-->

أسباب التراجع المغربي الجزئي من الكركرات؟


بقلم: ازعور ابراهيم.
عندما تجاهلت الجزائر توسلات مغربية رسمية وشعبية كثيرة بفتح الحدود المغلقة بين البلدين منذ العام 1991، فكر المغرب في العثور على نقطة بديلة،ليقع الاختيار على نقطة بعيدة عن أنظار الصحراويين في أقصى الحدود الصحراوية مع موريتانيا،وبدت الأعمال علي مراحل،مخافة جلب انتباه البوليساريو التي توقعوا حضورها خلال اليوم التالي؛لكن البوليساريو غابت يومئذ عن المشهد،لتبدأ الخطوة الثانية،وهي نصب خيم وفتح ثغرة في الجدار،وبعد اسبوع سمحوا لعدد محدود من التجار الموريتانيين بالمرور،وكانت تلك الخطوة بمثابة اختبار لسلامة المسلك في انتظار ردة فعل الطرف الآخر،الذي يبدو أنه تقاضى بشكل متعمد عن الخرق الواضح لقرار وقف إطلاق النار.
وفي اغسطس من العام الماضي،قرر المغرب القيام بخطوة أخرى،قياسا على مافعله مع نهاية الحرب، بحيث بدأ بأعمال تهيئة لشق طريق يربط المعبر بالأراضي الموريتانية،لكن المفاجأة تمثلت في حضور الجيش الصحراوي هذه المرة،وشاهد المغاربة لأول مرة منذ العام 91 فوهات الرشاش من عيار 23 ملم وهو ينظف حنجرته،ويحضر نفسه للكلام.وهذه المرة تراجع المغرب أمام لغة التهديد بالعودة إلى شبح الهزائم.
وبعد نصف عام،بدأ الجيش الصحراوي في تعزيز تواجده،حيث انتقل من مجرد سيارات في وضع قتالي،الى خيام ثم مراكز،ويبدو أنهم بصدد الانتقال من دور الشرطي الذي يقوم بتصفية الازدحامات المرورية إلى فرض رقابة على المعبر والتحكم فيه.وبعد فشل سلسلة من الوساطات السرية،لإرجاع الوضع الى ماكان عليه قبل أغسطس على الأقل.قرر الملك التراجع،وهي خطوة تكتيكية لإجبار الجبهة على ترك مواقعها هناك،لكن الجبهة التي غيرت رأسها لم تعد تفكر كما كانت،لذلك هي ترى الآن بأن وجود المعبر هو استمرار للعدوان لكن بوسائل اقتصادية،بحيث يقوى المغرب من خلال ما يتم نهبه من ثروات المنطقة ،وترى أيضا بأن القضية هي ملف فرعي من ملف كبير إسمه الصحراء الغربية.وعلى هذا الأساس تقرر البقاء هناك.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *