-->

46 سنة على تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب الوقوف على تجربة زاخرة بالمكاسب و حبلى بالمصاعب


الصحراء الغربية 10 ماي 2019 (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) انعقد المؤتمر التأسيسي
للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ايام 29 و30 و31 ابريل وانتهى صبيحة 1 مايو 1973، لكن تم الاعلان الرسمي عن تاسيس الجبهة بوم 10 ماي من نفس السنة، وهو المؤتمر الذي كان محصلة لجملة من الافكار بعد مناقشات امتدت عدة ايام في ظل ظروف دولية وجهوية لم تكن جبهة البوليساريو قد تبلورت كحركة تحرير في المنطقة وبعد محاولة اسبانيا اجهاض المقاومة الصحراوية والحركة الطليعية لتحرير الصحراء التي اطرت لانتفاضة الزملة التاريخية يوم 17 يونيو1970، فجاء إعلان ميلاد الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب يوم 10 ماي متخذه من العنف الثوري عبر الكفاح المسلح ، نهجا من اجل الحرية والاستقلال .
وصدر عن المؤتمر بيان سياسي، حلل الوضع والأسباب العميقة التي دفعت الشعب الصحراوي إلى امتشاق البنادق وإعلان الكفاح المسلح ضد الإدارة الاستعمارية الإسبانية وذلك بعد فشل كل أساليب النضال السلمي التي قمعت بعنف وهمجية من قبل المستعمر في 17 يونيو 1970.وحمل المؤتمر اسم الفقيد محمد سيدي ابراهيم بصيري مؤسس حركة تحرير الساقية الحمراء او ما عرف بالحركة الطليعية لتحرير الصحراء و الذي اختطفته السلطات الاسبانية مباشرة بعد مجزرة الزملة بمدينة العيون عاصمة الصحراء الغربية والذي يظل مصيره مجهولا على ذمة اسباينا بحسب مسؤولي جبهة البوليساريو.
و أعلن البيان بعبارات واضحة الأسباب التي أدت إلى تبني خيار" العنف الثوري" مؤكدا على أنه لم يكن هناك غيره: "إزاء تشبث الاستعمار بالبقاء مسيطراً على الشعب الصحراوي العربي الأبي، ومحاولة تحطيمه بالجهل والفقر والتمزق وفصله عن الأمة العربية... وإزاء فشل كل المحاولات السلمية .. تتأسس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، كتعبير جماهيري وحيد متخذة العنف الثوري والعمل المسلح وسيلة للوصول بالشعب الصحراوي العربي الإفريقي إلى الحرية الشاملة من الاستعمار الإسباني... بهذه الافكار والمعاني الثورية التحررية رسم البيان الاول لتأسيس جبهة البوليساريو وإعلان الكفاح المسلح ضد الاستعمار الاسباني في الصحراء الغربية يوم 10 ماي 1973وبعد عشرة أيام من ذلك التاريخ جسدت جبهة البوليساريو ميدانيا محتويات بيانها التأسيسي، بشن هجوم على حامية إسبانية في بلدة الخنكة، الواقعة في وسط شمال الصحراء الغربية.
وبذلك ارتسم كفاح طويل في مواجهة الاستعمار ومن بعده شركائه في اتفاقية مدريد الثلاثية والذي لازال متواصلا حتى اليوم وإن كان عبر اساليب سلمية سواء بانتفاضة الاستقلال بالمناطق المحتلة او التضحيات في مخيمات اللاجئين الصحراويين والانخراط في مخطط التسوية الاممي الذي لم يستجيب حتى اليوم لتطلعات الشعب الصحراوي ما يطرح مسئولية جديدة على جبهة البوليساريو التي تناضل من اجل استقلال الصحراء الغربية و قياداتها السياسية في استلهام دروس التجارب السابقة حتى لا تتكرر في المنطقة و نشهد فراغا جديدا غير مسبوق يؤطر للغرباء في العودة ن حيث خرجوا أو يصبحوا هم الحكم و المنقذ الذي نحتكم اليه:!!
ضمن هذا السياق تستوقفنا تجربة زاخرة بالمكاسب و حبلى بالمصاعب و المتاعب، التي تتوجب علينا فرادا و جماعات أن نعطيها ما تستحق من دراسة و تدوين و تمحيص.
ذلكم أن الكتابة مسئولية النخبة و رسالة المثقفين في الأمة، كما هي بصمة انسانية على جبين التاريخ الذي نكتبه كل يوم و نطوي صفحاته و في غالب الأحيان بدون توقيع:!!
و في تاريخ المقاومة الصحراوية و تدبير شأنها عبر مراحلها المختلفة تتجلى أشياء غريبة و مفارقات تاريخية، من الأهمية بمكان التوقف عندها ليس بغرض التوظيف الاعلامي أو السياسي، بل و أيضا لاستلهام الدروس و معرفة مكامن القوة نقاط الضعف حتى لا نظل نكرر ذات الأخطاء و نقع في نفس المطبات و إن اختلفت الأشراك و تنوعت الأساليب و اختفت بعض المسميات أو تغيرت بعض المعطيات!؟
هنا يستوقفنا قول مشهور لأحد الحكماء "أن التاريخ لا أحد يتعلم منه بالتلقين بل بالأخطاء" ...
إن مرور 46 سنة على تأسيس جبهة البوليساريو يطرح على الأطر و القيادات مسؤولية مراجعة الاداء والعودة الى الذات و المساهمة في تنقيح التجربة و صقلها مما علق بها من شوائب جراء التوظيف السياسي الاعلامي، و تدوين و توثيق جوانبها المضيئة و الوقوف عن المزالق و المطبات التي وقع فيها التنظيم السياسي خلال الاربعين سنة الماضية، و التفكير بصراحة و نقد التجربة بكل تجريد و موضوعية و بعيدا عن الانتقائية الاعلامية و التوظيف السياسي.
بقلم الكاتب : السالك مفتاح

Contact Form

Name

Email *

Message *