الشعب الصحراوي يخلد الذكرى الـ14 لانتفاضة الاستقلال بالاراضي المحتلة من الصحراء الغربية
الصحراء الغربية 21 ماي 2019 (وكالة الانباء المستقلة) - تحل اليوم الذكرى الرابعة عشرة لانتفاضة الاستقلال المباركة التي خرجت فيها الجماهير الصحراوية بمدينة العيون المحتلة حاملة الشعارات المنادية بحياة الشعب الصحراوي والمنددة بالاحتلال المغربي وسياسياته بالمنطقة والأعلام الوطنية المعبرة عن تشبث هذه الجماهير بخيار الاستقلال الوطني من خلال ممارسة الشعب الصحراوي لحقه في تقرير مصيره.
وقد جاءت هذه الانتفاضة في خضم تقاعس المنتظم الدولي عن تطبيق الشرعية الدولية وتماطل العدو المغربي في الامتثال لها مسنودا من بعض القوى العظمى ، ليتوجها بمحاولات إيجاد حلول أخرى للنزاع خارج الإطار الدولي.
هذا التوجه فرض على جبهة البوليساريو الرد الصارم على مثل هذه المحاولات الرامية إلى فرض أمر الواقع الاستعماري وتغيير بوصلة الحل ، فكان لابد من التعبئة والتجند لدحر مؤامرات الاحتلال المغربي ، فجاءه الرد من حيث لا يحتسب ؛ لتخرج الجماهير الصحراوية في مسيرات ووقفات واعتصامات سلمية مطالبة بإحقاق الحق والاصطفاف وراء ممثلها الشرعي والوحيد الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب في الدفاع عن طموحات وآمال الشعب الصحراوي في الحرية والاستقلال الوطني.
هذا وتعتبر 21 ماي 2005 ذكرى خالدة في تاريخ شعبنا المكافح والتي أحدثت تحولات جذرية وعميقة في طرق وأساليب المقاومة المريرة في التصدي لأطماع الاستعمار والتوسع ؛ ف10 ماي 1973 تأسيس الإطار السياسي المعاصر الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ، 20 ماي 1973 اندلاع الكفاح المسلح والرقى إلى امتشاق البندقية في عملية الخنكة إيذانا بخوض حرب ضروس شاملة وكاسحة ، وفي 21 ماي 2005 ومن قلب الأرض المحتلة في العاصمة العيون وأمام خمول الأمم المتحدة في التعجيل بممارسة شعبنا لتقرير مصيره المفضي إلى الاستقلال واستجابة لإشارة القيادة السياسية انتفضت جماهير شعبنا بالأعلام الوطنية ضد نظام الاحتلال المغربي مدشنة محطة تاريخية أخرى متقدمة وبأساليب سلمية تحطمت بفعلها الميداني هواجس الخوف والتعتيم التي هيمنت طوال 40 سنة مارس خلالها العدو كل الأساليب الوحشية بما فيها الاختطاف والقتل والاختفاء القسري والمحاكمات الصورية والتنكيل والحصار الجماعي
كما تعتبر انتفاضة الاستقلال نوع آخر بحيث لم تكن محدودة في الزمان باعتبارها انتفاضة مرتبطة بالاستقلال ولا في المكان والتي شملت خارطة الشعب الصحراوي من أمحاميد الغزلان شمالا إلى مدينة الداخلة جنوبا وكذا الصحراويين المتواجدين في المواقع الجامعية المغربية"
انتفاضة الاستقلال اليوم أصبحت فكرا متجذرا لدى كافة جماهيرنا المقاومة ونضال ميداني استراتيجي حققت من مكاسب وانتصارات عملاقة خلال 14 سنة من التصعيد الدائم ضد الاحتلال من أبرزها وحدة وطنية فولاذية تكسرت عليها كافة الخطط التآمرية والحلول المشبوهة وارتقت إلى تعرية حقيقة نظام الاحتلال وعمقت من عزلته على المستوي الدولي.
ويعد خيار المقاومة السلمية (انتفاضة الاستقلال) الذي دشنته جماهير شعبنا يوم 21 ماي 2005 جبهة تصادمية أخرى مفتوحة على العدو وبمختلف الطرق والأساليب التي تتفنن فيها عبقرية المقاومين في ابتداع الجديد من أجل إحراز مكاسب أكثر والتقدم نحو مرحلة إخضاع العدو الغازي لإرادة شعبنا في الحرية والاستقلال .