تحقيق أمريكي : “على الرغم من قلة الإمكانيات لبوليساريو تنتصر دبلوماسياً وإعلامياً على المغرب”.
أكدت مجلة الفورين بوليسي الأمريكية ذائعة الصيت في مقال مطول اليوم الخميس 09 ماي 2019، أن الدبلوماسية الصحراوية حققت في السنوات الأخيرة انتصارات على نظيرتها المغربية على الرغم من قلة الإمكانيات، والظروف الصعبة، وضخامة اللوبي المغربي.
وفِي ذات السياق أكدت المجلة أن الجمهورية الصحراوية لديها العديد من السفارات والبعثات الدبلوماسية في الخارج، خاصة على مستوى الاتحاد الأفريقي، كما تمتلك جبهة البوليساريو عديد الممثلين الدائمين في كل عواصم الاتحاد الأوروبي تقريبًا، وروسيا والولايات المتحدة وأستراليا والعديد من الدول الأخرى، بالإضافة إلى ممثلين لدى الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، وتظهر البيانات من خلال التقارير الصحفية والإخبارية أن ممثلي البوليساريو والجمهورية الصحراوية قد التقوا بممثلين عن حكومات العالم أكثر من 250 مرة خلال السنوات الخمس الماضية.
هذه الجهود الدبلوماسية تؤتي أكلها ببطء:
كل عام تظهر جهود جديدة لإدراج مراقبة حقوق الإنسان كجزء من مهام بعثة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية المينورسو، وهو جهد قاومته الحكومة المغربية بقوة، علاوة على ذلك يستمر الدعم الرسمي لموقف البوليساريو في العديد من البلدان بشكل متزايد، ويتلخص ذلك في موقف الحكومة السويدية بشأن الصحراء الغربية مثلا والتي تؤكد أنها “تحت الاحتلال”، وهو مصطلح تدينه الحكومة المغربية.
قبل ذلك ببضع سنوات تحديدا عام 2012، دعا البرلمان السويدي إلى الاعتراف بالجمهورية الصحراوية، وفي أكتوبر 2017 ، أدلى السيناتور الإيطالي ستيفانو فاكاري بشهادته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة حول الاستغلال غير القانوني لموارد الصحراء الغربية، كسبت البوليساريو حلفاء مثل هؤلاء في العديد من الحكومات الأجنبية، على الرغم من عدم وجود دعم بالإجماع للبوليساريو إلا أنها لم تهدر الوقت في البحث عن أصدقاء جدد في عصر الجمود.
كانت جنوب إفريقيا حليفًا موثوقًا بشكل خاص لجبهة البوليساريو ، بل ذهبت إلى حد توقيف سفينة تحمل شحنة مغربية من الفوسفات الصحراوي المنهوب بطريقة غير شرعية، وذلك في كيب تاون يونيو 2017. وتمت مصادرة الشحنة التي تبلغ قيمتها 5 ملايين دولار، وكذا الجهود التي تقوم بها جنوب إفريقيا أيضًا ضمن مجموعة التنمية جنوب القارة، وهي منظمة حكومية دولية تضم 16 دولة عضوًا، حيث جددت المجموعة مؤخرا تضامنها الثابت مع الصحراء الغربية.
جبهة البوليساريو تدفع الدبلوماسية المغربية إلى زيادة حدة هجومها المضاد:
في هذا الإطار أشار كاتب المقال الدور الذي لعبه ممثل الجبهة في فرنسا أبي بشرايا البشير الذي يمتلك موهبة خاصة في مواجهة الرسائل المغربية، ففي العام الماضي ظهر على قناة France 24 في وقت الذروة للاعتراض على مزاعم وزير الخارجية المغربي ناصر بوريتا، بأن إيران كانت تجهز وتدرب مقاتلي البوليساريو عبر حزب الله.
حيث قام بخطف الأضواء من قلب عرين الأسد في الإعلام الفرنسي لصالح القضية الصحراوية، حيث تمكن ممثل جبهة البوليساريو من استخدام أبرز وسائل الإعلام الفرنسية لمواجهة المطالبات المغربية قبل أن يعتبره الجمهور انتصارًا كبيرًا.
ودفعت جبهة البوليساريو الدبلوماسية المغربية إلى زيادة حدة هجومها المضاد في أستراليا مثلا حيث أقامت البوليساريو وجودًا دائمًا في كانبيرا منذ عام 1999. حيث كان يعمل سفير الحكومة المغربية لدى أندونيسيا كممثل في أستراليا، كما كانت عليه منذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية في عام 1976، وبعد خمس سنوات من افتتاح مكتب البوليساريو ، فتح المغرب سفارة قائمة بذاتها إلى أستراليا (ونيوزيلندا).