-->

وقف نهب ثرواتنا : نهاية احتلال ارضنا


لا شك ان اسباب الحملات التوسعية الاستعمارية و التكالب الاجنبي على وطننا منذ بداية القرن الماضي الى الان ، كان و لايزال بسبب توفره على مخزون هائل من الثروات الطبيعية و هو ما دفع اسبانيا الاستعمارية الى التخاذل و نقض وعدها بتصفية الاستعمار من الصحراء الغربية ، و هو ايضا سبب طمعها التوسعي الذي ابانت عنه في حملتها الفاشلة سنة ١٩٦٦ و ما تلى ذلك من محاولات افشلتها المقاومة الصحراوية ونضالات الجماهير الباسلة التي لا تستكين للاستعمار (نضالات المنظمة الطليعية ٦٧ ـ ٧٠ ) ما حذى بالقوى الاستعمارية الى التحالف الظالم الذي جسدته اتفاقية مدريد المشؤومة تحت رعاية فرنسا الاستعمارية والذي دعمته بالعطاء السخي لقوى الشر و الطغيان على مدى ١٦ سنة من الحرب التحريرية المظفرة التي خاضها جيش التحرير الشعبي الصحراوي البطل بكل قوة ومهارة ، فرضت على المحتل المغربي الرضوخ والاستسلام لارادة المنتظم الدولي في تنظيم استفتاء تقرير المصير المتفق عليه في خطة التسوية ٠٦ سبتمر ١٩٩١، الا ان الطمع في مواصلة استنزاف الثروات حال دون ذلك . كما ان ما تزخر به بلادنا من ثروات ظلت سببا في حروب الابادة التي مورست ضد شعبنا و على مدار حقب مختلفة من تاريخه البطولي بغية السيطرة على موارده و استغلالها بجشع ، بنية مبيتة لتغييبنا حتى لو تطلب الامر محونا من الوجود والقضاء علينا .
ان العدو لا يريد إلا خيرات وطننا و لا يتردد في استخدام اية وسيلة تمكنه من هدفه مهما كان خبثها ونذالتها ، كما لن يتردد في إزالة اي عائق يحول دون غايته حتى و لو كان بتقتيل شعب بكامله، فكلما اصطدم بمقاومتنا شن علينا حربا تستهدف وجودنا بطرق و اساليب شتى لا رحمة فيها للقضاء علينا و محو مقومات شخصيتنا الوطنية المتميزة ليتمكن من مواردنا الطبيعية ، الشيئ الذي جعلنا في نهاية المطاف امام تحد تاريخي لا مثيل له و لا خيار لنا فيه سوى النصر او الشهادة دفاعا عن كرامة شعب و حرمة وطن يزخر بثروات تُسيل لعاب الطامعين. 
وعليه فإن قضية الثروات مسألة حاسمة و ان خسرها العدو ، شارف على نهايته . ومن هنا يجدر بنا ان التذكير ان الجبهة الشعبية كانت واعية بتلك الاهمية منذ بداية حربنا ضد الاستعمار الاسباني و ما العملية البطولية لتحطيم الحزام الناقل لفسفاط بوكراع يوم ٢٠ـ اكتوبر ـ ١٩٧٤ الا دليل قاطع على ذلك، كما انها لم تغفل ذات يوم عن تلك الاهمية في كل مراحل حربنا التحريرية، غير ان وسائل الحرب تغيرت منذ وقف اطلاق النار في سنة ١٩٩١، حيث كان لزاما عليها البحث عن وسائل مناسبة في اطار الشرعيةالمتاحة. و بما انها، هي الممثل الشرعي و الوحيد للشعب الصحراوي، فبعدما حصلت على رأي المستشار القانوني للامم المتحدة في ٢٩ـ يناير ٢٠٠٢ و عززته بقرار محكمة العدل الاوربية ٢١ ديسمبر 2016 ، علما ان تواجد المحتل المغربي في اراضي الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية فاقدا للشرعية القانونية تماما، بذلك تكون قد وجدت ضالتها المنشودة، بتوفرها على ارتكازات و انتصارات انتزعتها في معارك قانونية و سياسية على مستوى الامم المتحدة و الاتحاد الاوربي و الاتحاد الافريقي مكنتها من الشرعية التامة لمقاضاة اية شركة او دولة تنهب ثروات الشعب الصحراوي، فاصبح في مقدورها الان خوض معركة وقف نهب ثرواتنا بنجاح و قطع طريق النهب و اللصوصية في الشق المحتل من ارض الوطن . 
و بقدر ما يتحقق ذلك يبدأ عمر الاحتلال المتهالك في العد التنازلي. و قد بدأت معركة وقف هذا النهب بوتيرة متصاعدة منذ بداية هذه السنة حيث لا يكاد يمر يوم الا و نسجل فيه تحذيرا لشركة او اعلان شركة توقفها عن التعامل مع المحتل او توقيف باخرة او الحديث عن مقاضاة سارق لثروات بلادنا . و سنشهد الوقف التام لنهب هذه الثروات عما قريب باذن اللّٰه.
و "المدَّرَّك ابْلَيام عَرْيانْ".
الان و قد انطلقت معركة وقف نهب الثروات على المستوى الدولي و بدأ العدو يرتعش من هولها و ما تشكله عليه من ضغط فإن المعركة الرئيسية التي تعطي قيمة مضافة للعمل في بقية الجبهات و التي يمكننا ان نسميها بام المعارك، هي التي تخوضها جماهينا البطلة في المناطق المحتلة من طننا الحبيب، فهي التي تعاني من وطأة الاحتلال و بطشه وتتحمل تبعات ما يترتب عن ذلك من تفقير و تجويع و اعتقال و تعذيب و مصادرة للحريات و مس من الكرامة، كما انها ايضا تشاهد نزيف سرقة ثرواتها يوميا ، كما انها وحدها التي تستطيع القيام باعمال ميدانية موفقة لوقف هذا الاستنزاف الظالم. 
وبالمناسبة نناشد كل وطني و وطنية غيور على وطنه و شعبه متمسك بعهد شهدائه اينما تواجد و خاصة في المناطق المحتلة ان يشمر عن سواعد الجد و يعمل كل ما بوسعه من نشاط نضالي لحسم هذه المعركة المصيرية و التعجيل برحيل المحتل لينعم شعبنا بالحرية و الاستقلال و جمع الشمل.
"ماهُ اصديكْ الما جابُ ارغاها".
إن العدو المحتل يوجد الان في وضع حرج لا يحسد عليه و يحاول جاهدا اخفاء هزائمه المتلاحقة في هذا الميدان و غيره من الميادين و يبث دعايات مغرضة و هناك من تنطلي عليه وتصيبه بسمومها مما يشغله عن أداء واجبه، فالدعاية "يألفها الحاقد و ينشرها الاحمق و يصدقها الغبي"، رجاءا تريثوا، لئلا تصيبكم سموم دعايات الاحتلال المغربي وتصبحوا على ما فعلتم نادمين ، وانتم تعلمون ما للدعاية من اثر سلبي على مصائر الشعوب، خاصة و اننا نواجه نظاما متثعلبا يسخر كل امكانيات المغرب للتستر على لصوصيته.
ان واجبنا و حبنا لوطننا يمليان علينا ان نفديه بدمائنا و عرقنا و معاناتنا لصيانة كرامة و سيادة هذا الشعب الابي ، الذي يستحق منا كل العطاء ليصل الى مراتب العلى. "و الموت فرظ و الركة ماهي فرظ".
محمد فاضل محمد اسماعيل
Obrero

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *