-->

بين “بهدلة” ليلى و “مهزلة” لگويرة!!


بقلم :يحي محمد سالم
لازالت قضية “التماس” بين جنود الإحتلال المغاربة و الجيش الموريتاني على شواطئ لڨويرة،ازالت الستار عن قضية ظلت طي الكتمان سنينا طويلة ولولا أزمة الڨرڨارت لظل السكوت عنها سيد الموقف الى أن يشاء الله.
ولكن الفرحة المزدوجة بالنصر في الڨرڨارات وعودة منطقة لڨويرة الى حضن المناطق المحررة سرعان ما أفسدتها “خطوة” للوراء بإعادة الإنتشار و الذي “أرغمنا” على فهمه في سياق محيطه من معطيات بل و”تفهمناه”على مضض!!
ولكن الذي لم ولن نفهمه هو كيف تتصاع دول اجنبية على أراضينا ونحن صم،بكم،عمي كأننا أخشاب مسندة،لا حول لنا ولا قوة!!
لقد تفاجئا جدا بما طالعتنا به وسائل الإعلام عن لڨويرة”المحررة”!!
إذ إعتقلت مفرزة من الجيش الموريتاني في منطقة لڨويرة الصحراوية جنود مغاربة تسللوا الى سواحل المدينة فيما قالوا انه عملية مطاردة لعصابة مهربين!!
لم يستوعب تفكيري الخبر فكل دلالات فهمه مقطوعة”التوصيل” بالمنطق وبما في ذهني و ذاكرتي من معلومات!!
كيف لآمر لهذا أن يحدث والدولة الصحراوية”حقيقة لا رجعة فيها”!!
كيف لأمر كهذا أن يحدث و مقاتلي جيش التحرير الشعبي متواجدون في خطوط التماس الأمامية مع الإحتلال المغربي!!
ألم يملؤون اسماعنا بافضال و ايجابيات إعادة الإنتشار حتى إستبشرنا بإعادة الإنتشار خيرا الى درجة أننا اقتنعنا بأنه “أفشل” مخططات الأعداء التي إستهدفتنا!!
فأين هو “إنتشاركم” مما حدث في لڨويرة؟؟
: لايمكن في الحقيقة قراءة ما حدث ونحن في مرحلة إعادة الإنتشار الا في السياق التالي
1-أن اعادة الإنتشار التي أعلنت الجبهة أن قواتها قد نفذتها كانت مجرد خدعة”بصرية”،الهدف منها ذر الرماد في عيون الجماهير”المندهشة” من الخطوة ولإمتصاص الغضب و الإمتعاض الشعبي الذي أعقب الإعلان عن تنفيذ “الإنتشار المزدوج على الجبهتين!!
2-أن الجبهة مجرد ‘أداة” في يد الدول المحيطة،تستخدمها متى أرادت،مستغلة تقاطع المصالح وهو أمر لا ضير فيه على أن يخدم إستراتيجية تحقق أهداف”فعلية”و إن على المدى البعيد وهو أمر للأسف عرته “مهزلة” لڨويرة”و كشفت ان كل تلك الضجة التي سبقت الڨرڨارات و أعقبت إعادة الإنتشار لم تعدو أن تكون “فرقعات فيشينڨ” الهدف منها خدمة مجد”مزيف”!!
3-أن الجبهة وقعت تحت تأثير دولي “قاتل و مميت” يهدد عمق الشرعية و ينسف الى الآبد “حق” التمثيل الوحيد الذي تمثله البوليساريو للصحراويين وهو خطر اصبح يهددها الآن اكثر من اي وقت مضى نتيجة”الهشاشة”و العجز الذي اصبح يسودها خاصة مع تعاقب خيبات القاعدة الشعبية في قرارتها”الخائبة”من الرالي مرورا بأڨديم ازيك وصولا الى “مهزلة” لڨويرة وهو أمر يجب تداركه على عجل قبل أن يغرق الجمل بما حمل!!
وإذا كنا قد تفهمنا موقف إعادة الإنتشار وتقبلناه بكل روح رياضية فلن يجبرنا أحد على أن نفهم أن صراع الجيران على منطقة لڨويرة الصحراوية هو شأن يتعلق بالبلدين!!
إن تصارع دولتين على أراضينا لهو أمر يحتاج الى أكثر من مجرد”التفسير”،وقد نفهم “نظريا” بل بالبديهة”النضالية” أن المغرب يحتل جزء من أراضينا و أن موريتانيا “وصية” على لڨويرة بموجب اتفاق الجزائر ولكن ذلك ليس سببا كافيا ليحولنا الى العدم !!
نتذكر جميعا الطرد المذل و المهين الذي تعرض له الجنود المغاربة الذين عبروا نحو جزيرة ليلى على ايدي قوات الدرك الإسباني وتهديد أثنار للرباط بالحرب إن أعادة الكرة فنقول إن كانت ليلى إسبانية فلا حاجة إذن لأن تكون لڨويرة ساحة صراع،فموضوعها يفترض أنه “محسوم” بالصور التي غزت الصحف و مواقع التواصل الإجتماعي وشهد على ذلك الأعداء!!
ولكن يبدو أن بين “بهدلة” ليلى و “مهزلة” لڨويرة مسافة كافية للتحول من إعادة الإنتشار الى الإنتحار البطئ إن بسحر”المؤامرات أو بالإنتظار المسموم القاتل!!
فإن لم نتحرك الآن سنصحوا يوما لنكتشف أنه قد فاتنا القطار،يومها لن ينفع الندم.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *