبته ووضعوا على هامته إكليلا من الجمال بجميل صنيعهم المستمد من تضحياتهم وعطاءاتهم التي لاتنتهي والتي وصلت إلى درجة ينامون فيها وأعينهم تفيض من الدمع بجراحات الوطن ورؤوسهم مشتعلة بالتفكير في مستقبل شعب هذا الوطن.. وبينما هم كذلك كانت خفافيش الظلام تتآمر عليهم في غرفها المظلمة وتنسج خيوط مؤامرة اختاروا لها مراكش مكانا وكانون الثاني زمانا وصراعا مجانيا داميا موضوعا لها...وقعت الواقعة كما خططوا لها وكانت لوقعتها فاجعة..انتشت تلك الأيادي الرجعية باقتياد أولئك الأبطال مكبلين بالأصفاد إلى السجن وسرابيلهم تخفي أجسادا رسمت عليها خارطة جراحات الوطن..كانوا يظنون حينها أنهم استطاعوا توجيه الرصاصة القاتلة للجسد الطلابي وأعلنوا في جنازة محتشمة أن الزخم الثوري بالموقع الجامعي قد انسحب على رؤوس الأصابع ورقصوا على جثة توهموها جثة هذا الجسد لكنهم فقدوا الصواب حين استفاقوا ليجدو ذلك الزخم الثوري عاد كالبحر هائجا صاخبا على عجل..فأولئك الأبطال كانوا قد نثروا بذور ثورة العشرين من آيار الخالدة على تربة هذا الموقع التي أنبتت سنابل ثورية متوهجة أنارت دروب نضاله العسير الطويل ليتواصل بذلك المسير..فسلام عليكم يامن كنستم الموقع من غبار الانتهازية و"البولسة" كما تكنس الأوساخ من الفراش فأعدتم له بريقه بنقائكم وطُهر فعلكم..سلام عليكم رفاق الشهيد الولي وأحفاد تراثه الفكري التحرري القابضين على جمر المبادئ والمثل الوطنية النبيلة، يامن وقفتم مخلصين للوطن فاحتضنكم في وقت أخلص فيه بعضهم لانتماءاته القبلية والجهوية فعافه الوطن..سلام عليكم أيها المارون عبر زنازن سجن لوداية التي لم تثنكم وحشتها ولا قساوة سجانيها عن مواصلة السير بين دروب التضاريس النضالية الوعرة..
بقلم الصالح بوغريون
بتاريخ 31 مارس/آذار 2017

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *